رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسوأ مجاعة في العالم.. ماذا يحدث في إقليم تيجراي الإثيوبي؟

تيجراي
تيجراي

أصدرت "وحدة الدراسات الإفريقية" بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان، اليوم، تقريراً حول (أزمة تيجراي الإنسانية والإستجابة الدولية).

ناقش التقرير إلى أربعة أقسام رئيسية، حيث تضمن القسم الأول ملخصًا عن الصراع المعاصر في منطقة تيجراي الإثيوبية، فيما جاء بالقسم الثاني التحديات الرئيسية التي واجهها سكان تيجراي خلال النزاع، والتي تتجلى بشكل أكبر في انعدام الأمن الغذائي، والتشرد واللجوء، وتدمير المرافق، وعدم وصول المساعدات الإنسانية، والعنف فيما تضمن القسم الثالث مدى  استجابة المجتمع الدولي، بما في ذلك المنظمات الإنسانية والجهات الفاعلة الإقليمية وتضمن القسم الثالث ثلاثة أجزاء حيث تناول الجزء الأول دور المنظمات الإنسانية بشكل أوسع، وكشف عن جهودها في تقديم المساعدة ، ويحدد الجزء الثاني مواقف وسياسات دول الجوار وهي إريتريا وجيبوتي والصومال والسودان من صراع تيجراي، فيما يعرض القسم الرابع مواقف كل من الولايات المتحدة والصين بشأن الصراع في تيجراي، بسبب سياستهما النشطة بشأن الصراع.

أكد التقرير على أن اندلاع النزاع المسلح قد أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في إقليم تيجراي حيث يعاني السكان المدنيون من التداعيات الوخيمة والسيئة للصراع الذي لا يظهر بوادر للتراجع، كما استمرت الأعمال العدائية التي تشارك فيها أطراف متعددة وذلك بعد 8 أشهر من اندلاع الصراع في تيجراي بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية وغيرها من المتحاربين والميليشيات الأجنبية في تفاقم الاحتياجات الإنسانية للمدنيين. لقد أدت الظروف المتقلبة وغير الآمنة إلى إضعاف قدرة السكان على الوصول إلى المساعدات والخدمات الصحية الإنسانية.

وأوضح التقرير أيضا ً أن الصراع قد أدى إلى وجود  مجاعة وتهجير وعنف وجرائم جماعية، وتواجه منطقة إقليم تيجراي أسوأ أزمة جوع في العالم منذ مجاعة الصومال في عام 2011، حيث ترتكب القوات الفيدرالية الإثيوبية، وقوات أمهرة الإقليمية، وتحالف القوات الإريترية  عمداً، جرائم تجويع على نطاق واسع كما أن الجنود الإريتريون متهمون بتركهم المدنيين في حالة من الجوع. 

وإزاء ذلك يعانى المدنيون من من انعدام الأمن الغذائي، كما تفتقر بعض المناطق إلى الضروريات الغذائية. كما أدى تصعيد النزاع إلى أزمة لاجئين ونزوح، حيث يعبر مئات الإثيوبيين الحدود بحثًا عن الأمان والغذاء والمساعدات الإنسانية، بينما يقوم العديد من الأشخاص الآخرين بتحويل المدارس والمرافق المدمرة إلى ملاجئ لهم. 

وأوضح التقرير أن المدارس الابتدائية والثانوية في البلدات والمدن في جميع أنحاء منطقة تيجراي بأكملها أصبحت مركزًا للنازحين، حيث وصلت أعداد النازحين إلى مئات الآلاف  كما يواجه سكان تيجراي أيضًا عمليات إخلاء قسري من قبل القوات العسكرية والمتحاربين، وفي الآونة الأخيرة  في غرب تيجراي طرد عشرات الآلاف من الأشخاص قسرا من قبل مليشيات الأمهرة، كما عبر الإثيوبيين الحدود إلى السودان  حيث لجأ أكثر من 60 ألف لاجئ إلى السودان.

 وأشار التقرير إلى أن  الأشخاص في تيجراي يعانون من العنف الجنسي والتطهير العرقي والاغتصاب على نطاق واسع ، حيث تغض الحكومة الإثيوبية الطرف عن مثل هذه الانتهاكات. 

كما تفاقمت الأزمة الصحية في الإقليم وأدت الصراعات المسلحة إلى عدم الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، حيث أنه ما يقرب من  (70%)من المرافق الصحية في منطقة تيجراي الشمالية المتضررة من النزاع في إثيوبيا قد تعرضت للتخريب ونُهبت المعدات بها.

وفيما يتعلق بدور المنظمات الإنسانية فقد ذكر التقرير أنها تواجه مجموعة من التحديات في تقديم المساعدات، حيث تواصل الحكومة جنبًا إلى جنب مع القوات العسكرية والميليشيات الأخرى منع المساعدات الإنسانية بشكل متعمد. فقد بذلت الوكالات الإنسانية جهودًا كبيرة في تقديم المساعدة على الرغم من القيود التي تضعها الحكومة.

كما أوضح التقرير أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالات الإغاثة غير قادرة على الوصول إلى أجزاء كبيرة من المناطق المتضررة في تيجراي، حيث أنه حتى أبريل 2021، كانت هناك (22) منظمة فقط بما في ذلك (10) منظمات غير حكومية دولية و(3) منظمات غير حكومية وطنية و(5) وكالات تابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكيانان مانحة تعمل داخل تيغراي، وطبقاً لذلك يعتبر عدد المنظمات العاملة في الأشهر الستة الأولى من النزاع صغيرًا نسبيًا مقارنة باحتياجات السكان والمساعدة المطلوبة.

وجاء بالتقرير فيما يتعلق بتداعيات النزاع على البلدان المجاورة، أن الدول المجاورة تخشى امتداد الصراع إلى حدودها و احتمال تسلل الميليشيات إليها، فقد دعمت إريتريا وجيبوتي والصومال عمليات الحكومة الفيدرالية بإرسال قوات عسكرية ومليشيات، ومن ناحية أخرى، اعتمد السودان نهجًا دبلوماسيًا أكثر حيادية من خلال تقديم المساعدة الإنسانية فقط للأشخاص الذين يلتمسون اللجوء وحماية حدوده.

وأوضح التقرير أنه على المستوى الدولي، كان للولايات المتحدة، على عكس العديد من القوى الدولية الأخرى، دور ظاهر وبارز في صراع تيجراي، وتعتبر الولايات المتحدة هى أهم دولة تلعب دورًا مؤثرًا في الصراع من خلال تقديم المساعدة، بينما تتماشى الصين مع مصالحها وتدعم إثيوبيا.

كما أوضح التقرير أن الدور الذي تلعبه وكالات الإغاثة والمجتمع الدولي لا يزال غير كافٍ في حل النزاع، من خلال كونه ذا قيمة محدودة.

 وأشار التقرير إلى أن منع عمليات القتل الجماعي والاغتصاب والجوع المتعمد والقتل والنهب والاستجابة لهذه المعاناة الإنسانية الجسيمة في تيجراي سوف يتطلب جهودًا متضافرة على جميع المستويات. 

وأكد التقرير على أنه يجب على المجتمع الدولي القيام باستجابة فعالة وسريعة لإنقاذ الأشخاص ودعم وكالات الإغاثة للوصول إلى المناطق التي يتعذر الوصول إليها.  كما أن الوساطة الفورية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ضرورية لتفادي الوضع الكارثي ووقف القتال وإنقاذ ملايين الأرواح.