رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخطر سَبْق صحفى لـ«هيكل» فى حرب فلسطين

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

كان الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل «شاهد حق» على حرب فلسطين، فقد خاض مغامرة كبيرة أثناء تغطيته الأحداث، إذ كان يعمل حينها بمؤسسة «أخبار اليوم»، وذهب إلى فلسطين قبل دخول مصر الحرب بنحو شهرين.

وحسب الكاتب محمود صلاح فى كتابه «حرب فلسطين فى مذكرات جمال عبدالناصر يوميات محمد حسنين هيكل»، فإن الأحداث هناك كانت ساخنة وفى طريقها للانفجار، وكانت العصابات الصهيونية الإرهابية قد بدأت تنفذ بالسلاح مخططها لإرهاب الفلسطينيين العزل البسطاء، وطردهم من قراهم، والاستيلاء على هذه القرى والمدن الفلسطينية واحدة بعد الأخرى.

ومنذ اليوم الأول لسفر هيكل فى هذه المهمة الصحفية الخطيرة، بدأ يرسل إلى أخبار اليوم تحقيقاته الصحفية المثيرة عما يحدث على أرض فلسطين، وكان لهذه التحقيقات أبلغ الأثر على الرأى العام المصرى، رغم أن الصحافة حينها كانت تحت الرقابة، وبعد مرور ٥ سنوات على حرب فلسطين استطاع هيكل أن يسجل يومياته عن هذه الحرب بلا رقيب أو رقابة، ومضى بأسلوبه الأقرب إلى ريشة فنان موهوب فى رسم أدق التفاصيل الصغيرة، ويروى الذكريات قائلًا: «اتبعوا فى هذه الحرب أسلوبًا أخرجته الحرب العالمية الأخيرة من أساليبها، وما أشبه ما حدث فى فلسطين بما حدث فى فرنسا، الضربات السريعة القوية، والطابور الخامس، وسيول المهاجرين الذين يتدفقون نحو الحدود، ويتدافعون فى الطرقات، كل منهم يعمل فوق طاقته لإنقاذ ما تبقى له فى الحياة، وكل منهم له قصة يرويها، قصة مليئة بالخوف والرعب، وكان كل ما يروعه حينها أن الجبهة العربية كانت فى حالة انهيار كامل، وكانت مسئولية هذه الجبهة مشتتة موزعة».

وهذه الصورة التى حصلنا عليها من موقع «ذاكرة مصر المعاصرة» اُلتقطت لـ«هيكل» أثناء تغطيته حرب فلسطين ١٩٤٨، رفقة المصور محمد يوسف، ويتوسطهما أحمد عبدالعزيز، ويعد «هيكل» هو الصحفى العربى الوحيد الذى كشف أسرار حرب فلسطين، ليس فقط أثناء وبعد هذه الحرب، بل قبيل وقوعها أيضًا، وقد لا تكون حرب فلسطين أكثر الحروب والأحداث العالمية التى شهدها «هيكل» من ناحية الإثارة، لكنها بكل تأكيد كانت أهم هذه الأحداث.

وحسب كتاب «حرب فلسطين»، فإن «هيكل» استطاع أن يحقق سبقًا صحفيًا خطيرًا عندما كشف عن محاولات التسليح اليهودية السرية، وشحنات الأسلحة والمهاجرين اليهود، التى كانت تدخل فلسطين عبر البحر فى سرية تامة، وكيف أن اليهود كانوا على استعداد تام لكل شىء فى اليوم الموعود يوم ١٥ مايو ١٩٤٨، وكانوا يدركون أنها أهم معاركهم المصيرية، وأنهم جاهزون تمامًا لها.