رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مطالبة إسبانيا بها.. هل تدخل «قعدات المصاطب» المصرية قائمة التراث العالمى؟

جلسات المصاطب بإسبانيا
جلسات المصاطب بإسبانيا

«تجدهم مجتمعين سويًا يضحكون ويتسامرون في الليالي الصيفية، كل منهم يحكي ما لديه من أخبار وتتعالى الأصوات في الهواء الطلق وسط سعادة غامرة من جانبهم فقط لتجمعهم سويًا»، المشهد السابق بالطبع افتقدناه وسط الحياة السريعة وما نحن نعاصره الآن من مواقع للتواصل الاجتماعي وأصبحت المقابلات والدردشات الليلية من خلال نقل الكراسي للشارع وتجمعهم على "المصطبة" عادة قديمة لا يتم استحداثها الآن.

ووفقًا لصحيفة" الجارديان" البريطانية طالبت قرية في جنوب إسبانيا إدراج الدردشات الليلية على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، في محاولة للاعتراف بتقليد دارج فيها باعتباره "كنزا ثقافيا"، وهو عبارة عن "طقوس صيفية ليلية" يقوم خلالها السكان بنقل الكراسي إلى الشارع وإجراء محادثات ودردشات في الهواء الطلق.

وقال خوسيه كارلوس سانشيز، رئيس بلدية ألغار، وهي قرية يبلغ عدد سكانها حوالي 1400 نسمة، إن الهدف هو "حماية العادات التي تعود إلى قرون من خطر مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون".


وفي مسعاه لإدارج هذا الطقس على قائمة اليونسكو، يرى سانشيز أنه يحافظ على هذه الطريقة التقليدية بالتحدث بين الناس في "القرية البيضاء"، التي سميت كذلك بسبب لون بيوتها.


ففي هذه القرية يعتاد سكانها المحليون على التجمع معًا للحديث عن موضوع مختلف الدعوة للحصول على الدردشات في الهواء الطلق، خاصة السيدات الكبار في السن، لم يكن في مخيلتها أن مواقع التواصل الاجتماعي ستؤثر كل هذا التأثير السلبي على الحديث المباشر مع الأشخاص.


 تقليد الدردشة الليلية في إسبانيا 


وفقا لعالمة الأنثروبولوجيا جيما كاريرا من الصعب تتبع مصدر التقليد، فالتقليد العفوي الخاص بأهل إسبانيا المتمثل في الخروج بعد العشاء في لقاء عفوي مع الجيران ليس حكرا على الجار، بل إنه مرتبط بنمط حياة ريفي، بل ويستمر هذا النمط في بعض المدن أيضًا.

كما أن العادات  في البحر الأبيض المتوسط  تحدث أيضًا في جنوب إيطاليا واليونان، وبالتالي فإن نسبها إلى أي بلدة أو منطقة أمر غير منطقي.

وأهالي قرية الغار يدركون جيدًا أن عاداتهم ليست ملكهم وحدهم، فالدردشة في الهواء الطلق هي تراث الجميع كل ذلك يجعل من الصعب تتبع التقليد.


تراث مصر اللامادي باليونسكو


دعنا نتذكر خلال السطور خوض مصر لمعارك عديدة من أجل إدراج عناصر تراثها اللامادى على قائمة اليونسكو، وكانت أفلحت جهودها في تسجيل فن التحطيب وسبقها تسجيل السيرة الهلالية، فى خطوات مهمة للمحافظة على هذا التراث من الاندثار.
وهناك العديد من الأمثلة للتراث الشعبي المصري من بينها الأمثال الشعبية المصرية، الموالد وسير أولياء الله الصالحين، والرقصات الشعبية المصرية وأغاني النوبة، والغناء الشعبي في أرض مصر، أغاني الصعيد، السيرة والمديح، أغاني البدو، السامر، أغاني الدلتا، القصص الشعبية والابتهالات.
 

هل تدخل "قعدات المصاطب" المصرية قائمة التراث العالمي؟

إدراج "جلسات المصاطب" في التراث اللامادي لمصر لدى اليونسكو أمر سهل وصعب في آن واحد لانتشار جلسات المصاطب والمقاهي الليلية ولتشابه ما يقال فيها.
ومع ذلك فهو أمر مفيد وذو خصوصية خاصة لدى بلد مثل مصر فلها خصوصية ثقافية وعقائدية خاصة، ويجب تدوين ما يُقال في جلسات المصاطب حتى يعرف الفرق فيما بعد بين عادات وتقاليد كل منطقة دون الأخرى وحتى لا يتم نسيان هذه العادات والتقاليد والأشياء المعنوية الخاصة بكل منطقة في المستقبل.

وعلى الرغم من أن الأمر يتطلب الكثير من الوقت لتوثيق هذه الأشياء لدى اليونسكو لأنها تتطلب دليلًا ماديًا على أن التقليد أو الشيء الخاص بمنطقة معينة إلا أن الأمر يستحق المحاولة بالطبع.