رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئولون وأطباء لبنانيون: مستشفياتنا تعاني ولا مجال لعلاج المرضى (خاص)

لبنان
لبنان

أدت أزمة الوقود في لبنان إلى تفاقم المعاناة داخل المستشفيات في مختلف أنحاء البلاد، مما أسفر عن نقل بعض المرضى من غرف الرعاية والسير بهم بالشوارع، لعدم وجود وسائل لنقلهم.

ويشهد لبنان أزمة وقود حادة أثرت على جميع مناحي الحياة، وعلى رأسها مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى أزمة الكهرباء ووقف شركة كهرباء لبنان إمدادات الطاقة الرئيسية عن شركات المياه، مما يؤثر على حياة ما يقرب من أربعة ملايين شخص في لبنان، وفقًا للأمم المتحدة.

نقص بالأدوية والأكسجين

قال رئيس هيئة الإسعاف الشعبي اللبناني عماد عكاوي إن "الوضع الحالي لم يشهده لبنان منذ الاستقلال، فهناك احتكارات يقوم بها أشخاص يستولون على الموارد الرئيسية بلبنان، من الطحين إلى المازوت إلى البنزين إلى الوقود".

وحول تأثير أزمة الوقود الأخيرة على وضع المستشفيات بلبنان، قال رئيس هيئة الإسعاف الشعبي لـ:"الدستور": "مستشفيات كورونا معظم مستلزماتها الطبية وأدويتها لم تعد موجود نتيجة الأزمات الاقتصادية، وبعد الانفجار الذي وقع بمدينة عكار، المستشفيات باتت تعاني أزمة كبرى".

وأضاف: "هناك نقص بالأدوية والأكسجين، فضلًا عن نقص كبير بالمواد المخدرة، معاناة لم تمر على مستشفيات لبنان من قبل"، لافتًا إلى أن ما يجري من معالجة لأزمة الوقود وقتي ولن يدوم.

وأشار إلى أنه حتى في حال تأمين الوقود فلن يكفي سوى أسبوعين أو شهر على أقصى تقدير، معتبرًا أن السياسات الارتجالية فاقمت من الوضع الصحي والاجتماعي في لبنان.

وتابع: "هناك أزمة كبيرة فى المستشفيات والمراكز الصحية، فاقمها أزمة نقص أدوية ولا سيما المزمنة لم تعد موجودة بالصيدليات، وطالبنا في الإسعاف الشعبي من وزراء الصحة أن يطالبوا بالدواء المصنوع عربيًا لحل الأزمة، ولكن جميع من جاءوا بعد الأزمة تجاهلوا الأمر".

ونوه إلى أن الإسعاف الشعبي حاول توفير بعض الإمكانيات للمرضى والمصابين سواء بسيارات الإسعاف أو الأطباء، فيما باتت الأزمة أكبر من الإسعاف الشعبي، قائلًا: "لا يمكننا تغطية كل شيء، الوضع أكبر مننا ولسنا بحجم وزارة الصحة أو وزارة الشئون الاجتماعية".

وفي نهاية حديثه قدم عكاوي التحية والشكر لمصر قيادة وشعبًا على المواقف التضامنية للشعب اللبناني، منذ أزماتها بعد انفجار المرفأ، وقبل وبعد وحتى الانفجار الأخير في منطقة عكار.

الوضع كارثي

قال الدكتور سليمان هارون، نقيب المستشفيات الخاصة بلبنان، إن الوضع بات كارثيًا وانهار تمامًا، مجسدًا أبشع صور الانهيار التام للدولة اللبنانية، فيما يتقاتل رجال السلطة على الحكم والفشل.

وأضاف هارون لـ"الدستور"، أن المواطن اللبناني لم يعد قادرًا على تحمل أعباء ما يجري في البلاد ولم يعد قادرًا على تحمل أعباء مرضه أيضًا، لافتًا إلى أن أزمة الوقود فجّرت الوضع بالمستشفيات اللبنانية، المنهار بالأساس، على حسب قوله.

وأشار نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان إلى أنه لم يعد هناك كهرباء ولا مازوت لتشغيل مولدات المستشفيات، وعدم توفير البنزين يعيق حركة تنقل الأطباء إلى عملهم.

ويقول هارون إنه في بداية الأزمة اضطرت المستشفيات لإغلاق المبردات الهوائية في غرف المرضى وغرف العناية، وهو أمر طبي بالغ الخطورة، لكن بعد أزمة صهريج تليل بعكار اضطرت بعض المستشفيات لإغلاق الأجهزة الطبية نفسها، مما اضطرها لإخراج المرضى منها.

وقف مراكز التحليل 

من جانبه يقول الدكتور خضر عيسى، المسئول عن قسم الفحوص الجينية بأحد المراكز الطبية اللبنانية، إن الأزمة باتت تؤثر على العاملين بمجال الطب بشكل عام، حتى إن التحاليل الطبية لم يعد من الممكن إجراؤها بسبب عدم وجود كهرباء لتشغيل أجهزة التحليل.

وأضاف "عيسي" لـ"الدستور": "الأطباء معاناتهم التي لا تتجزأ عن معاناة المواطنين، من الطبيعي أن تؤثر على المرضى، الرواتب التي يتقاضونها إن صرفت لا يمكن أن تكفي تنقلاتهم أو معيشتهم، وهناك البعض يكافح من أجل صحة المرضى، حتى جاءت الأزمة الأخيرة للوقود وحالت دون وقوع ذلك"، لافتًا إلى أنه لم يعد قادرًا على الذهاب إلى عمله بسبب عدم توفر البنزين للسيارات.

وتابع: "الكثير من مراكز الفحوصات والتحاليل الطبية أغلقت بسبب أزمة الكهرباء، فالمريض لا يمكنه التشخيص، وبعض العينات التي تم سحبها مسبقًا فسدت بسبب انقطاع الكهرباء عن الأجهزة والمبردات".