رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير معهد جنيف للصحة: يجب حصول الجميع على الجرعة الأولى من لقاح كورونا

 الجرعة الأولى من
الجرعة الأولى من لقاح كورونا

أكد مدير معهد جنيف للصحة، أنطوان فلاهولت، اليوم السبت، أهمية إعطاء الأولوية لحصول جميع سكان العالم على الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد.

وأشار عالم الأوبئة في حديث خاص لصحيفة إكسبرس الفرنسية، إلى أن تفضيل جرعة ثالثة على توزيع اللقاحات في البلدان الفقيرة قد يترك المجال مفتوحًا لظهور متغيرات جديدة وعودة ظهور الوباء في المستقبل.

وتابع قائلًا: "إن إعطاء جرعة تنشيطية لكبار السن أو للأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة ليس محل نقاش، نظرًا لارتفاع خطر حدوث مضاعفات قاتلة لهم في حالة الإصابة، مشيرًا إلى أن هذه الجرعة الثالثة التي تستهدف هذه الشريحة الضيقة من السكان لا تتعارض مع توزيع الجرعات على نحو أكثر إنصافًا في جميع أنحاء العالم.

وأضاف: "في حال إذا ما قررت الدول الغنية إعادة تلقيح سكانها بالكامل في بداية العام الدراسي، فلن تحصل الشعوب الأفقر على الجرعة الأولى من اللقاح"، مشيرًا إلى أن نحو 1.1% من سكان البلدان الفقيرة تلقوا حتى اليوم جرعة واحدة على الأقل (مقارنة بـ65% في فرنسا).
ولفت مدير معهد جنيف للصحة إلى أنه لا يوجد دليل علمي على الحاجة الملحة إلى إعطاء جرعة ثالثة للأشخاص الذين لا يعانون من نقص المناعة.
وأشار عالم الأوبئة أنطوان فلاهولت إلى أن جميع متحورات كوفيد-19 التي ظهرت حتى الآن جاءت جميعها من الدول التي شهدت تفشيًا مستعرًا للوباء وكانت تغطية التطعيم فيها منخفضة، كما كان الحال في المملكة المتحدة في سبتمبر الماضي (متحور ألفا)، ثم جنوب إفريقيا (متحور بيتا)، والبرازيل (متحور غاما)، وأخيرًا الهند (متحور دلتا) ولذلك فإن خطر انتشار الأوبئة في الدول ذات التغطية التحصينية المنخفضة مرتفع جدًا.

وأوضح مدير معهد جنيف للصحة أن نحو ثلث سكان العالم قد تلقوا التطعيم في أقل من تسعة أشهر، مشيرًا إلى أن الدول الغنية (الولايات المتحدة وأوروبا بالإضافة إلى الصين وروسيا والهند) هي من قامت بإنتاج وتوزيع هذه اللقاحات الفعالة والآمنة.
ولفت عالم الأوبئة إلى وجود تفاوت شديد في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والأفقر، متوقعًا إنتاج عشرة مليارات جرعة أخرى في الـ12 شهرًا القادمة وبالتالي تغطية احتياجات الكوكب بأسره، إذا ما تم توزيع الجرعات المنتجة بطريقة أكثر إنصافًا.

واختتم حديثه قائلًا: "إذا ما تم إنتاج عشرة مليارات جرعة خلال 12 شهرًا وقامت الدول الغنية باستخدامها لإعطاء جرعة ثالثة وربما رابعة لمواطنيها في هذه الأثناء فلن يتم تطعيم ثلثي سكان العالم الذي لم يتلق بعد أي جرعة مشددًا على أهمية إعطاء الأولوية لحصول جميع شعوب العالم على الجرعة الأولى من اللقاح وتخصيص الجرعة الثالثة من التطعيم للحالات الطبية النادرة (الأشخاص الذين يعانون من نقص وكبار السن).

يشار إلى أن ألمانيا وفرنسا قد أعلنتا عزمهما إعطاء جرعة ثالثة من لقاحات كورونا لكبار السن والأكثر عرضة للإصابة اعتبارًا من سبتمبر، في تجاهل لتوصية الصحة العالمية التي دعت إلى توجيه اللقاحات إلى الدول الفقيرة عوضًا عن ذلك.
وقالت وزارة الصحة الألمانية إن ألمانيا تعتزم طرح جرعة ثالثة لمرضى نقص المناعة وكبار السن والمقيمين في دور المسنين اعتبارًا من سبتمبر.. بينما كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حسابه على إنستجرام أن "الجرعة الثالثة ستكون ضرورية على الأرجح، ليس للجميع ولكن للأكثر عرضة والأكبر سنًا".