رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسان والمعونة الأمريكية

رد أموال المصريين يا حسان، لقد جمعت أموالًا على هيئة تبرعات من جيوب وعرق جبين الشعب المصري عام ٢٠١٢ متذرعًا آنذاك برغبتك الاستغناء عن المعونة الأمريكية ورفضها! لقد جمعت الملايين يا حسان.. نعم الملايين من الجنيهات والدولارات أتت إليك من هنا ومن هناك، فأين أموال المصريين يا حسان؟
إنها أموال الشعب.. منهم وإليهم، وهذا شعب «لا يعرف المستحيلا»، هكذا تحدثت عنه أم كلثوم.. هل  تعرفها يا حسان؟ هي من غنت: "أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيلا.. ولا أرتضي عن الخلود بديلًا".
ونحن هذا الشعب الذي تحدثت عنه كوكب الشرق يا حسان..  نعم نحن هذا الشعب يا حسان، شعب لا يعرف المستحيلا.. لذلك أسقطكم أنتم وعشيرتكم في الثلاثين من يونيو.. ذلك اليوم الذي ستتذكرونه للأبد.
فهو يوم نكبتكم وانتصارنا، يوم هزيمتكم وفرحنا واستردادنا لوطننا المختطف وهويتنا المصرية، استردادنا لمصرنا التي نعرفها وتسكن في وجداننا وخاطرنا، والتي هي حتمًا وطن وليست مجرد حفنة من تراب عفن كما كان يروج المرشد الذي جاء من بعده مرشد آخر ارتدى النقاب وهرب في اليوم الذي استردت فيه الدولة المصرية سيادتها على أرضها وفعّلت القانون وقضت على الاعتصامين المسلحين غير الشرعيين الآثمين.
ستقول لنا يا حسان إن المرشد لم يكن مرشدك لأن مرشدك الحقيقي هو "بن عبدالوهاب" أو "أبوبكر البغدادي"، وربما يكون أيضًا مرشدك هو "حازم صلاح أبوإسماعيل"، وقد تكون على صواب في هذا يا حسان، و لكن كل تلك الشخوص والوجوه والأسماء هي بالنسبة لنا شيء واحد، فالفكر والمنهاج والأفعال جميعها تندرج وتصنف تحت نفس الجرم وذات الرؤية والتوجه، وما هي إلا أسماء سميتموها أنتم، ويبقى محور الشر واحدًا وإن تعددت الوجوه واختلفت الأسماء.. إنها حزمة الشرور التي أتى بها إلى العالم رجل يدعى "حسن البنا" وإن مددنا الخط على استقامته سنصل إليك يا حسان.
أين أموال المصريين يا حسان؟ هل سرقتها؟ لقد سطوتم على الوطن ومواطنيه في أكبر وأحقر عملية سطو مسلح تكبدنا فيها ما تكبدنا طوال ٣٦٥ وربع يوم حتى أسقطكم الشعب الذي لا يعرف المستحيلا.. أين أموال المصريين يا حسان؟ هل ذهبت إلى سوريا؟ هل ذهبت لبلاد العراق والشام التي استوطنتها داعش في غفلة من الزمن؟ هل ذهبت أموال المصريين لجيش النصرة يا حسان؟ أم ذهبت لجماعة أنصار السنة؟ أم أودعتها أمانة عند جماعة التكفير والهجرة؟ أم أنها ذهبت لجماعة «الناجون من النار»؟
فهؤلاء جميعًا يا حسان لا يمكنك ائتمانهم على شيء، كما لا يمكننا ائتمانك أنت على شيء.. فلقد سطوت على العقول والآذان يا حسان وسرق مريدوك أرواح الناس.. لقد سرقوا ولقد سرقت!
لم يكن هؤلاء أمناء على أرواحنا أو أموالنا؟ ولم تكن أنت أمينًا على عقولنا أو آذاننا أو أموالنا؟ فأين أموالنا يا حسان؟ أين أموال المصريين؟
هل منحتها للحازمون أنصار المدلس المسجون "حازم صلاح أبوإسماعيل"؟ أم منحت الأموال للقاعدة أو التنظيم الدولي للإخوان؟ هل تعرف القاعدة يا حسان؟ هل تعرف أسامة بن لادن؟ أم تسمع عن كل هؤلاء؟ على أي حال فكل ما سبق ذكره وكل ما جمعته تم السطو عليه ليوضع في تلك الجعبة الآثمة ونحن نريد استرداد أموالنا يا حسان.
نعم نطالبك وسنطالبك باسترداد أموالنا وأموال شعبنا بسلطة القانون، لن تفلت من سلطة القانون في دولة القانون يا حسان وكما جئت من ريف مصر للمدينة الجامعية في جامعة القاهرة لتدرس في كلية الإعلام، ستعود مرة أخرى لتختبئ في غيطان ريف مصر الأخضر بعد أن نسترد منك وبالقانون ما أخذته وسطوت عليه.. واحترس هذه المرة.. فأهل الريف في مصر لن يستمعوا إليك مجددًا، ولن يصدقوك مرة أخرى بعد أن سلبت أموالهم وأفئدتهم وغيبتهم أنت وإمام الدعاة وكل من على شاكلتك من الدعاة المحرضون لسنين.. لن ينطلي عليهم بعد اليوم ما كنت تدلس به أنت وغيرك.. لن يقبل شعب مصر بحضره وريفه وصحرائه ما قلته يا حسان في حق القرآن الكريم، فلك فيديو مسجل "صوت وصورة" سنعتبره قرينة ودليل إدانة سنستخدمه ضدك .
هل تذكر هذا الفيديو يا حسان؟ أم تراك نسيته لأنك مريض؟ هل ستدعي الإصابة بمرض الزهايمر يا حسان؟ فهنالك فيديو مصور تقول فيه نصًا وأنت في كامل قواك العقلية والجسدية (أن الأحاديث تنسخ القرآن)، وشعب مصر لن يرضى بما قلته على كتاب الله يا حسان.. نعم لن نرضى بما قلته يا حسان.. نحن الغيورين على كتاب الله.. فلقد ازدريت كتاب الله ودينه يا حسان، وأذكرك بمادة ازدراء الأديان هل تذكرها؟
لقد جعلت أنت وغيرك من تلك المادة سوطًا سلطموه على رقاب الباحثين ممن زججتم بهم إلى السجون وحرضتم ضدهم، واليوم آن أوانكم فتلك الأيام نداولها بين الناس وبين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
تلك هي سنة الحياة ومشيئة الخالق في خلقه يا حسان، إنه قانون السيرورة يا عزيزي، وما دايم إلا وجه الله.. وكل آتٍ قريب وقد حان وآن أوان المكاشفة والحساب.. وبالقانون.