رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإيكونوميست»: الحرب الأهلية في إثيوبيا وصلت إلى أخطر مراحلها

الحرب في تيجراي
الحرب في تيجراي

حذرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، من أن الحرب الأهلية في منطقة تيجراي شمالي إثيوبيا قد وصلت إلى أخطر مراحلها، واصفة المشهد بأنه "يزداد قتامة يوما بعد يوم" ما يزيد من مخاوف تفاقم الأزمات الإنسانية والمجاعات في الإقليم الذي تمزقه الصراعات.

 وأشارت إلى أن الصراع الآن أصبح محفوفا بالمخاطر وإراقة الدماء في ظل إصرار الحكومة الإثيوبية على الحرب رغم الخسائر التي تتكبدها في مقابل قوات تيجراي.

وقالت المجلة "مع ظهور معسكرات التدريب العسكري في منطقة أمهرة بإثيوبيا الأسبوع الماضي، أقيمت المخيمات خارج المستشفيات، والجنود الجرحى يرقدون على نقالات أمامها وتسمع صرخات صفارات الإنذار لسيارات الإسعاف مع دخول الجرحى إلى المستشفيات، هذا هو التوتر الذي يخيم على المكان"، مضيفة أنها عندما أرسلت مراسلها هناك لمتابعة الأحداث تم اعتقاله على الفور واحتجازه لعدة ساعات.

الجيش الإثيوبي مقاومته أصبحت ضعيفة

وأشارت إلى أن الحكومة الإثيوبية تتكبد خسائر كبيرة في حربها ضد إقليم تيجراي ومقاومته أصبحت "ضعيفة للغاية" في مقابل تقدم "قوات تحرير تيجراي" وتوغلها حتى وصلت إلى ما يقرب من 80 كيلومترًا من جوندار، العاصمة التاريخية لإثيوبيا.

وذكرت أنه قبل بضعة أسابيع، عندما استولت قوات تيجراي على المنطقة بما في ذلك العاصمة الإقليمية ميكيلي، كان هناك فرصة لإنهاء الحرب الأهلية في إثيوبيا عن طريق التفاوض، ولكن بدلاً من ذلك، دخلت الحرب أخطر مراحلها بالنظر إلى الوضع الحالي.

وتابعت إنه "في 28 يونيو، أعلنت الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب أحادي وسحب قواتها من تيجراي، لكن بدلاً من استغلال الفرصة لفتح محادثات مع جبهة تحرير تيجراي، الحزب الحاكم في المنطقة ، شددت الحكومة الحصار، وتجاهلت دعوات المفاوضات ومبادرات السلام، وفي المقابل، استمرت قوات تيجراي في التوغل إلى ما بعد حدود تيجراي، بالإضافة إلى أمهرة حتى وصلت شرقا إلى منطقة عفار المنطقة الحيوية المؤدية إلى جيبوتي، والتي من خلالها يتدفق حوالي 95٪ من تجارة إثيوبيا غير الساحلية، وربما تفكر في الوصول إلى العاصمة الفيدرالية أديس أبابا". 

صراع محفوف بإراقة الدماء

ووصفت المجلة الصراع بين النظام الإثيوبي وقوات تيجراي بأنه "محفوف بالمخاطر وإراقة الدماء بشكل لا يرحم"، لافتة إلى أنه على الرغم من المخاطر ، لا يوجد اهتمام من قبل الحكومة الفيدرالية بالمحادثات لإنهاء ذلك الصراع، الذي يتفاقم خطورته يوما عن يوم، وبدلا من ذلك، تصر على هزيمة "جبهة تحرير تيجراي بالكامل وتعتقد أنها يمكنها أن تشم رائحة النصر". 

وتابعت "أجبر القتال في عفار بالفعل عشرات الآلاف من المدنيين على ترك منازلهم، ولا يزال الصراع مدفوع بعمليات القتل والاغتصاب التي ارتكبها الجنود الإثيوبيون والإريتريون، وتعبئة الحكومة للميليشيات العرقية هي وصفة لإراقة الدماء، فمعظم أعضائها مدربون تدريباً سيئاً". 

واختتمت الصحيفة بالنقل عن أحد التجار الإثيوبيين في ويلديا، قوله: "الجميع مستعدون بكل ما لديهم، من المناجل إلى بنادق الكلاشينكوف، في أديس أبابا وأماكن أخرى ، يُعامل التيجرايين العاديون ككتّاب طابور خامس، حيث تم القبض على المئات وتم إغلاق العشرات من الشركات المملوكة لتيجراي ، بما في ذلك الفنادق والحانات، وفي بعض الحالات يتم القبض عليهم لمجرد تشغيل موسيقى التيجرايين".