رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش الأفغانى.. منظومة أنفقت عليها أمريكا المليارات وأسقطتها طالبان فى طرفة عين

طالبان
طالبان

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة أنفقت في أفغانستان أكثر من تريليون دولار منذ دخولها عام 2001، ودربت أكثر من 300 ألف جندي أفغاني وجهزتهم بالمعدات الحديثة، منتقدا تراجع قوات الجيش الأفغاني أمام حركة طالبان والسماح لها بالسيطرة على البلاد ومؤكدا أن القوات الأفغانية يجب أن تدافع عن بلادها وليس الأميركيين.

وسلط سقوط أفغانستان وخاصة العاصمة كابول والمدن الرئيسية خلال ساعات أمام حركة طالبان الضوء على وضع الجيش الأفغاني وتدريبه والأموال التي قالت الولايات المتحدة إنها صرفتها عليه طوال عشرين عاما.

 

وترصد “الدستور” أبرز أوجه الدعم التي حصل عليها الجيش الأفغاني طوال العشرين عاما الماضية وأسباب انهياره:

83 مليار دولار تذهب أدراج الرياح

ودفع هذا الانهيار غير المسبوق، صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية للتساؤل حول هذا الأمر، مؤكدة أن تقدم طالبان بهذه السرعة يعكس فشل الولايات المتحدة في تحويل الجيش الأفغاني إلى قوة قتالية قوية رغم إنفاق واشنطن أكثر من 83 مليار دولار على الجيش الأفغاني وحده فيما يتعلق بالتسليح والتدريب، بجانب مئات المليارات التي أنفقت تحت بنود أخرى مثل إعادة الإعمار والحكم الرشيد ومكافحة الفساد وغيرها حتى وصل الإنفاق كما قال بايدن أكثر من تريليون دولار على حد قوله.

 

الصحيفة أكدت استيلاء حركة طالبان على طائرات هليكوبتر ومعدات عسكرية أمريكية قيمتها ملايين الدولارات، كما تجاوزت الخطوط الدفاعية للجيش الأفغاني وسيطرت على المدن واحدة تلو الآخرى دون مقاومة تذكر.

 

كذلك كانت وزارة الدفاع الأمريكية تتولى دفع رواتب الجيش الأفغاني طوال السنوات الماضية، لكن منذ مايو الماضي امتنعت عن هذا الأمر وقالت إن الحكومة الأفغانية يجب أن تدفع هذه الرواتب، وهو ما لم تفعله الحكومة ما دفع عناصر الجيش من ضباط وجنود للامتعاض والغضب، بل وصل الأمر لعدم حصول الوحدات العسكرية على المواد اللوجستية من غذاء وتجهيزات عسكرية.

 

طالبان تصطاد الجيش الأفغاني بالأسلحة الأمريكية

ساعدت الأسلحة الأمريكية سواء التي تركتها القوات الأمريكية أو التي سلمها الجيش الأفغاني والقوى الأمنية، حركة طالبان على سرعة السيطرة على عموم البلاد، كما ستساعد هذه الأسلحة الحركة في فرض سلطتها الأمنية والعسكرية سواء في الداخل أو على المعابر والمؤسسات الحيوية.

 

حصل الجيش الأفغاني طوال السنوات الماضية على معدات متقدمة أمريكية مثل الطائرات الحربية والمسيّرة والمروحيات والعربات المصفحة وأجهزة الرادار، وهو الأمر الذي كان أكبر حتى من قدرات عناصر الجيش الأفغاني ضعيف التعليم والخبرة بحسب تقرير للكونجرس الأمريكي الشهر الماضي.

 

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، منذ أيام أن الجيش الأفغاني يملك 145 طائرة متعددة الأنواع و21 طائرة هليكوبتر و23000 مركبة مختلفة الأنواع.

 

فشل بناء المؤسسات الأمنية

كما فشلت الولايات المتحدة في تقوية المؤسسات الأمنية/ الشرطية الأفغانية لتكون داعما للجيش، فقد كان من المخطط ضمن الانسحاب الأمريكي أن تتولى هذه الأجهزة حفظ الأمن لكن فشلت هي الأخرى واختفت تماما من الشوارع.

 

الفساد يهدم الجيش الأفغاني

وكشفت تقارير أمريكية عن وجود فساد كبير في صفوف الجيش الأفغاني أدى لهذا السقوط المروع، فرغم أن العدد الرسمي للجيش 300 ألف مقاتل، إلا أن تقارير استخباراتية قالت إن العدد الفعلي أقل من السدس من أجل الحصول على دعم ورواتب لهؤلاء الجنود الوهميين.

 

لكن مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت بنيويورك، قال في تقرير له في يوليو 2020، إن عدد القوات الأفغانية اقترب من 300 ألف عنصر لكن وصل تعداد قوات الجيش والقوات الخاصة العاملة تحت إمرة وزارة الدفاع، 185 ألف عنصر بينما الباقين من الشرطة والأجهزة الأخرى.

كما أن 60% فقط من الجيش الأفغاني من العناصر المدرّبين بحسب التقرير، لذا قدرت القوة القتالية للجيش الأفغاني بـ 96 ألف عنصر فقط، بجانب عناصر القوات الجوية المقدر عددهم بثمانية آلاف.