رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معك تكتمل صورتي» لزينب عفيفي.. هوى الخروج ورسائل الحدس والحواس عبر هاتف الحضور في المرايا

زينب عفيفي
زينب عفيفي

هوى ما يسكن بداخل كل عاشق لجدوى وأهمية الخروج من أسر الذات المقيدة بكوابح العادات والتقاليد التي لم تسمها.

هكذا تنطلق الساردة الكاتبة زينب عفيفي، المشبعة بألق وخشية وجرأة الخروج عن المألوف في الكتابة.

تصدر «الدار المصرية اللبنانية» للنشر والتوزيع مؤلفها السادس والذي تتطرق فيه وبنقرات خفيفة تنصت إليها الراوية بالحدس والحواس قبل الذات المراوغة حكائياً وسردياً في موتيفة جمالية تتخذ من الغرابة طريقاً للخروج للبحث عن متطلبات ذات قلقة تعني بالجوهر والذات وعاطفتهما الجياشة تجاه معاني الحياة والعشق تعويضاً عن فقد ما تعانيه البطلة التي تحيا بالتجوال في ضبابية روح تحلم بالسفر فتسافر تخييلاً وليس تشظياً، إلى باريس كمصورة فوتوغرافية لتحضر حفل تسليمها جائزة مسابقة دولية لتتحول تلك الرحلة إلى جوهر مكنونها التواق للتلاقي مع العشق تاركة توهمات النفس في اللا وعي وكذلك الوعي المكبوح تحت مسميات شتى مرفوضة وملفوظة اجتماعياً. 

في مائة وتسعون صفحة من القطع المتوسط تُبحِر بالقارئ الكاتبة الموهوبة زينب عفيفي في عوالم شتى كثيرة التأويل بإفراط مع امرأة تشبه ظل البطلة الحالمة، وقد طرق باب غرفتها بعد ثمة رسائل تأتيها عبر الهاتف لتدرك أزمة وجودها وحيرتها في حياة مكرورة وبالية لا تحمل ثمة جديد يتواءم وأحلامها في التغيير والتعبير، لتأكيد إنسانيتها في الالتقاء بنصفها الآخر.

عن تلك المرأة التي تشبه الراوية البطلة والتي تخايلها في مرايا الذات القلقة فتنظرها في غمضة عين وقد تشابهت الملامح فتزداد حيرة متلقي النص الأخاذ، بفتنة التناص والتماهي حتى يخال على المرء إنها ليست بامرأة واحدة، ولكنه حلم كل منا بالخروج من أسر العزلة والنمطية والتكرار لتبديد سأم الحياة والعيش في ضيق التابوهات التي لا تذكر منها الكاتبة شيئاً ما لتتركها للمشتبك مع النص، والذي سيستمتع كثيراً بتلك المرايا.

في المجموعة القصصية «معك تكتمل صورتي»، تقول بطلة مرايا الذات أو الذوات المتعددة والتي تحمل الإرث والهم الجمعي للمرأة  في عالمنا الذكوري المشوه «فاطمة» المحبة للحياة في عالمنا المليء بالكوابح والمحرمات  (شيء ما بدأ يزيد داخل روح فاطمة الإحساس بالاختناق، لم تعد القاهرة تسع عدسة كاميرتها، فارتأت أنها لا بد وأن تخرج إلى مساحات أوسع وأشمل ترى فيها أماكن ووجوها لم ترها من قبل، فاقترحت على والدها أن تقوم بجولة داخل مدن ومحافظات مصر مستلهمة من صفحات كتاب المفكر جمال حمدان في (عبقرية الزمان والمكان) رؤية أماكن نائية ).

وهكذا تأخذنا الراوية من مسام عقولنا مروراً بتلابيب النفس وتوق الروح والحواس لتبحر بنا ما بين مصر وباريس في رحلة زمكانية للبحث عن لؤلؤة المستحيل في تلاق حقيقي مع عاشق للحياة تتنفس من خلاله رؤى وخارطة ما حلمت بها وهي المصرة على تحقيقها بحثاً عن خلاص ما وليست سلوى ولا نشوة.

«معك تكتمل صورتي» صدرت عن الدار المصرية اللبنانية وفيها ومن خلال سردها الشيق والجزل والساحر النشوان في آن، تشرك الكاتبة كلاً منا في طرف حلمه الأبدي المستحيل في نفض غبار الأيام وأزمنة التكرار.

الكاتبة زينب عفيفي سبق لها أن قدمت مجموعة من القصص والروايات بلغت 5 أعمال منها «شمس تشرق مرتين»، «أهداني حباً»، «أحلم وأنا بجوارك»، «خمس دقائق».

وتُرجمت بعض أعمال زينب إلى اللغة الإنجليزية عن دار نشر أسترالية وهي تكتب الصحافة الثقافية والمقالات الأدبية بجريدة «الأخبار».