رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنحرف حسن البنا


إذن جماعة الإخوان تدعو الأمة المصرية المسلمة للإسلام، هكذا يقول لهم البنا، ولكن أيكونون مجرد دعاة فقط؟ لا أنهم أعلى من ذلك، ففى حين يصل الوجد بحسن البنا أشده يقول لإخوانه: «قد يقول الناس لكم لازلتم غامضين فقولوا لهم نحن الإسلام أيها الناس»! وبذلك أصبحت الجماعة هى الإسلام نفسه، وأصبح أفرادها هم دين الإسلام، فكيف لنا أن نختلف معهم بعد ذلك.

المنحرف حسن البنا، لا تنزعج من عنوان هذا المقال، فأنا لا أتحدث عن انحرافات أخلاقية، إذ لا تعنينى فى كثير أو قليل، ولكننى أتحدث عن انحرافات فكرية ودينية ووطنية، لذلك فإننى بدأت المقال بمقولة «المنحرف حسن البنا» إذ لو كان انحرافه على نفسه لما اهتم أحد، ولكن انحراف هذا الرجل أدى إلى انحراف جماعة، ثم قامت هذه الجماعة المنحرفة بمعاداة وطنها والإضرار بالإسلام والإساءة إليه، ولا أظن أن جماعة من الجماعات عبر التاريخ سببت إساءة للدين قدر إساءة أتباع حسن البنا، حتى أننى أكاد أوقن أنها لم تنشأ إلا لهذا الغرض، غرض القضاء على الإسلام، ولكن هيهات ما يظنون، وخاب ما يعملون.

ولعلك ستقع فى الحيرة إذا أردت معرفة فقه حسن البنا ومدرسته المذهبية، فقد كان غامضا فى هذه الناحية، إذ لم نر من حسن البنا كتابا رائدا فى الفقه أو الحديث أو التفسير أو أى علم من علوم الدين، وأظنه لم يكن مؤهلا لكتابة أى كتاب يضعه فى مصاف أنصاف المؤلفين، لذلك وجه جهده كله فى صناعة جماعة حركية، ومن الغريب أن بعض تلاميذ هذا الرجل كتبوا عنه مئات الكتب، وكان من ضمن ما كتبوا عشرات فى تفسير «رسائل البنا» وكأنها قرآن يحتاج إلى تفسير، لم يقف الأمر عند هذا الحد ولكن الجماعة كلها عبر تاريخها مارست شيئا من النرجسية وهى ترسم صورة حسن البنا فى أذهان أعضائها، وصولا إلى محاولة ترسيخ نورانية غير حقيقية للرجل، فحسن البنا لديهم فوق القداسة، وحين قُتل اعتبروه الحسين الشهيد، وإنى لا أنسى أبدا درسا ألقاه علينا أحد شيوخ الجماعة الكبار حين كنت فى شبابى الأول أحث الخطى نحو الجماعة، إذ قال هذا الشيخ وهو يتحدث عن حسن البنا «لكل أمة نبى ورسول، ولأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والرسل لذلك وهب الله للأمة فى كل جيل نبى غير مرسل، ولكنه ملهم من الله سبحانه للقيام بدوره كنبى فى تبليغ رسالة الأمة، وهو غير الذى يجدد للأمة أمر دينها، فالذى يجدد لأمتنا أمر دينها قد يكون فردا أو جماعة أو جامعة أو مؤسسة أو مجموعة من العلماء، ولكن النبى غير المرسل هو دائما شخص واحد، وقد كان نبينا غير المرسل هو الإمام الربانى حسن البنا» وأذكر أننا دخلنا فى جدل فقهى بعد ذلك عن مسألة «النبى الملهم غير المرسل» وما هى الأدلة الدينية على صحة هذا الأمر، وحين توجه بعضنا للشيخ عبد المنعم تعيلب أحد كبار دعاة الجماعة قال تبريرا لهذا الرأى: الحكمة هى النبوة، والله يهب الحكمة أى النبوة لمن يشاء، ألم يقل «يؤتى الحكمة من يشاء» وقد وهب الله الحكمة أى النبوة لحسن البنا، وكان من دلائل ذلك أنه أنشأ هذه الجماعة فانتشرت فى ربوع الأرض، وهى فى الوقت ذاته تعيد للدنيا من جديد الإسلام الذى غفلت عنه الأمة، فهو بهذه المثابة نبى لم يرسله الله، ولكن ألهمه، وأتاه الحكمة» ورغم التلفيق الواضح إلا أن البعض اقتنع والبعض الآخر أوهم الآخرين أنه اقتنع ولكن ظلت فى قلبه غصة، فلا هذا دين، ولا تلك قراءة صحيحة للدين.

ولكن من هو الذى زرع هذه الفكرة فى الإخوان حتى أنهم أصبحوا يطلقون على البنا لقب «الإمام الربانى»؟! حسن البنا هو الذى ألقى فى أمنية الإخوان هذه الأفكار المنحرفة، ولك أن تراجع رسائله، فهذه هى بضاعتهم، قال فى أحد رسائله «نحن ولا فخر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم! هذه منزلتكم فلا تصغروا أنفسكم فتقيسوها بغيركم»! حسن البنا يزكى نفسه وجماعته فيقول إنهم صحابة رسول الله، ولا أظنه انتبه للآية القرآنية «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى» ولكن البنا يصر على الاستمرار فى التزكية بجرأة كبيرة، فيقول فى موضع آخر للإخوان «من اتبعنا فقد فاز بالسبق، ومن رغب عنا فسيقذف الله بحقنا على باطله فيدمغه» ثم يتطور الأمر معه فيقول «يا قومنا إننا نناديكم والقرآن فى يميننا والسنة فى شمالنا وندعوكم للإسلام»!.