رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طرح شركة العاصمة الإدارية فى البورصة

 

أعلن السيد الرئيس قبل أيام عن نية وخطة الدولة لطرح شركة «العاصمة» فى سوق الأوراق المالية لتكون حصة من ملكيتها متاحة أمام الجمهور من الأفراد والمؤسسات، هذا الإعلان فى نظرى كان تاريخيًا وكبيرًا ولم ينل قدر الاهتمام المطلوب رغم تأثيره الكبير فى أسواق المال.

■ ماذا يعنى طرح شركة بالبورصة؟

- يعنى أن تتنازل إحدى الشركات عن جزء من ملكيتها لصالح بعض المساهمين مقابل أن يدفعوا مبلغًا من المال، ويصبحوا مالكين فى هذه الشركة بحصة معينة بنفس مقدار ما دفعوه من أموال.

■ لماذا تلجأ الشركات للبورصة؟

- لأن الشركة تحتاج إلى تمويل جديد لكى تتوسع وتنمو، من الممكن أن تذهب للبنوك لكن بعض الشركات لا تفضل الاستدانة وتميل ناحية التنازل عن جزء من ملكيتها مقابل عدم التعامل مع القروض.

■ أسباب تجعل خبر الطرح بالبورصة خبرًا تاريخيًا:

- الذى أعلن الخبر هو أرفع مسئول سياسى فى الدولة، السيد رئيس الجمهورية وليس رئيس الشركة أو وزيرًا مختصًا، ما يعنى أن الأمر جاد وتوليه القيادة السياسية بالمتابعة والاهتمام اللازمين.

- اهتمام القيادة السياسية بهذا الأمر يعنى أنها ترسل رسالة إلى المستثمرين ومجتمع المال والأعمال بأنها مدركة تمامًا أهمية إصلاح وتطوير آليات عمل الجهاز الحكومى.

- الطرح بالبورصة يعنى فتح دفاتر الشركة على مصاريعها للجمهور العام، شفافية كاملة وحوكمة عمل الشركة وخفض احتمالات الفساد أو هدر المال العام.

- الطرح بالبورصة يعطى فرصة لكى يشارك القطاع الخاص عبر مؤسساته فى ملكية الشركات الحكومية الكبرى، وهو ما يعنى تعزيزًا لدور القطاع الخاص فى الاقتصاد مقابل تخفيض دور الدولة.

- الطرح بالبورصة يمنح فرصة للمصريين لكى يشاركوا فى مشاريعهم القومية وأن يشعروا بأنهم جزء منها وأن أرباحها تعود عليهم بطرق مباشرة فى جيوبهم بعد امتلاك الأسهم، وليس فقط بطرق غير مباشرة عبر الطرق والمدارس والجامعات والمستشفيات..إلخ.

المحور الثانى الذى يجعل الأمر تاريخيًا، هو حجم شركة «العاصمة» الهائل، وفقًا لحديث الرئيس والأرقام التى أعلنها فى المؤتمر نستطيع أن نستنتج ما يلى:

على مستوى سوق الشرق الأوسط:

- شركة «إعمار» الإماراتية، والمدرجة فى بورصة دبى، يبلغ حجم أصولها ٣٢ مليار دولار حتى ٢٠٢١.

وبناءً عليه هى أكبر شركة عقارية فى الشرق الأوسط.

على مستوى السوق المحلية:

- شركة «طلعت مصطفى» والمدرجة فى بورصة مصر، يبلغ حجم أصولها ٧ مليارات دولار حتى ٢٠٢٠.

وبناءً عليه هى أكبر شركة عقارية داخل السوق المحلية.

وبالتالى نستنتج من ذلك أن شركة «العاصمة الادارية»- المزمع طرحها بالبورصة خلال عامين- سيصل حجم أصولها لمستوى ٣ لـ٤ تريليونات جنيه أو ١٩٠ لـ٢٥٠ مليار دولار بعد الطرح، بما يجعلها ليس فقط أكبر طرح فى تاريخ البورصة المصرية، لكن أيضًا ستكون أضخم شركة تطوير عقارى فى منطقة الشرق الأوسط وتستطيع بسهولة أن تحتل مركزًا فى قائمة أكبر ٥٠٠ شركة عالميًا.

رئيس شركة العاصمة صرح لوكالة «بلومبرج» الأسبوع الماضى بأن إجراءات تحضير وإعداد الشركة للطرح بالبورصة سوف تكون بداية العام المقبل ٢٠٢٢، وأنهم يدرسون طرحها ببورصة عالمية بجانب البورصة المصرية.

طرح «العاصمة» يشبه كثيرًا ما فعله الأشقاء السعوديون، حين تم طرح ١.٥٪ من أسهم درة تاج الاقتصاد السعودى وأكبر شركة نفط بالعالم «أرامكو» فى أواخر ٢٠١٨، النجاح المدوى والمذهل الذى نجحت فيه «الرياض» فى ذلك الطرح وصلت أصداؤه للعالم أجمع، وعلى مستوى الأفراد بداخل السعودية قام ٤.٩ مليون سعودى بشراء أسهم فى «أرامكو» بقيمة ٤٧.٤ مليار ريال بكمية ١٥ مليار سهم، وهو ما يعنى أن كل بيت سعودى يوجد فرد واحد مكتتب ويملك فى «أرامكو»، شركة «العاصمة» فى مصر تستطيع تحقيق نجاح مثل «أرامكو» وتكون قاطرة تجر وراءها العديد من الشركات الحكومية والعامة وكذلك الخاصة للطرح بالبورصة وتنشيط سوق الأسهم المصرية التى تملك الكثير من الإمكانيات الواعدة والكامنة التى تحتاج فقط إلى التحفيز الملائم. طرح «العاصمة» ليس هو الطرح الوحيد، الدولة أعلنت فى ٢٠١٧ عن خطة لطرح ٢٣ شركة عامة وشبه عامة فى البورصة، بعد ذلك فى ٢٠١٩، أعلن الرئيس «عبدالفتاح السيسى» عن تكليفاته بالتخطيط لطرح شركات جهاز الخدمة الوطنية التابع لقواتنا المسلحة، ثم فى ٢٠٢٠ أعلن رئيس الصندوق السيادى السيد «أيمن سليمان»، فى تصريح لوكالة «بلومبرج» فى العام الماضى، عن أن الصندوق سيبدأ فى تجهيز وإعداد شركتى «صافى للمياه المعدنية» و«وطنية لمحطات الوقود» التابعتين للمؤسسة العسكرية للطرح فى البورصة المصرية الفترة المقبلة.

الملاحظة الأخيرة، أتمنى إعادة النظر فى اسم «العاصمة الإدارية» لعاصمتنا الجديدة وأستطيع التخمين أنه قبل الافتتاح الرسمى ونقل الموظفين سوف سيتم إعلان الاسم الجديد للمدينة، ومع ذلك أتمنى أن يؤخذ الأمر بعين الاعتبار، وإن كان لى رأى فى هذه المسألة فأتمنى بشدة أن تكون التسمية مستوحاة من مصر القديمة، كـ«طيبة»، «رمسيس»، لكن الأهم من ذلك أنى سأترقب طرح الشركة لأكون أول المشترين لأسهمها، والذى أتوقع أنه سيكون طرحًا تاريخيًا وعلامة فى تاريخ البورصة المصرية.