رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المُرشدة الفصيحة».. قصة الفتاة المصرية التي تُبهر الأجانب (فيديو)

آية البحراوي
آية البحراوي

بابتسامة هادئة، وملامح واثقة، ولغة أجنبية تُجيدها كما لو كانت لغتها الأصلية؛ وقفت فتاة  تتحدث لفوج سياحي أجنبي، حول طريقة صناعة ورق البردي عند المصريين القدماء، تمهيدًا لاستخدامه في التدوين والرسائل فيما بينهم.. محاضرة ساحرة في دقائق قليلة، جعلت أحدهم يُخرج هاتفه لتوثيقها، لينشر الفيديو وآخرون مشيدين بروعة ما قدمته الفتاة.. لكن، لا أحد يعرِف من تكون بطلة الفيديو، وأين جرت كواليس تصويره، ومتى؟.

«الدستور» توصلت إلى المُرشدة الفصيحة، تدعى آية البحراوي، خريجة كلية ألسن إسباني جامعة عين شمس، وحاصلة على دبلومة في الإرشاد.. «بتكلم إسباني وبرتغالي وإنجليزي، وبشتغل في معرض بردي في شارع أبو الهول السياحي بالجيزة خلال الأيام اللي فاضية فيها؛ بشرح طريقة صُنع البردي، وبشرح أهم اللوحات عند القدماء المصريين» ـ تقول آية.

شهران فقط منذ أن حصلت الفتاة على بطاقة تعريفية كمرشد سياحي، لكن لغتها وحضورها ولباقتها، جعلتها تحصل على فرصة عمل سريعًا: «بحب مجال السياحة جدًا، وكنت متفوقة في دراستي، وكنت بحب المذاكرة والتواصل مع أجانب من خلال «فيسبوك»، وبمجرد ما خلصت الكلية اشتغلت علطول في السياحة».

فوجئت «آية» كغيرها، بمقطع الفيديو الذي انتشر لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتحدث للفوج السياحي الأجنبي، هو الظهور الأول لها عبر «السوشيال ميديا»، فهي بالأساس لم تكن تنشر صورًا لها عبر «فيسبوك».. غير أن سعادتها كانت كبيرة للغاية بعد انتشار الفيديو، وفقما تقول، مضيفة: «كلام الناس حمّسني جدًا».

«كنت بشرح طريقة عمل ورق البردي، وإن الورق ده عاش لحد دلوقتي، وبشرح أهم اللوحات في المعرض»- تقول «آية» عن مقطع الفيديو الذي انتشر لها، ولا تعرف ناشره، لكنها تعتقد أن من صوّره هو ضمن فوج مكسيكي كان يزورهم.

تشعر الفتاة المصرية بالسعادة عند كل مرة تتحدث فيها عن الأجداد، وتهدي السعادة أيضًا للسامعين، لكن أكثر ما يُسعدها؛ عودة انتعاش السياحة من جديد.. يقف هؤلاء في دهشة وهم يستمعون إلى شرح الحفيدة «آية» عن أجدادها ممن كانوا على هذه الأرض قبل آلاف السنوات.. «بتزيد دهشتهم لما يعرفوا طريقة تفكير المصري القديم في صنع أول ورقة على مستوى العالم.. الورقة اللي اتحدت الزمن وعاشت 5 آلاف سنة» ـ تقول بطلة الفيديو.

أحلام جميلة تحملها آية، تُشبه ابتسامتها وهي تروي تاريخ القدماء للأفواج السياحية.. شعور الفخر بصنيع الأجداد؛ يبدو واضحًا في ابتسامتها الهادئة، وكلماتها الواثقة، ومن هُنا تحلم بأن تُصبح أفضل مرشدة سياحية في مصر، وأن تزرع حبًا لمصر في قلوب السياح، وأن يحبوا العودة لزيارة مصر كثيرًا.