رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجانب الثقافى فى الإسلام».. كتاب يوضح الروابط بين الثقافة ومقاصد الدين

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

تعرّض العديد من المفكرين والمنظرين لإشكالية العلاقة بين الثقافة والدين، إذ كانت ولا تزال من القضايا الحيوية المثارة في عمق قضية التخلف والتقدم، وما يتصل بها من دور الدين وحدوده في الحياة. فبينما شدّد مفكرون حداثيون على مجافاة الدين للثقافة وعدم وجود أي روابط بينهما، ثمة حجج بُنيت على أن الثقافة كامنة في الدين وأخرى استندت إلى أن الدين جزء من الثقافة. 

ونظرًا لأن مفهوم الثقافة ظل من أكثر المفاهيم التباسًا وصعوبة في التحديد القاطع، فقد اختلفت المنطلقات الفكريّة باختلاف التعريف الذي يستند إليه كل كاتب لمفهوم الثقافة ولرؤيته لطبيعتها وحدودها، وإن كانت أكثر التعريفات شيوعًا ما قاله الفيلسوف الكندي تشارلز تايللور من أن الثقافة هي "ذلك الكُل المُركب الذي يشمل العقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوًا في المجتمع".

من هذا المُنطلق، لفت الناقد الانجليزي ت.س. إليوت في كتابه "ملاحظات نحو تعريف الثقافة" إلى العلاقة الوطيدة بين الدين والثقافة بقوله: "لم تظهر ثقافة ولا نمت إلا بجانب دين، ومن هنا تبدو الثقافة نتيجة من نتائج الدين، أو الدين نتيجة من نتائج الثقافة، طبقا لوجهة نظر الناظر"، وكذلك اعتبر الناقد البريطاني تيري إيجلتون في كتابه "فكرة الثقافة" أنه لا يمكن للثقافة أن تكون بديلًا عن الدين، لأن الثقافة بمعناها الفني الضيق تظل مقصورة على نسبة زهيدة من السكان وبمعناها الاجتماعي الواسع تقوم حيث يكون البشر أقل انسجامًا ووحدة. 

بناءً على هذا الجدل، اهتم العديد من الكُتاب بإبراز الجوانب الثقافيّة التي رعتها الأديان ونبتت في ظلها ومثّلت نقاط قوة في أسسها التشريعية، ومن هذا المنظور، يأتي كتاب "الجانب الثقافي في الإسلام" الذي كتبه المستشرق والمترجم البريطاني محمد مارماديوك بيكثال، وصدرت ترجمته العربيّة حديثًا عن دار "زحمة كتاب للنشر والتوزيع". 

ويُعد "بيكثال" من أبرز الأسماء التي سطع نجمها خلال القرن المُنصرم، لا سيّما مع ما قدّمه من أعمال روائيّة تُرجِم بعضها إلى اللغة العربيّة، وكذلك الترجمة المهمة التي قدمها لمعاني القرآن عام 1930، والتي تعد من أفضل الترجمات المستخدمة إلى اليوم؛ إذ  لُقِب على أثرها بخادم الإسلام.  

لا يهدف الكتاب في مجمله إلى تقصي نقاط تفصيليّة إشكاليّة تُثار حول أنماط التدين ودورها في ترسيخ التردي، وإن كان يتطرق إلى ذلك أحيانًا بصورة عامة ليُعلن عن مجافاة بعض السلوكيات لجوهر الشريعة الإسلاميّة، فالمستشرق الانجليزي يعتمد في أطروحاته بشكل أساسي على المقاصد العُليا للدين الإسلامي وعلى رأسها "التهذيب" الذي يراه مرادفًا للثقافة الإسلامية. 

ويُعبّر عن ذلك المنظور ما بيّنه الكاتب السعودي زكي الميلاد في كتابه "نظرية في الثقافة" بقوله إن "الثقافة من حيث الأصل هي تهذيب، لكنها قد تتغلب عليها نزعات أخرى فتحرفها عن مسارها وتنقلب على أصلها وتتحول إلى ثقافة بلا تهذيب أو مضادة للتهذيب، ويتجلى ذلك حين تصبح هذه الثقافة سببًا في انتهاك حقوق الإنسان أو حين تطغي عليها نزعة الاستبداد أو نزعة العنصرية أو حين تُهيمن عليها المصالح السياسية، والثقافة التي تنفصل عن الدين تكون مُعرّضة أكثر من غيرها للوقوع في مثل هذه الحالات".

التهذيب جوهر الثقافة الإسلامية 

 يعتبر الكاتب أن الثقافة تعني التهذيب، ومن ثم فجوهر الثقافة الإسلامية هو ذلك التهذيب الذي لا يتوقف عند حدود الفرد أو الجماعة وإنما يهدف إلى تهذيب الجنس البشري ككل، فهدف الإسلام برأيه هو تحسين الحياة وتجميلها وليس الاقتصار على تحسين بعض الأمور الثانوية بها، ومن ثم فإن الدين الإسلامي في جوهره لا يكف عن الحث على النهوض والتطوير وعدم الرضوخ لما هو قائم. 

من هذا المنظور، يمكن فهم التشريعات الإسلامية التي تغطي مناحي الحياة كافة بما يُمكّن الأفراد والمجتمعات من تحقيق التهذيب والتقويم لحياتهم سواء على مستوى الحياة اليومية للأفراد أو الحياة الاجتماعية والسياسية التي وضع لها الإسلام مبادئ ونظم خاصة، فقوانين الإسلام هي التي تحكم مسيرة التقدُم البشري. 

ومع ذلك، يُقر الكاتب بأن الواقع يُبيّن أن أغلب المسلمين الذين يظهرون على الناس باعتبارهم أصحاب التدين والفهم الصحيح جاهلون ومؤمنون بالخرافات السائدة، وعلى استعداد أن يتقبلوا كمًا هائلًا من الأساطير والمعتقدات المُنافية للعقل والمنطق. 

ورغم التطرق إلى واقع نظم التدين في التاريخ الإسلامي، وما نجم عنها من تشويه وتحريف لأصل الدين وجوهره، لا يُوضح الكاتب الحدود التي تفصل بين الدين في جوهره والممارسات المُشوهة التي مورست تحت مظلته، ولا يُقيم حججه على أساس من مساءلة بعض الآراء الفقهيّة التي أسهمت في ترسيخ تلك "المعتقدات المُنافية للعقل والمنطق".

جانب آخر يتطرق إليه الكاتب في إطار حديثه عن معنى التهذيب في الثقافة الإسلامية، هو تأكيد الإسلام على أهمية العلم والدراسة سواء كانت دراسة لعلوم دينية أو دنيوية، ففي العصور السالفة للإسلام أُلقيت المحاضرات في شتى العلوم داخل المساجد، وجمع المسلمون بين الإيمان بالله والامتثال لأوامره ونواهيه وحرية الفكر ورجاحته، إذ لم يكن من سلطة الإسلام فرض القيود على الفكر أو الامتثال للكهنوت، تلك الأسس يرى الكاتب أن المسلمين بحاجة إلى استعادتها في كل وقت للتأكد من أن ترديهم جاء بابتعادهم عن جوهر الدين وحقيقته. 

الإنسانيّة ملمح أساسي في الثقافة الإسلامية

يشير الكاتب إلى أن الجانب الثقافي الخاص بالإسلام هو إنسانيته، ونظرته العالمية التي لا تعمد إلى التفرقة بين البشر لأي سبب، فالشريعة الإسلامية هي قانون لجميع البشر، والمقولة الرائجة بأن الإسلام قد انتشر بحد السيف، لا يوجد في القرآن أي نص يُثبتها، كما أن حضارة الإسلام اتسمت باستيعاب جميع البشر مهما كانوا متفاوتين في المقامات والمناصب والحالات الاجتماعية من فقر وغنى. 

وفي سبيل إثبات إنسانية الإسلام وعدم تمييزه بين الناس كمبدأ ثقافي امتازت به الحضارة والشريعة الإسلامية، يُبيّن الكاتب أن الحروب في الإسلام لم تكن اعتداءً على الآخرين أو غزوًا وإنما جاءت في سياق الدفاع عن النفس، وبدأ شنها وفق تعاليم النصوص القرآنية والسنة النبوية التي تراعي الجانب الإنساني، ولم تكن البراعة الحربية أو شجاعة المسلمين الأوائل هي التي مكنتهم من غزو نصف العالم المعروف آنذاك وإنما حُسن تعاملهم مع الجميع؛ إذ كان العامة مستعبدين من سلطات النبلاء، وكانت عقولهم خاضعة للكهنة والرهبان، إلى أن جاء الإسلام ليدعوهم إلى التوحيد وإلغاء الكهنوت والخضوع لله وحده.

يقول الكاتب: أُعطي تفسيرات خاطئة لعبارة الإسلام أو السيف كما لو كان السيف يعني الإعدام أو المذبحة، إن معنى السيف هو الحرب، والبدائل كانت الإسلام أي الاستسلام بالمعنى الروحي، أو الإسلام أي الاستسلام بالمعنى الاعتيادي، أو الاستمرار في الحرب.. فظهور الإسلام لم يجلب الحرية السياسية لشعوب تلك البلاد وحسب، وإنما جلب لهم الحرية الفكرية. 

يعمد الكاتب إلى دحض تُهم التعصب التي يلصقها كتاب غربيون بالإسلام تاريخيًا ودينيًا، فيشير إلى أن هناك مستوى رفيعًا في الإسلام يرتبط بدرجة عالية من الثقافة الإنسانية هو مستوى التسامح، فالتاريخ الإسلامي مكتظ بالعديد من النماذج التي توضح تسامح المسلمين مع الديانات الأخرى وقبولها دون اضطهاد لأفرادها، كما أن عقيدة المسلمين تقوم على الإيمان بأن اليهودية والمسيحية والإسلام خرجوا من دين سيدنا إبراهيم، ويندرجون تحت معنى عام هو الاستسلام التام لله، فقوانين الله وشريعته عالمية لا محلية وعدم تقبل المسلمين للآخر ومعتقداته دليل على عدم فهمهم لآيات القرآن كما ينبغي، كما أن التكفير غير موجود في الإسلام إلا لمن يقدم الشر على الحقيقة ويعمد إلى إلحاق الضرر بأي إنسان من أي عرق أو عقيدة أو مجتمع.

ويلفت إلى أن الأُخُوة قانون إلهي يُمثل قاعدة للثقافة التي يُرسخها الإسلام، يؤكد على أنه يجب ألا يعود المسلمون إلى حالة تلك القبائل المتحاربة المتناحرة، وألا يعودوا إلى الطبقية التي وصلت إلى حد أنها تهدد الثقافة الإنسانية في شبه الجزيرة العربية بالدمار والخراب التام، ومن ثم فجميع تشريعات الإسلام تجنح في اتجاه تعزيز الأخوة الإنسانية.

ويوضح المؤلف: تسليم إرادة الإنسان إلى إرادة الله كما أوحى بذلك في القرآن هو الإسلام، ففي الصلاة اليومية، تشير السجادة إلى القبر، والركعة تعني الخضوع لإرادة الله بصفته مالك هذا العالم، والسجود يعبر عن موت رمزي. وكذلك في شهر رمضان يغير المسلم مجرى حياته بأكمله ويشترك الغني والفقير في آلام الجوع والعطش. فالإسلام يقدم أسلوبًا للحياة من خلاله ننزع من قلوبنا الخوف من الموت، وننظر إليه من منظور كونه دافعًا حقيقيًا للأخوة بين البشرية.

اهتمام الإسلام بالآداب والعلوم والفنون  

رغم مخاوف المسلمين من محاكاة الوثنيّة في الأعمال الفنيّة، كان ثمة اهتمام بشتى العلوم والفنون في الحضارة الإسلامية، إذ كانت الموسيقى والأغاني موجودة في جميع أنحاء العالم الإسلامي كما كانت موجودة في العصور السالفة للمسلمين في أوج مجدهم، أما الدراما فكان الأقرب لها مسرحيات خيال الظل التي قدمت في جميع الاحتفالات واشتملت على مجموعة متنوعة من الموضوعات. 

أيضًا، احتل الروائي في الحضارة الإسلامية نفس المكانة التي احتلها الممثل أو الفنان في الحضارة الغربية الحديثة فغلب على الإنتاج الروائي الاستلهام من واقع الحياة ثم نسجها وكتابتها في كتب، وظهر نوع من الروايات أو القصص العربية المعروفة باسم المقامات والتي لا تزال تحظى بمكانة عالية حتى اليوم، وفي مجال العمارة، هناك الإبداع المعماري في المساجد والقلاع والمدارس والمستشفيات بما يدل على أن المسلمين كانوا عاشقين للجمال، وهناك كذلك الإبداع في فن الخط العربي المعتمد على زخارف متقاطعة ومتداخلة. 

أيضًا، اهتم المسلمون وأبدعوا في مختلف العلوم كالرياضيات والهندسة وابتكروا علم الجبر وكان منهم متمرسون في علم النباتات أيضًا وفي علم الطب، كما برعوا في التصوف الذي يعتبره الكاتب علمًا  يهدف إلى تحسين حالة الإنسان الفردية وتوسيع مداركه العقلية. 

الإرادة الحُرة للإنسان ركيزة إسلامية 

شاع لدى العديد من الكتاب القول إن تراجع الثقافة الإسلامية جاء بسبب مبدأ القدرية المُتأصل في الإسلام، وهو ما يُدافع الكاتب عن عدم صحته؛ فالشريعة الإسلامية لا تسلب الإنسان اختياره وإنما يشير القرآن إلى مساحة الإرادة الحرة للإنسان تحت سيادة الله، كما أن الإنسان لا يُمكنه الهروب من العواقب المنطقية لقانون الله، فحينما يدرك الإنسان تبعيته لمالك هذا الكون وينظر إلى المهام التي أوكلها الله إليه باعتبارها أمانة مقدسة، يمكنه آنذاك تنمية نفسه وتحسينها.

وفي هذا يوضح المؤلف أن "موقف المسلمين في العالم هو موقف السعي الدءوب لإقامة ملكوت الله، أي الملكوت القائم على الأخوة الإنسانية، فملكوت الله في القرآن لا يقتصر على عرق أو مذهب واختبار الولاء واحد لجميع البشرية وهو عمل الإنسان؛ أن يجاهد الإنسان لعمل الخير ومنع الشر والاستسلام لمشيئة الله بما لا يقوده إلى الخمول"، وبالتالي فالمعنى الحقيقي للجهاد في الإسلام هو أن يترك المسلم أثناء الجهاد كل شيء تحت مشيئة الله ورحمته، ليكون هذا هو المعنى الحقيقي لعقيدة القدر.

وانطلاقًا من البحث في المعنى الحقيقي للجهاد، يرى الكاتب أن المسلمين أساءوا فهم معنى الجهاد وجعلوه مُقتصرًا على الحرب وفقدوا روح الجهاد في أعمالهم الحياتية وقت السلم، ومن ثم أخذت الحضارة الإسلامية منحنى الركود وغابوا عن المعنى الأوسع لمصطلح الجهاد. 

ويشير إلى أن "الحروب التي تندرج تحت عنوان الجهاد لا يمكن خوضها إلا للدفاع عن النفس وحماية الضعيف المظلوم ورفع الظلم مع الأخذ في الاعتبار عدم إيذاء غير المقاتلين من صفوف الأعداء واحترام الكهنة والمؤسسات الدينية وعدم إهلاك الحرث والنسل والحفاظ على الأشجار المثمرة.. فلا توجد أية كلمة في القرآن تُبرر القتل أو الحرب تحت أي ظرف من الظروف إلا أن الحرب في الإسلام هي حرب شريفة تشن في ظروف واضحة ومقيدة".

انسجام الإسلام مع الناموس الطبيعي للإنسانية

يتعرّض الكاتب إلى إشكالية مكانة المرأة كما يُقرها الإسلام، وما يخالفها من ممارسات لا تتبع روح الشرع وقواعده، فيؤكد على أن أحكام الشريعة الإسلامية منسجمة كُليًا مع الناموس الطبيعي للإنسانية، ويمثل انتهاكها خرقًا لذلك الناموس لدى جميع الناس، ومن هذه الخروقات الواضحة واقع إهانة المرأة وسلبها حقوقها وحريتها، فأحكام الإسلام فيما يتعلق بالمرأة ومكانتها تستهدف مصلحتها وصحتها وسعادتها وتحسين وضعها المادي والاجتماعي، وهذه الأحكام ليست ثابتة ولكنها تتغير بتغير الظروف والبيئة التي نشأت فيها المرأة.

 ويُشدد المؤلف على أنه لا يوجد نص في القرآن أو السنة يُبرر حرمان المرأة من حقوقها الطبيعية التي بسطها الله ومنحها للبشرية جمعاء، فلا يجوز حرمان المرأة من حقها في التعليم أو الحصول على ممتلكاتها الخاصة، لا سيّما وأن الإسلام يُساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق؛ فثمة مساواة روحية وفكرية بين الجنسين والاختلاف فقط هو اختلاف جسدي كما أقرت الشريعة الإسلامية.

ويتعرض الكاتب إلى بعض المظاهر المستهجنة في هذا الصدد والتي لا تتصل بحقيقة الشرع، ومنها تغطية الوجه الذي لا يوجد نص ديني يفرضه ومع ذلك فهو موجود في الممارسات الإسلامية كامتداد لعادة سادت في كثير من مدن الشرق قبل ظهور الإسلام.

الثقافة دون دين تؤدي إلى الفساد  

يُنافِح المؤلف عن المزايا التي تختص بها النُظم الاجتماعية والسياسية المُنضويّة تحت لواء الإسلام،  فيعتبر أن الحضارة الغربية أخفقت في مجال العلوم السياسية والاجتماعية في مقابل نجاحها الباهر في العلوم الطبيعية، وأن الشريعة الإسلامية تمتلك الحلول التي يقود اتباعها إلى إصلاح تلك المجالات.

ووجهة نظره في طبيعة الإخفاق تتعلق  بأن النظام الاجتماعي والسياسي في العالم الغربي "دون سلطان"، أي يخلو من أي عقوبة إلهية، ومن ثم فعدم إيمان العالم الغربي بسُلطة عُليا تكبح جماح طموح الإنسان الغربي الذي لا سقف له، أدى إلى استشراء الفساد في ظل عدم وجود ضمانات حقيقية للنظام الاجتماعي والسياسي والجهل بالقوانين الإلهية. وفي المقابل، فإن الشريعة الإسلامية تنص على قواعد معينة تحكم النظام الاجتماعي والسياسي، وعلى رأسها قانون الخضوع لسُلطة الإله العليا، وهو ما  يضمن الوصول إلى الاستقرار. 

ورغم ذلك، لا ينفي الكاتب أن ثمة العديد من المشكلات التي تعتري الطرح الذي يُقدِّمه، وعلى رأسها "بعض السخافات الجليّة الموجودة في الفقه" مثل التركيز على قضايا هامشية ككيفية وقوف المسلم في الصلاة في مقابل إهمال جوانب جوهرية في الدين الإسلامي، ومن ثم، يُنوّه بضرورة تكوين رؤية شاملة للإسلام عبر التمييز بين ما هو جوهري وله قيمة في الدين، وما يتعلق بفترة زمنية تاريخية معينة، فضلًا عن ضرورة توضيح الصورة الكاملة للدين ودوره في حل بعض المعضلات المُستعصية في العالم الحديث.