رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لم يحب الشوكولاتة وعشق تحية كاريوكا.. ملامح من حياة أنيس منصور

أنيس منصور
أنيس منصور

تحل علينا اليوم ذكري ميلاد الكاتب الصحفي والروائي “أنيس منصور”، الذي اشتهر بأسلوبه البسيط، ومؤلفاته التي كانت تجذب جميع القراء، وكان بعضها يزعج المرأة، لدرجة أنه لقب بـ عدو المرأة،  نستعرض في السطور التالية ملامح من حياة أنيس منصور.

هواجس أنيس منصور:

فى أحد كتب أنيس منصور كتب يروى عن خوفه من الماء، لأنه فى الصغر توهم أثناء سباحته فى النيل مع أصدقائه أن ابن خالته غرق، ومن يومها لم ينزل للبحر رغم تجواله بأشهر شواطئ العالم، ورغم محاولة كبار السباحين تعليمه السباحة.

أنيس منصور

وقال إنه لم يحب الشوكولاتة ولم يتذوقها إلا قليلًا وفى سن متأخرة، بسبب أنه حين كان تلميذًا في الابتدائية كان يدرس تاريخ الشعوب، يومها قال المدرس إن الأحباش ليسوا سودًا ولكنهم فى لون الكاكاو، وحينها تساءل الراحل عن معنى الكاكاو والشوكولاتة فلم يكن يعرفه، ضحك عليه زملائه، فيقول “ظللت طول عمرى لا أشرب الكاكاو ولا أتذوق الشوكولاتة وإن فعلت الآن فقليل جدًا”.

وعندما أصبحت قادر على الفهم لم أجد نفسى قادر على أن أتخلص نهائيًا من المخاوف القديمة مثل رفض وضع الترمومتر فى فمى لأنه تهشم قبل ذلك، أو استسلامى للعصا التى يضعها الطبيب لاكتشاف مرض التهاب الحلق، وغيرها من المخاوف الأخرى.

لم أتذوق اللحوم بمختلف أشكالها طوال حياتي، فأنا نباتى لم أذق اللحم فى حياتى، فقد حدث يوم عيد الأضحى أن قفزت من سريري لأعرف ما سبب الضجة أمام الباب وكنت فى الرابعة من عمرى، فوجدت نفسي غارقا فى دماء خروف يذبحونه من يومها لم أضع اللحم بكل أسمائه وألوانه وأحجامه فى فمى.

أنيس منصور

قالت زوجته أنيس منصور في أحد اللقاءات الصحفية إن أنيس كان يعتكف يوميا نحو 10 ساعات بمكتبه، ولا يفضل الاختلاط بالآخرين، ولا المجاملات إلا في نطاق ضيق، ومن طقوسه الاستيقاظ مبكرًا جدًا والكتابة بقلم حبر على ورق أبيض بلا سطور وبخط يكاد لا يفهمه سواه.

أنيس منصور

علاقته برؤساء مصر:

حكت السيدة رجاء حجاج زوجة أنيس منصور عن علاقته بالرئيسين الراحلين عبد الناصر والسادات وقالت بسبب مقال “حمار الشيخ عبد السلام” الذي نشر فى عهد عبد الناصر الذى اعتقد أن أنيس كان يقصده بهذا المقال، وتدور حكايته حول خلاف شب بين الشيخ "عز بن عبد السلام" وبين أحد سلاطين المماليك بسبب حاشيته من المماليك الطغاة الظالمين، فتصدى الشيخ لجورهم، وخاف الناس عليه من بطش السلطان، لكن الشيخ لم يخش في الحق لومة لائم، ومضى مغادرًا مصر مع حماره، فبعث السلطان وراءه من يسترضيه، ووافق على تنفيذ أوامره بتأديب أمراء المماليك الذين كانوا عبيدًا قبل مجيئهم إلى مصر ليحكموا الأحرار، وعند عودة الشيخ أمر بإعادة بيعهم عقابًا لهم على ظلمهم، وباع الشيخ حماره في نفس السوق، قائلًا إنه لا فرق بين الحمير والأمير، فكلهم حيوانات ما داموا بلا عقل ولا حرية، وقد ظل منصور قرابة الـ9 شهور بلا عمل، وتم إيقاف حتى البرامج التليفزيونية التي كان يقوم بإعدادها باسم غير اسمه الحقيقي للتكسب، ولكن رغم انتقاده الحاد للرئيس عبد الناصر لكنه يعترف بوطنيته وإنجازاته إذ أنه يقول "وإن كان ديكتاتورا لكن خدعه دراويشه فصوروه كنبى لا يخطئ" وحينما قرأ الرئيس السادات كل ماكتبه عن عبدالناصر  قال له ساخرًا أنه كان يستحق الشنق وليس الفصل فقط.

أنيس منصور

اقترب أنيس منصور من السادات وفى إحدى مقالاته كتب "السلطة كالشمعة المتوهجة نعم تضئ لكن إذا اقتربت منها جدًا قد تحرقك" هكذا كان يعتقد أنيس منصور، رغم أنه كان المعروف بكاتم أسرار الرئيس السادات، وعرف أيضا عددًا من الملوك والأمراء عن قرب، وتخصص بنقل أسرار الملك فاروق.

 الملك فاروق

وقالت إن علاقة منصور كانت وطيدة بالرئيس السادات، حيث كان مستشاره الإعلامي وحضر معه مفاوضات كامب ديفيد، وكان بينهما ميعاد ثابت يوم الثلاثاء من كل أسبوع، يذهب فيه منصور للجلوس مع الرئيس سواء فى ميت أبو الكوم أو الإسماعيلية أو القاهرة، ويظلان لساعات طويلة يتحدثان فى أمور كثيرة.

الرئيس السادات

 كما أن أنيس صاحب أكبر عدد من الحوارات الصحفية مع الرئيس السادات خاصة حين تولى رئاسة تحرير مجلة أكتوبر عام 1976، وقد وثق منصور فيها الفترة الزمنية ما بين يوليو 1977 ويوليو 1979 في مجموعة مقالات بلغ عددها الـ54 مقال بعنوان "في السياسة"، تناولت مفاوضات السلام بين السادات وبيجين ودور الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في إنجاحها، وأيضًا موقف الدول العربية المعادي لمصربسبب اتمام عملية السلام مع إسرائيل.

الرئيس السادات

حبه للراقصات:

أضافت السيدة رجاء في أحد الحوارات الصحفية أن منصور كان عاشقا للراقصة تحية كاريوكا، وكان يحب ان يشاهد جميع أفلامها وأيضا الراقصة نجوى فؤاد.

نجوى فؤاد
تحية كاريوكا