رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطريرك 102.. من هو البابا القديس متاؤس الرابع؟

الكاتدرائية
الكاتدرائية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم ، بذكرى رحيل البابا القديس متاؤس الرابع البطريرك رقم 102 بين بطاركة الكنيسة المصرية.

وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم رحل البابا متاؤس الرابع البطريرك رقم 102 في تعداد بطاركة الكنيسة المصرية، وكان يُعرف باسم متى الميري.

نشأته

ولد هذا الأب من أبوين مسيحيين من أغنياء أهل مير من إقليم الأشمونين بكرسي قسقام المعروف بالمحرق وكانت لهما أراض زراعية متسعة ومواشي، وقد رُزقا ثلاثة أولاد ذكور أحدهم هذا البابا وكان أحب إخوته عند والديه وكان اسمه أولا جرجس، وقد اعتنيا بتربيته وهذباه، ولم يكلفاه كأخويه بالعمل في الحقل والزراعة ولا برعي المواشي بل جعلاه ينصرف إلى القراءة والتعليم حتى صار عالمًا بالكتب المقدسة أكثر من أهل جيله وأصبح قادرًا على تفسير معانيها لمن أشكل عليه أمرها ولما كبر زهد هذا العالم الزائل ومضى إلى دير السيدة العذراء المعروف بالبراموس في برية شيهيت وأقام به ست سنوات.

 

علاقته بأبويه

وحدث أن تراءى له في حلم أن أبويه حزينان عليه وعرفا عنه أنه مات لأنهما لم يهتديا إلى مكانه، فقام لوقته وأعلم اخوته في الدير فأشاروا عليه بالتوجه إلى بلده لرؤية والديه فمضي إلى مير وسلم عليهما، فلما وقع نظرهم عليه فرحا فرحًا عظيمًا وبعد ذلك أرادا أن يزوجاه فلما علم القديس من أخ صديق له بما اعتزما عليه هرب وعاد إلى ديره مرة أخرى.

 

رسامته راهبًا

تلقاه اخوته الرهبان بالترحاب والسرور، فزكوه للرهبنة وبعد ذلك رسم قسًا علي الدير وبعد أيام من ذلك لبس الإسكيم المقدس.

 

رسامته بابا

ولما أنتقل إلى رحمة الله البابا مرقس السادس البطريرك رقم 101 وطلب الأباء والكهنة والأراخنة أن يقيموا لهم راعيًا صالحًا عوضًا عنه سألوا رهبان البراري والأديرة عمن يصلح لهذا المركز السامي فأرشدهم إلى هذا الأب فطلبوا إليه الحضور إلى مصر فرفض إجابة الطلب فاضطروا أن يرسلوا جنديًا من قبل الدولة فقبض عليه وأتى به مقيدًا.

وأما أهل مصر فأمسكوا قسًا آخر من الرجال القديسين يسمي يوحنا وأرادوا أن يرسموه بطريركًا فوقع خلاف بسبب ذلك فقبض الوالي على المرشحين الإثنين وحبسهما عنده مدة أربعين يومًا ولما طال الآمر اجتمع الأساقفة وأشاروا بعمل قرعة هيكلية فعملت القرعة أمام الجمهور كما عمل الجند أيضًا قرعة فيما بينهم بدار الولاية وفي كل مرة كان يسحب اسم جرجس في القرعة وفي بعض الليالي كان يشاهد جند الوالي شبه قنديل مضيء فوق رأس الأب جرجس أثناء وجوده في السجن فوقع عليه الاختيار بعد الاختلاف الكبير ورضي به الشعب فرسم في يوم الأحد 30 هاتور سنة 1377 ش  6 ديسمبر سنة 1660 م  في عهد السلطان محمد الرابع العثماني.