رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من مصر إلى الولايات المتحدة.. الرئيس السيسي يقود مسيرة علاقات قوية بين البلدين

الرئيس السيسي ولويليام
الرئيس السيسي ولويليام بيرنز

بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، مع ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، وملف سد النهضة بجانب العديد من الملفات.

تحظى مصر والولايات المتحدة بعلاقات قوية خاصة الأمنية والعسكرية منذ عقود رغم اختلاف الإدارات والأنظمة السياسية المتعاقبة.

وخلال السطور التالية ترصد «الدستور» أبرز مجالات التعاون بين البلدين.

الدعم الأمريكي لمصر

تقدم الولايات المتحدة مساعدات لمصر منذ توقيع اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، وتعد بذلك أكبر الدول المانحة لمصر.

وتحصل مصر سنويا على معونات عسكرية بقيمة  مليار و300 مليون دولار سنويا، بجانب معونة اقتصادية متناقصة منذ توقيع اتفاقية السلام.

التعاون العسكري والأمني:

تعد الولايات المتحدة من أبرز الدول التي تتعامل معها مصر سواء في مجال استيراد الأسلحة أو التصنيع المشترك، مثل الاشتراك في تصنيع الدبابة “إبرامز” في مصر.

وفي يونيو الماضي، شهد  محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي وجوناثان كوهين السفير الأمريكي لدى مصر توقيع مذكرة تفاهم بين مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) وشركة “AM GENERAL” الأمريكية.

كما حصلت مصر على العديد من الأسلحة المتقدمة مثل طائرات إف 16 والتي حصلت مصر منها حتى الآن على أكثر من 220 طائرة بجانب، مروحيات الأباتشي وطائرات نقل عسكري، وطرادات بحرية.

وفى سبتمبر 2016، حصلت مصر على مجموعة من ناقلات الجند المدرعة طراز MRAP لدعم القدرات القتالية لعناصر القوات المسلحة.

وإلى جانب ذلك يشترك البلدان في العديد من المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة مثل التدريب البحرى المشترك "تحية النسر 2016" والذي تم عام 2016 بمشاركة عناصر من القوات البحرية المصرية والأمريكية والإماراتية، في البحر الأحمر. 

 وتعد تدريبات النجم الساطع من أبرز المناورات التي تتم بين مصر والولايات المتحدة منذ عام 1981.

وإلى جانب ذلك تستمر اللقاءات العسكرية والزيارات المتبادلة بين قادة جيشي البلدين بشكل مستمر. 

وبجانب العلاقات العسكرية، يحظى البلدان بعلاقات قوية في المجال الأمني خاصة في مكافحة الإرهاب، حيث انضمت مصر إلى التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة والذي شكلته عام 2014، وذلك اعترافا بدور مصر في مجابهة الإرهاب سواء بالداخل أو دعم ومساندة المجتمع الدولي في مجابهة هذه الآفة.

علاقات اقتصادية متميزة

تمتلك مصر والولايات المتحدة علاقات اقتصادية قوية، حيث تعتبر مصر رابع أكبر دولة فى المنطقة بالنسبة للصادرات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، كما تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول المستثمرة في مصر، فقد وصل رصيد الاستثمار الأجنبي الأمريكي المباشر 19.6 مليار دولار في عام 2013.

وتعد الولايات المتحدة  أكبر مستثمر في النفط فى مصر حيث يصل حجم استثمارات شركة أباتشي إلى 12 مليار دولار.

ويدعم هذه العلاقة القوية الزيارات المتبادلة سواء على مستوى القطاع الخاص أو اللقاءات الحكومية، بجانب الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، حتى أصبحت مصر حسب تصريحات مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، المُستقبل الأكبر للاستثمارات الأمريكية المباشرة في أفريقيا بنسبة 38% من الاستثمارات الأمريكية المباشرة في القارة في عام 2016، كما احتلت المرتبة الثانية بين الدول الأكثر استقبالاً لتلك الاستثمارات في الشرق الأوسط.

وتعد الولايات المتحدة ضمن أكبر عشر دول أجنبية لها استثمارات مباشرة في مصر، بإجمالي رأس مال يبلغ نحو 2.6 مليار دولار أمريكي بنهاية يوليو 2018، وبلغ حجم  التبادل التجاري بين البلدين  نحو 5.6 مليار دولار أمريكي في 2017، كما ارتفعت الصادرات المصرية غير البترولية للسوق الأمريكية بنسبة 14.8% مسجلة 1.658 ملياردولار عام 2018 مقارنة بـ1.444 مليار دولار عام 2017.

و في سبتمبر 2019 أعلن جهاز التمثيل التجاري المصري ارتفاع حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة خلال الـ7 أشهر الأولى من 2019 لتصل إلى 5.35 مليار دولار مقارنة بـ 4.47 مليار دولار في الفترة المماثلة من عام  

 أبرز مباحثات القادة

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعزيز العلاقات مع القيادات الأمريكية بمختلف توجهاتها، في إطار المصالح المتبادلة والعلاقات المشتركة.

في يونيو 2014، تلقى الرئيس السيسي من نظيره الأمريكي الأسبق باراك أوباما اتصالاً لتهنئته على تنصيبه و"التعبير عن التزامه بالعمل معاً لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين"، وأكد التزامه بشراكة استراتيجية بين البلدين، كما شدد على  استمرار دعم الولايات المتحدة للطموحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري واحترام حقوقه العالمية.

وفي نوفمبر 2016،  هنأ الرئيس السيسي الرئيس الامريكي الأسبق  دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية و أعرب عن أمله في "بث روح جديدة" في العلاقات المصرية- الأمريكية، واستمرت الاتصالات بين الجانبين بشكل مستمر إلى جانب زيارة الرئيس السيسي لترامب في البيت الأبيض بجانب اللقاءات التي تمت على هامش لقاءات وقمم دولية.

ولعب الرئيس الأسبق دورا في ملف سد النهضة حيث رعى مفاوضات واشنطن في فبراير 2020 بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) إلا أن التعنت الإثيوبي أفشل مسار المفاوضات، وما زال واشنطن بدعم المفاوضات وأكدت ادارة الرئيس الحال جو بايدن على هذا الأمر.

ومع أزمة كورونا قدمت مصر الدعم للشعب الأمريكي، حيث أرسلت في أبريل 2020،  مساعدات طبية للولايات المتحدة بهدف مساعدتها في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

وفي مايو 2021، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالين هاتفيين خلال أيام من الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحثا خلالها وقف العنف والتصعيد في الاراضي الفلسطينية، و أعرب جو بايدن للرئيس عن تقديره للجهود الناجحة للرئيس السيسى والاجهزة المصرية للتوصل الي وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائليين، كما تطرق الجانبان لقضية سد النهضة، إذ رحب السيسي بالجهود الأمريكية في هذا الصدد وأكد تمسك مصر بحقوقها المائية.