رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه العاشرة.. كمال الشناوي غنى لحافظ إبراهيم وبرع في دور الصحفي

كمال الشناوي في اللص
كمال الشناوي في اللص والكلاب

برغم مئات من الشخصيات التي جسدها عبر مسيرته الفنية الطويلة، من خلال شاشة السينما، والتليفزيون، وأثير الإذاعة، إلا أن الفنان الكبير كمال الشناوي، والذي تحل اليوم الذكرى العاشرة لرحيله عن عالمنا، قدم صورة الصحفي في دورين من أهم الأعمال الفنية التي قدمها، في فيلمي "الرجل الذي فقد ظله" عن رائعة فتحي غانم، و"اللص والكلاب" عن رواية أديب نوبل نجيب محفوظ.

ــ رؤوف علوان معلم اللصوصية الأول لسعيد مهران 


في العام 1962 وعن رواية نجيب محفوظ "اللص والكلاب"، قدم كمال الشناوي شخصية "رؤوف علوان" في الفيلم الذي حمل عنوان الرواية نفسه وأخرجه كمال الشيخ، في هذا الدور برع كمال الشناوي في تقمص وتجسيد شخصية "علوان" الانتهازية الوصولية.

 فمن الطالب الحاقد الناقم على الأثرياء، المتمرد حتى على والده إنه لم يكن غنيا، رؤوف الذي يعتنق الميكيافيلية ويخلص لها أكثر ممن أسس هذه النظرية، يري أن الغاية تبرر الوسيلة بكافة الأشكال والطرق ولو كانت غير شريفة أو مشروعة، فعندما يسرق "سعيد" عامل النظافة في بيت الطلاب ساعة أحد التلاميذ وبدلا من أن يعنفه أو حتى يصحح مساره  ومتعلم، يشجع رؤوف علوان سعيد على السرقة، بل ينصحه بمغادرة هذا العمل والاتجاه إلي السرقات الأكبر، أن يسرق الأثرياء والأغنياء الذين يكرههم بشدة.

الصعود للمجد والشهرة على حساب الآخرين

ما أن يلبث رؤوف علوان في العمل بالصحافة حتى يجد من ضحيته "سعيد"، سلما للمجد والشهرة، ففي المشهد الذي يظهر اجتماع المحررين برئيس تحرير إحدى الجرائد يشن رؤوف علوان هجمة شرسة علي سعيد ويتهمه بأنه قاتل سفاح رغم أنه هو من شجعه على هذا الطريق وسهله له،  وحتى عندما يتحدث زملائه في الاجتماع عن فرضية كون سعيد ضحية ظروف مجتمعية وحياتية، ينفعل علوان ثائرا ليجيش الجميع ضده وهو ما كان حتى سقط سعيد ضحية لنظريته الوضيعة الميكافيلية.    ​

الرجل الذي فقد ظله .. محفوظ عجب لا يفنى ولا يستحدث من العدم

_315x420_e865de14c838c2d19452fd81fdb66bb14b371ceb8743b93a53e17fe8f61718a3
الرجل الذي فقد ظله 


بعد خمس سنوات من إنتاج وعرض فيلم اللص والكلاب، عاد كمال الشناوي مجددا ليلعب دور الكاتب الصحفي الوصولي الانتهازي، تحديدا في العام 1968 من خلال فيلم "الرجل الذي فقد ظله" عن رواية للكاتب فتحي غانم بنفس الاسم أيضا، من إخراج كمال الشيخ.

في الروايتين مع اختلاف الشخصيات والأحداث كان القاسم المشترك هو ما يدور في كواليس بلاط «صاحبة الجلالة» خصوصاً الشخصيات الانتهازية المتسلِّقة وكان بطل «الرجل الذي فقد ظله» أكبر مثال عليها.

تحوّلت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي بالاسم نفسه أخرجه كمال الشيخ عام 1968 وتدور أحداثه قبل ثورة يوليو، حيث يصعد «يوسف عبدالحميد السويسي» (كمال الشناوي) في عالم الصحافة على أكتاف أستاذه محمد ناجي فهو شخصية انتهازيه باعت نفسها من أجل تحقيق طموحها الفردي وتخلَّت عن كل القيم والتقاليد الإنسانية بهدف الارتباط بطبقة أعلى ممثلة في « سعاد» الارستقراطية، على عكس صديقه «شوقي» (صلاح ذو الفقار) الثوري الذي ينتمي للطبقة نفسه، لكنه لا يتبرأ منها ويناضل من أجل بناء عالم جديد تحصل فيه طبقته المتوسطة بل والوطن كله على عدالة اجتماعية.

5e050082421aa909553df445
كمال الشناوي 

كمال الشناوي يغني من ألحان فريد الأطرش وكلمات حافظ إبراهيم


ويذكر المؤرخ الفني خطاب معوض خطاب" في كتابه "شخصيات مصرية"، أن الموسيقار الكبير فريد الأطرش قام بتلحين أغنية ليغنيها الفنان متعدد المواهب كمال الشناوي بصوته، وحدث ذلك عندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا، حيث لحن فريد الأطرش قصيدة "سوريا ومصر" للشاعر الكبير حافظ إبراهيم، وتدرب عليها كمال الشناوي وسجلها بصوته، وأشارت مجلة الكواكب التي نشرت الخبر مصحوبا بصور للشناوي وفريد إلى أن الشناوي سيغني هذه الأغنية في ليلة صدور المجلة، ولا يعلم أحد مصير هذه الأغنية المفقودة منذ سنوات طويلة.

239903563_3034593450151026_1101777524202801287_n
كمال الشناوي 

والفنان كمال الشناوي بالإضافة إلى كونه ممثلا، كان أيضا مطربا حسن الصوت، وقام بالغناء أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة،كما قام بغناء أغنية "زي العسل" مع صباح في فيلم طريق الدموع، ومع محمود شكوكو في فيلم "المعلم بلبل"، ومع شادية في أغنية "سوق على مهلك" في فيلم "بشرة خير" ومعها أيضا في أغنية "دور عليه دور" وأغنية "يا دنيا زوقوكي" في فيلم وداع في الفجر، كما أن له أغنية شعبية اسمها "المعجباني" قام بغنائها في فيلم "الدكتورة منال ترقص".

download (3)

والفنان متعدد المواهب كمال الشناوي الذي يعد واحدا من أشهر جانات السينما المصرية، وبجانب ممارسته لفن التمثيل كان أيضا رساما كما عمل في مقتبل حياته مدرسا للرسم، ودرس لفترة بمعهد الموسيقى العربية، وأنتج وكتب للسينما، وكذلك له فيلم من إخراجه هو فيلم "تنابلة السلطان".

_640x_f3bb743bc2f45649d6057f97f6218f8f841803561d0baa6fc86a5a47614c85d9
كمال الشناوي