رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الليلة.. حفل توقيع كتاب «حكاية سناء» للمخرجة روجينا بسالى

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

تحتضن مكتبة تنمية فرع المعادي٬ في السابعة من مساء اليوم الجمعة، حفل توقيع ومناقشة كتاب "حكاية سناء"، والصادر حديثا عن دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع، للكاتبة المخرجة روجينا بسالي. وقدم للكتاب الإعلامي عمرو خفاجي.

وفي مقدمته لكتاب "حكاية سناء"، يقول الكاتب عمرو خفاجي: لا يمكن لرحلة سناء إلا أن تُقرأ كـ«رحلة» استثنائية مدهشة في تاريخ الفن والمرأة والمجتمع في القرن العشرين، رحلة عن الصعيد والمسرح والعلم واللغة العربية والقسوة والمحبة وعن مفارقة الجمع بين القبح والجمال وبين رحلة العنوسة والسكن في الزواج والتعايش مع عدم الإنجاب، وهي أيضًا رحلة اكتشاف للرجل الشرقي وسلوك المثقف عن الزوج الذي يسرق من زوجته خمسين جنيهًا ويترك لها جرحًا مكتومًا باتساع العمر.

رحلة تعيد النظر في معنى النجومية وشكل المرأة الجميلة، وما يصنعه الحب الشجاع والحب الجبان، وهي كذلك عن قسوة الشقيق وصمت العائلة المختفية وغراميات ابن الجيران وشهامة الضباط.

وهي من زاوية أخرى رحلة كشف عن صراعات الوسط الفني ومبررات الكـذب أحيـانًا وأثمـان الصراحـة دائمًا، رحـلـة تتـقصى الشجـاعة وتـؤرخ للخوف من «مغاغة» وتصعد به إلى «جبل المقطم» وتطوف معه حواري «غمرة» وسينمات موسكو ومسارح فرنسا.

إنها مرآة كبرى تحفل بأسماء وعلامات كثيرة بوزن زكي طليمات وخليل مطران ويوسف وهبي وأحمد حمروش وثروت عكاشة وصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وسميحة أيوب وإسماعيل ياسين.

وبما أن الرحلـة عن سناء فهي أيضًا عن المسلم والمسيحي والعلاقة بينهما.. لأن ما ترويه سناء عن زواجها من الكاتب الكبير لويس جريس، يستحق الاستبصار، فقد كانت متعجلة على إتمام هذا الزواج، فطلب إليها العريس أن تمهله بعض الوقت حتى يتمكن من إشهار إسلامه.. لم يكن يعرف أنها صعيدية قبطية مثله تمامًا.

بـل عنـدما طلبها المخرج العـالمي «مصطفى العقـاد» لتقديم شخصية بطلة مـن بطـلات التـاريخ الإسلامي اللاتي أشهرن إسلامهن في بداية الرسالة المحمدية أفادت وأجادت ولم تتحدث مع المخرج ولو لمرة واحدة بخصوص ديانتها.

وعنـدما بلغت نهـاية الرحلة حزنت سنـاء حـزنًا شديدًا لأن صديقتها المقربـة من قلبها قاطعتها لاختلاف العقيدة.. حزنت لأنها لم تفهم ما حدث ولماذا حدث وحاولت فك القطيعة لكنها فشلت.

وحاولت بقية عمرها البحث عن إجابات لهذه الأسئلة الضخمة المروعة وفشلت مثلما فشلت في الإجـابة عن الأسئلة الكـبرى التي واجهتهـا في رحلتها الغريبة.

هنا تحديدًا، تكمن أهمية كتاب «حكاية سناء»، فهو أولًا يكتشف أهمية الأسئلة التي طرحها الزمن وفرضتها الأحداث على هذه الممثلة الفريدة والغريبة.

ويضع خطوطًا واضحة عند الأسئلة التي أتعبتها وأرهقتها وتحايلت سناء لتهرب من الإجابة عنها.. وبشجاعة لافتة تعود روجينا بسالي لهذه الأسئلة، من خلال رحلة بحث دقيق ومتفحص لزوايا غير مطروقة في سيرة السيدة التي (ليس لأحد على تمثيلها سبيل).

وعبر تحقيق موثق لمشوار (سيدة الإحساس) تتأمل في الكتاب ترابط حكاية الفتاة وحكاية السيدة، وما بينهما من وشائج وصلات ليكتشف القارئ كيف أن هناك دائمًا شيئًا غير مكتمل.. بدءًا من اسمها «ثريا»، مرورًا بموقع الأب وموقف شقيقها الذي لم تره منذ الليلة التي عرف فيها أنها طالبة تمثيل.

ليلـة فقدت فيهـا نصف سمعهـا واحترقت فيها القاهرة تمامًا (٢٦ يناير ۱٩٥۲) وهي مفارقة أخرى جعلت التمثيل -مُمَثَّلًا بالفنان سعيد أبو بكر- هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقى.