رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتى السابق يتحدث عن المعصية

علي جمعة: الإسلام مبني على عدم التفاخر بالمعصية

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إن الله حيي سَتِير، يحب الستر»، فالله سبحانه وتعالى يستر المؤمن في الدنيا؛ ولذلك يأمرنا رسول الله ﷺ أن نستر المؤمنين: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، فإذا أخطأ أحدنا، فإنه يجب على أخيه أن يستره، فاستر على أخيك، ولو بطرف ثوبك « لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ»، «مَنْ ستر مؤمنًا في الدنيا، ستره الله يوم القيامة»، إذن، دين الإسلام مبني على الستر، وعلى العفو، وعلى عدم إشاعة الفاحشة بين الناس.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية فيس بوك: «دين الإسلام مبني على عدم التفاخر بالمعصية، بل يجب علينا أن نستر هذه المعصية؛ حتى تُنْسَى، وحتى يستمر مَنْ وقع فيها وَقُدِّرَ عليه هذا البلاء، في التوبة إلى الله من غير فضيحة، ولذلك أمرنا رسول الله ﷺ بالنصيحة، ونهانا عن الفضيحة، فإذا ما نصحت أخاك في السر برفق، وكأنه هو أنت فإنها نصيحة، وإذا ما جهرت بذلك فإنها فضيحة، فَأُمِرْنَا بالنصيحة دون الفضيحة».

والنبي ﷺ سار على هذا النهج، يُعَلِّم أصحابه، ويعلمنا، ويعلم العالمين إلى يوم الدين: أن الأصل هو الستر.

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى، يستر المؤمن مرات؛ ولذلك فجيء لعلي بن أبي طالب بشخص يستحق الحد؛ لأنه قد ارتكب جريمة من الجرائم، وجاءت أمه تتشفع، فقال لها علي: إن الله سبحانه وتعالى، لا يفضح العبد في المرة الأولى -ابنك هذا قد اعتاد الإجرام، وارتكب هذه الجريمة مرات- قالت: كيف تعلم؟ قال: لأنه الله سبحانه وتعالى سَتِيرٌ يحب الستر، وبعد ما أقام عليه العقوبة، سأله: أي مرة هذه؟ فقال: هذه هي المرة العشرين، أي أن الله سبحانه وتعالى ستره مرة، وثانية، وثالثة، ورابعة، وخامسة، لأ، بل ستره عشرين مرة، وهو يرتكب ذلك الجرم، لا يستحي من الله، ويضر الناس، ويوقع بهم الأذية، بكل أنواع الأذية، في أعراضهم، أو أموالهم.

وقال: «يتهم بعضهم بعضًا؛ ظانين أنهم هم الذين ارتكبوا هذه المعصية، في حين أن هذا هو الذي ارتكبه، لكان ينبغي عليه أن يتوب إلى الله، وأن يتمتع بستره؛ ولكنه لم يفعل، والله سبحانه وتعالى يستر، فعليك أيها المؤمن أن تستر، تستر نفسك أولًا؛ ولذلك نهانا رسول الله ﷺ أن نجاهر بالمعصية، وأن نفتخر بها، وتستر أخاك ثانيًا؛ ولذلك أُمِرْنَا أن نستر على المؤمنين».