رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عهد التمكين.. كيف تسهم «الأكاديمية الوطنية» فى تدريب اتحاد شباب الجمهورية الجديدة؟

عهد التمكين
عهد التمكين

خلال فعاليات المؤتمر الأول للمشروع القومى لتنمية قرى الريف المصرى «حياة كريمة»، أَذِن الرئيس عبدالفتاح السيسى بإطلاق «اتحاد شباب الجمهورية الجديدة»، الذى يهدف إلى بناء قاعدة شبابية متكاملة تخدم المجتمع، وتعزز مشاركة الشباب فى العمل العام والتنموى، فى إطار رؤية «مصر ٢٠٣٠»، وسياسات الدولة المصرية لبناء «الجمهورية الجديدة».

وتضمنت توجيهات الرئيس السيسى: توسيع دائرة المشاركة السياسية والمجتمعية للشباب، وتنظيم جهود الكيانات الشبابية المهتمة بالعمل العام، وإشراك الشباب فى التنمية المجتمعية والسياسية من خلال الأنشطة التى سيجرى إطلاقها، وكذلك زيادة التوعية بالعمل التطوعى فى مصر، وإتاحة مزيد من فرص المشاركة فى الأنشطة التطوعية المختلفة.

وتأتى فكرة «اتحاد شباب الجمهورية الجديدة» لتجمع كل تلك الكيانات تحت مظلة واحدة، وتوحد الجهود وتنظم العمل بإشراف وتوجيه ودعم مباشر من الدولة، ليكون كيانًا وطنيًا قادرًا علـى إحداث تغيير وتطوير فـى الحياة المجتمعية. ويحتاج ذلك إلى تدريب وتأهيل أعضاء الاتحاد الجديد، ليلحقوا بقطار التدريب والتأهيل الذى ضم شبابًا من كل بقاع الجمهورية، بقيادة الأكاديمية الوطنية للتدريب، التى تستعرض «الدستور» فيما يلى أبرز البرامج التى قدمتها فى هذا الإطار، والتى ستسهم فى تدريب أعضاء الكيان الشبابى المهم.

 

PLP: تخريج 1500 «رجل دولة» من الشباب

أول البرامج التدريبية التى تقدمها الأكاديمية الوطنية هو البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة «PLP»، والذى بدأ بفكرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى سبتمبر ٢٠١٥، بهدف إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كى تكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى فى الدولة، من خلال إطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملى، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التى تحيط بالدولة.

ونجح البرنامج الرئاسى، الذى تبلغ فترة الدراسة به ٨ أشهر، فى تخريج ١٥٠٠ شاب وفتاة يمثلون جميع محافظات الجمهورية، على ٣ دفعات، وتولى عدد منهم مناصب قيادية كمحافظين ونواب محافظين ومعاونى وزراء وأعضاء مجلس نواب، وغيرها من المناصب فى القطاعين العام والخاص.

واستطاع شباب البرنامج تحقيق نجاحات كبيرة وتغيير ملموس على أرض الواقع، حتى أصبحت تجربتهم مثالًا يحتذى به فى العديد من الدول، كما كانوا نواة أساسية للكثير من المشروعات والمبادرات، منها: المؤتمرات الوطنية للشباب، ومنتدى شباب العالم، والملتقى العربى الإفريقى، ومؤسسة «حياة كريمة».

APLP: صناعة قيادات صغيرة السن من ٤٥ دولة إفريقية

البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة «APLP» هو أحد أهم البرامج التى أطلقتها الأكاديمية الوطنية للتدريب، الذى جاءت فكرته تنفيذًا لإحدى توصيات منتدى شباب العالم ٢٠١٨، وبالتزامن مع رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى لعام ٢٠١٩.

ويهدف البرنامج إلى تجميع الشباب الإفريقى بمختلف انتماءاته ومعتقداته تحت مظلة واحدة هدفها التنمية والسلام، استكمالًا لدور مصر فى المشاركة الفعالة مع الحكومات الإفريقية الأخرى بالاستثمار فى أهم وأغلى ما تملك القارة، ألا وهم الشباب.

ويعمل «APLP» على إتاحة الفرصة لأكثر من ١٠٠٠ شاب من قارة إفريقيا، عبر ١٠ دفعات، تضم كل منها ١٠٠ شاب، وتخرج منه ٣ دفعات بالفعل، مع فتح التسجيل للقبول فى الدفعة الرابعة، علمًا بأن فترة الدراسة ٥ أسابيع. 

وتتضمن شروط الالتحاق بالبرنامج: أن تكون سن المتقدم ما بين ١٨- ٣٠ عامًا، مع أفضلية قبول المتقدمين أصحاب الإنجازات العلمية والرياضية والثقافية والاجتماعية، إلى جانب تقديم بيان حالة دراسية أو شهادة تخرج، واجتياز المقابلات الشخصية للراغبين فى الالتحاق عبر برنامج «Skype».

وقالت الدكتورة رشا راغب، المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب، إن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة سيضم ١٠ دفعات. وأضافت، فى تصريحات على هامش حفل تخرج الدفعة الثالثة، والتى ضمت ٩٤ شابًا وشابة من ٣٧ دولة إفريقية: «بذلك تمت تغطية ٤٥ دولة من أصل ٥٤ دولة إفريقية، ومستمرون حتى الدفعة العاشرة لتغطية دول القارة الإفريقية بكاملها».

EPLP: إعداد صف ثانٍ مؤهل من «الكوادر التنفيذية»

يهدف البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة «EPLP» إلى تمكين الكوادر الفعالة فى مصر لتصبح قادرة على فهم واستخدام الأساليب الحديثة فى صنع السياسات وإدارة صنع القرار، وتحويل التفكير التقليدى لمفاهيم الإدارة العامة إلى أسلوب أكثر حداثة، توافقًا مع أحدث التطبيقات والنماذج الدولية.

ويتماشى هذا البرنامج مع استراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر ٢٠٣٠»، التى تركز على ٣ محاور رئيسية، هى: الاقتصاد والبيئة والبعد الاجتماعى، مع توفير اهتمام خاص لفئات محددة من المجتمع، خاصة الشباب والنساء وذوى الإعاقة.

ويوفر البرنامج للمشاركين المعرفة والأدوات والمهارات ذات الصلة لتعريفهم بجميع جوانب الإدارة العامة، وتبلغ فترة الدراسة به ١٢ شهرًا، وهو يمثل تطورًا حقيقيًا فى تنمية المهارات العملية للتنفيذيين، التى طالما طالب بها كثيرون.

وبهذا البرنامج، أصبح لدينا لأول مرة مكان متخصص قادر على تخريج كفاءات جاهزة لتولى مناصب قيادية، مع اهتمام خاص بالشباب الصغير نسبيًا، وهو الأمر المتوفر فى كثير من البرامج التى تقدمها الأكاديمية الوطنية للتدريب.

ويشمل البرنامج تدريب وتطوير الكفاءات من سن ٣٠ إلى ٤٥ عامًا كى يكونوا اللبنة فى إعداد الصف الثانى القادر على القيادة وتحمل المسئولية، ويمثل رحلة تحول متكاملة للحياة العملية والشخصية للمتدرب، وإعداد «رجل دولة» بالمعنى السليم قادر على تحمل المسئولية وإدارة الأزمات واتخاذ القرارات.

وشهد البرنامج تدريب ٣ دفعات حتى الآن، مع فتح باب التسجيل للقبول فى الدفعة الرابعة، وشملت الدفعة الأولى من البرنامج ١٩٠ متدربًا لمدة ٨ أشهر، بعدد ٦٤٠ ساعة تدريبية، بدأت فى ١٣ مايو ٢٠١٧ وحتى ١٣ يناير ٢٠١٨، كما شملت الدفعة الثانية ٧٩ متدربًا لمدة ١٠ شهور، بدأت فى ٣ نوفمبر ٢٠١٩ وانتهت فى أغسطس ٢٠٢٠. وشملت متطلبات التسجيل: أن يكون المتقدم مواطنًا مصريًا، وحاصلًا على شهادة جامعية، وعمره بين ٣٠ و٤٥ عامًا، وأن يكون أحد العاملين فى الدولة من المخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية، أو من العاملين فى الجامعات من أعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة، والعاملين فى قطاع الأعمال والقطاع العام أو الهيئات العامة والشركات القابضة أو التابعة، مع ضرورة إرفاق بيان الحالة الوظيفية.

كما يجب أن يكون المتقدم حاصلًا على شهادة «تويفل» من «أميديست» بدرجة ٤٥٠ على الأقل، أو شهادة «أيلتس» من المركز الثقافى البريطانى بدرجة ٤.٥ على الأقل، مع إرفاق الشهادة، وتمتع المتقدم بحسن السير والسلوك.

تدريب رجال المؤسسات الحكومية والشركات ومتطوعى «حياة كريمة»

تقدم الأكاديمية الوطنية أيضًا «برامج المؤسسات»، والتى تُلبى من خلالها مختلف الاحتياجات التدريبية للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات والشركات الدولية، من خلال تصميم برامج متخصصة بمنهجية متفردة لمعالجة التحديات التى تواجهها كل جهة. ويستلزم ذلك أن يلتقى خبراء الأكاديمية الوطنية مع متخذى القرار فى المؤسسة، لمناقشة المتطلبات الخاصة بها، وثقافتها وأهدافها والغرض من التدريب، ويتم على هذا الأساس تصميم برنامج أو عدة برامج تكون هى الحل لتطوير الأداء المؤسسى للهيئة أو المؤسسة، وتعكف الأكاديمية على أداء الدور المنوط بها كشريك أساسى للتنمية والتطوير وليس كمقدم للخدمة فقط، كما تشارك الأكاديمية الوطنية للتدريب فى تدريب المتطوعين للمشاركة فى مبادرة المشروع القومى لتنمية قرى الريف المصرى ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وذلك من خلال برنامج تدريبى متكامل لتزويد هؤلاء المتطوعين بكل المهارات والمتطلبات اللازمة لأنشطته

منسق عام حملة «يلا سيسى»: نتوحد جميعًا خلف عمل تنموى ومجتمعى واحد 

قال أحمد صياد، منسق عام حملة «يلا سيسى»، التى انضمت للاتحاد وشاركت فى الاجتماعات التجهيزية لإطلاق اتحاد شباب الجمهورية الجديدة، إن البداية كانت من انطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وهى أكبر مبادرة فى تاريخ مصر لتنمية قرى الريف، ومبنية بالأساس على العمل التطوعى، وتقدم لها نحو ٢١ ألف شاب على مستوى المحافظات حتى الآن، منهم من لديه خبرة فى العمل التطوعى والآخرون دون خبرة، ولكن كل شاب انضم ليشارك فى صنع حياة كريمة للمصريين.

وأضاف «صياد»: «القيادة السياسية الحكيمة أطلقت فكرة الاتحاد، وهى فكرة عظيمة، لأنها تجمع كل الفئات الشبابية، سواء أفرادًا أو كيانات أو مبادرات أطلقتها الحكومة أو المجتمع المدنى، وكل هذه الفئات ستعمل تحت مظلة واحدة، وتعمل على توحيد جهود العمل التنموى والمجتمعى».

وواصل: «هذه الطاقات الإيجابية الشبابية سوف تتوحد تحت عمل تنموى ومجتمعى واحد، وبالتالى فنحن نقول إن فى الاتحاد قوة، فاتحاد شباب الجمهورية الجديدة يستثمر تلك الطاقات ويعزز العمل الوطنى عبر إعداد كوادر شبابية وطنية، وإتاحة فرص عمل للشباب».