رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة الألم والشفاء.. حكايات المتعافيات من سرطان الثدي

سرطان الثدي
سرطان الثدي

حكايات ظاهرها الألم والوجع وباطنها قوة وإرادة أظهرتها الكثير من السيدات اللاتي حاربن لعلاج إصابتهن لسرطان الثدي، وينتشر سرطان الثدي بين النساء المصريات بنسبة تصل إلى 35% من جميع حالات السرطان، فاهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير الكشف المبكر المجاني للسيدات للمساهمة في شفائهن قبل تضاعف الألم.

وطالبت وزارة الصحة والسكان السيدات بزيارة أقرب وحدة صحية للكشف المبكر على أورام الثدى والأمراض المزمنة، وعلاجها مجانًا بأحدث البروتوكولات العالمية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، مع إصدار الرئيس عبدالفتاح السيسي، توجيهاته المستمرة لوزيرة الصحة والسكان هالة زايد، بعمل فحص شامل لكافة سيدات مصر، للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

وتستعرض “الدستور” مع استمرار تقديم الدعم الكامل المجاني للسيدات المصابات بسرطان الثدي، حكايات من رحلة الألم والشفاء لهن وكيف كافحن في تخطي إصابتهن.

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً مع أكثر من 2.2 مليون حالة في عام 2020، وتُصاب قُرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة بسرطان الثدي في حياتهن، وسرطان الثدي هو السبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان في أوساط النساء، وقد توفيت بسببه 685000 امرأة تقريباً في عام 2020.

زينب: اكتشفت اصابتي بالصدفة 

المهندسة زينب يوسف، سيدة تخطت الستين من عمرها، لم يكن في حسبانها الإصابة بسرطان الثدي، إنما جاء الأمر برمته صدفة معها، ففي إحدى الليالي شعرت بوجود جزء "مكلكع" آخر ذراعها الأيسر، لكن لم تهتم لأنه لم يصدر منه ألم وأرجحت أنه ربما من مشقة اليوم، واختفى بعد يومين ثم عاد للظهور بعد أسبوع، فقررت زيارة مستشفى متخصصة في سرطان الثدي. 

وبعد انتهائها من الفحوصات اللازمة  علمت بإصابتها بسرطان الثدي، في البداية، عانت "زينب" من الانهيار نتيجة الصدمة، والخوف من كونه مرض "معدي" وأنها لن تتمكن من العلاج منه، وتسربت إليها كثير من الأفكار السيئة، لكن لم يُهدأ من روعها سوى توعيتها في "بهية" بأنه مرض عادي لا خوف كبير منه في حالة الانتظام على العلاج المقرر وعدم بذل مجهود كبير واتباع تعليمات الطبيب، لذا اتجهت لشغل أوقات فراغها من خلال استغلال هوايتها في الرسم.

 وتروي في نهاية حديثها: "لما بلاقي رسمة حلوة بروح أنفذها كروشيه أو كانافا أو أدمج الاتنين، ممكن تطلع جميلة أو مش مظبوطة أفكها وأعيدها تاني، ودا بيديني جمال روحي، وابتديت أقعد مع نفسي وانتبه للهوايات والحاجات اللي كانت الدنيا لاهياني عنها، ومش بتأخر عن نفسي بحاجة حتى لو كوباية عصير بقوم أعملها من غير انتظار لحد".

أسماء: أتعايش مع الألم بصناعة الكورشيه

أسماء سامي، فتاة في مقتبل العمر، والتي حدثتنا عن رحلة والدتها مع سرطان الثدي، الذي تأخرت في معرفة إصابتها به حتى وصوله إلى المرحلة الثالثة وهي من المراحل الصعبة على المريض، وذلك لأنها تراخت في تنبيهنا إلى شكها في إصابتها بشئ في ثديها.

تروي "أسماء" تواصلت مع مستشفى "بهية، الذي أكدوا أنها تعاني من ورم سرطاني، وحصلت  على 8 جلسات للكيماوي قبل إجرائها عملية استئصال الثدي، ورغم أنها كانت صعبة والورم كان كبيرًا إلا أن الطبيب الذي أجراها كان دائم التهدئة لنا، وبدأت في جلسات العلاج ما بعد العملية والعلاج الطبيعي لها.

وتحاول أسماء التعايش مع وضعها الجديد، فاتجهت إلى صناعة الكورشيه الذي تعشقه  منذ سنوات.

نشوى: بواجه المرض لوحدي 

اكتشفت نشوى طلعت إصابتها بالصدفة في بداية الأربعينيات من عمرها، قائلة: "أنا مكنتش تعبانة ولا عندي حاجة مكلكعة ولا في الثدي ولا تحت الإبط زي ما كل الدكاتره بتقول إنه بيبان كدا، كان مجرد وجع بسيط زي الوجع اللى بيجى وقت الدورة الشهرية"، قررت بعدها التوجه لإجراء الكشف في "بهية" في البداية للتأكد من خلوها من سرطان الثدي، وخضعت لإشاعة الماموجرف، والذي كشف أنه ورم حميد درجة ثانية، أي يحتاج إلى الاستئصال فقط.

"نشوى" ربة منزل ولديها طفلة لا تتخطى 9 سنوات كما أن زوجها مسافر خارج البلاد، ما زاد المعاناة عليها، والتي علقت عليها بجملة "أنا بواجه المرض دا لوحدي"، فجلسات الكيماوي تذهب إليها وحدها وهي متعبة للغاية، "وأنا بروح الجلسة وأرجع تبعانة بس لازم أقاوم لأن بنتي في مرحلة تعليم وسنها صغير"، ورغم معاناتها مع المرض إلا أنها تصر على متابعة ابنتها وإحضارها من المدرسة ومزاكرة دروسها.

بعد إجرائها العملية أصبحت "نشوى" ممنوعة من الأعمال المنزلية والوقوف أمام النار، ومع ذلك تقاوم ومع ذلك وتقوم بأعمالها كاملة وحدها لكنها تراعي عدم حمل أشياء ثقيلة وإبعاد يدها عن النار قدر الإمكان "والحمد لله ربنا واقف معايا"، وانتقلت في حديثها معنا إلى ابنتها، والتي تتحدث عنها قائلة: " بنتي فاهمة إني تعبانة بس مش مدركة مدى المرض، هي بتحاول تساعدني على اد ما بتقدر، وأوقات بلاقيها بتعيط لوحدها وتدعيلي، وبتحاول تذاكر لوحدها ولو لقيتني نايمة بتسيبنى ارتاح ومش بتعملي إزعاج خالص".