رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب الأهلية في إثيوبيا تشكل خطرًا على استقرار إفريقيا

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد

قال مشروع رصد التهديدات الخطيرة "Critical Threats Project"، التابع لمعهد أمريكان إنتربرايز "American Enterprise Institute"، إن الحرب الأهلية في شمال إثيوبيا آخذة في الانتشار وتشكل خطرًا جسيمًا على استقرار البلاد ومنطقة القرن الأفريقي بأكملها، معتبرا أن الوضع الانساني في تيجراي شمال البلاد "خطير ومخيف للغاية" بسبب انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها قوات آبي أحمد في الإقليم المشتعل. 

ولفت المشروع في تقريره نصف الشهري عن الديناميات الأمنية والسياسية في افريقيا، إلى أن أزمة إثيوبيا تنتشر إلى ما بعد إقليم تيجراي، حيث أمتد الصراع إلى منطقة عفر المجاورة، بعد أسابيع من استعادة قوات تيجراي العاصمة الإقليمية "ميكيلي" من القوات الفيدرالية الإثيوبية.

وأضاف أن الأزمة من شأنها أن تعطل الاقتصاد الإثيوبي بشدة إذا سيطرت قوات تحرير تيجراي على الطرق الرئيسية وخطوط السكك الحديدية في إقليم عفر التي تربط إثيوبيا بالبحر عبر جيبوتي المجاورة، مشيرًا إلى أن الصراع يؤجج بالفعل أزمة إنسانية حادة في شمال إثيوبيا.

خلق فرصة للجماعات الإرهابية في الحصول على موطن قدم في إثيوبيا 

وتابع "من شأن الصراع الواسع النطاق والمستمر في إثيوبيا - موطن ثاني أكبر عدد من السكان في إفريقيا - أن يخلق فرصًا للجماعات الإرهابية، بما في ذلك حركة الشباب الصومالية، التي حاولت وفشلت إلى حد كبير في الحصول على موطئ قدم في إثيوبيا في الماضي"، لافتًا إلى أن الأزمة تأتي في الوقت الذي تشن فيه حركة الشباب هجمات في الصومال وتسعى للاستفادة من الخلل السياسي المستمر في ذلك البلد.

بداية الصراع

وأشار التقرير إلى أن الصراع بدأ لأول مرة عندما تدخلت الحكومة الإثيوبية في تيجراي في نوفمبر 2020، وقلبت قوات تحرير تيجراي مجرى الصراع في أواخر يونيو عندما استعادت العاصمة الإقليمية ميكيلي من القوات الفيدرالية الإثيوبية، وأعلنت الحكومة الإثيوبية في البداية وقف إطلاق النار من جانب واحد أثناء محاولتها قطع الوصول إلى الإقليم المحاصر.

وتابع أنه في 13 يوليو الجاري، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، جميع المواطنين الإثيوبيين إلى الاتحاد ضد قوات تحرير تيجراي ودعم قوات الدفاع الوطني الإثيوبية بجميع الطرق الممكنة، حيث حشدت الحكومة الفيدرالية الإثيوبية جميع قواتها من أربع ولايات إقليمية (أوروميا وسيداما والأمم الجنوبية).

توغل TDF في عفار يمكن أن يهدد البنية التحتية الرئيسية التي تدعم الاقتصاد الإثيوبي. إثيوبيا غير الساحلية تعتمد على السكك الحديدية وخطوط الطرق التي تمر عبر عفار إلى ساحل جيبوتي.

بسبب انتهاكات آبي أحمد...الوضع الإنساني في تيجراي مخيف للغاية

ونوه التقرير الأمريكي إلى أن رئيس الوزراء “آبي” يهتم بتعزيز قدرات وإمكانيات جيشه، بينما يتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها في تيجراي، مشددًا على أن الوضع الإنساني هناك "مخيف للغاية" حيث أبرز تقرير للأمم المتحدة أن قوات الأمن في أمهرة كانت تمنع تدفق الإمدادات الإنسانية في غرب وجنوب الأقليم في أواخر يونيو. 

وأضاف التقرير "تسيطر قوات الدفاع والأمن الآن على الأراضي التي تضم حوالي 75 في المائة من سكان تيجراي، ويعاد فتح الوصول إلى المناطق التي كانت محظورة في السابق، ومع ذلك، فإن الوقود والغذاء والماء والضروريات الصحية الأخري آخذة في النضوب بشكل سريع، ولا يزال أكثر من خمسة ملايين من سكان تيجراي، أي 70 في المائة من السكان، بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة."

وتابع "ستستمر الحرب في تيجراي، ومن المرجح أن يسعى كلا الجانبين إلى دعم خارجي جديد أو إضافي، ويشمل الصراع أيضًا إريتريا ، التي انضمت قواتها إلى القوات الفيدرالية الإثيوبية وتكبدت خسائر في الآونة الأخيرة بالقرب من حدودها".

واختتم التقرير مشددًا على أن الصراع الإثيوبي يسير في "مسار خطير" من شأنه أن يزعزع استقرار البلاد ومنطقة القرن الأفريقي بأكملها.