رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمي

«قلادة آنا».. قصة تشيخوف عن فساد طبقة النبلاء فى روسيا

تشيخوف
تشيخوف

«قلادة آنا» هى واحدة من قصص الكاتب الروسى أنطوان تشيخوف، التى تحكى عن فساد طبقة النبلاء فى روسيا الذين قيدوا وأفسدوا الطبقة الفقيرة، ومن المعروف أن تشيخوف كان كاتبًا أخلاقيًا يرفض مثل هذه الأشياء التى تقوض القيم فى المجتمع الروسى. 

وتحكى قصة «قلادة آنا» عن الشابة أنيا ابنة المدرس الفقير المدين لكل من حوله بسبب عشقه للخمر، حتى باع والد أنيا كل شىء فى بيته لدرجة أنه باعها هي نفسها لرجل ثرى خمسينى بدين،  يدعى موديست،  فزوجها له وهى فى الثامنة عشرة نظرًا لأنه كان مدينا له بمبلغ من المال. لم يقم موديست حفل زفاف احتراما لسنه وتوفيرا للمال.

 كان موديست بخيلا مع زوجته الشابة، وفى يوم أخبرها بحفل يقيمه صاحب السمو فى مجمع النبلاء، وأعطاها  مئة روبل كى تشترى فستانا، كان موديست يطمع أن يحصل على قلادة القديسة آنا من خلال زوجته، وفى الحفل استطاعت أن تخلب عقول الرجال بما فيهم صاحب السمو. 

ترتب على ذلك حصول موديست على القلادة كما حصلت أنيا على حظها من الغواية بعد أن أضحت  خليلة السادة، وهنا يقول تشيخوف إن «الشرف مع الفقر أفضل من الغواية مع المال، ونلاحظ هنا أن تشيخو أراد  أن ينتقد الرزائل فى بلاده، ولكن يطريقة غير مباشرة.

في البداية أراد تشيخوف أن يقول إن «الخمر هى أم المصائب هى التى جعلت والد أنيا يبيعها فى سوق النخاسة حين زوجها لرجل ليس جدير بالإحترام، كل مؤهلاته أن يملك مئة ألف روبل فى البنك». أما الرزيلة الثانية فكانت فى طبقة النبلاء الذين يجمعون المال للفقراء بينما هم فى الحقيقة مجموعة من اللصوص والفسدة، وأما الرزيلة الثالثة فكانت فى شهوة السلطة التى جعلت أنيا تبيع جسدها متخلية عن عفتها وكرامتها، ظنا منها أنها أعطت زوجها القواد ما يرنو إليه وهو وسام أو قلادة القديسة آنا، بينما تحصل هى على حريتها، تلك الحرية الزائفة التى جعلت أنيا التى كانت أما لشقيقيها بل ولأبيها السكير تراهما هو فى عربة أحد النبلاء ولا تلتفت إليهم وكأنه وجودهم وعدمهم سواء.