رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اعتذار الحريرى.. خبراء يكشفون لـ«الدستور» سيناريوهات «النفق المظلم» فى لبنان

سعد الحريري
سعد الحريري

اعتذر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، أمس الخميس، عن تشكيل الحكومة في لبنان. 

جاء ذلك بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشيل عون.

 

وقال الحريري في كلمة له خلال مؤتمر صحفي بعد انتهاء اجتماعه مع الرئيس اللبناني إن "عون أصر على موقفه واعتذرت عن تشكيل الحكومة". 

 

وأضاف الحريري: "لم نستطع الاتفاق مع الرئيس عون بشأن تشكيلة الحكومة".

 

وتابع: "اعتذرت عن تشكيل الحكومة وكان الله في عون لبنان".

 

وعقب اعتذار الحريري، يدخل لبنان نفقا مظلما مرة أخرى، ويكشف خبراء لبنانيون لـ"الدستور"  أبرز السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

 

قال الدكتور علي دربج أستاذ العلوم السياسة، إن القضية ليست قضية تشكيل حكومة أو عدد الوزراء أو من يسميهم بل هي أزمة نظام. 

 

وتابع دربج في تصريحات خاصة لـ"الدستور": باتت الاأور مشرّعة على جميع الاحتمالات أمنيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا. 

 

وأوضح دربج: أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دخل على خط الأزمة، معربا عن دعم القاهرة للبنان.

 

وأكد دربج: أن الشارع يغلي في لبنان، فيما يواصل الدولار ارتفاعه دون ضوابط، لافتا إلى أن هذا سينعكس على كافة الأمور الحياتية في لبنان، حيث من المرجح أن تتفاقم أزمات الدواء الوقود والكهرباء وغيرها. 

 

وتابع دربج: المشكلة الأكبر أن لا أحد في لبنان يملك حلولا، فجميع أركان السلطة كالعادة ينتظرون الخارج ليقدم لهم الحلول، بالإضافة إلى أن التفكير بحكومة اللون الواحد مصيرها الفشل كما حصل مع حكومة دياب، التي عزلت عربيا ودوليا، وبالتالي لا أتوقع تشكيل حكومة في المدى القريب.

 

وأكد دربج: أن الأزمة ستتفاقم وسنشهد اضطرابات على مستوى الشوارع وفي بعض المناطق إضافة إلى الشحن الطائفي الذي سيزداد ومع تواصل تهاوي قيمة الليرة أمام الدولار سنكون أمام انفجار اجتماعي لن يكون أحد بمنأى عنه إلا إذا تحركت بعض الدول ومدت يد المساعدة للبنان أو أقله حصل توافق إقليمي دولي خصوصا فرنسي، وبالتشاور مع الأطياف الأساسية في لبنان، والاتفاق على شخصية جامعة لتشكيل حكومة تحوز على قبول عربي إقليمي دولي مهتمها معالجة الأوضاع الاجتماعية أو المعيشية، وفي حال لم يحصل ذلك ستبقى حكومة دياب ومعها الأزمات والمشاكل إلى موعد الانتخابات النيابية.

 

من جانبه، قال الخبير في الشأن الدولي والإعلامى اللبنانى طارق عبود، إن لبنان اليوم دخل في مرحلة جديدة، هي نهاية مرحلة الحريرية السياسية وشركائها، التي حكمت البلد على مدى ثلاثة عقود، وأدت سياساتها إلى الانهيار الشامل على المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.


وأضاف عبود فى تصريحات خاصة لـ"الدستور": أن الدول الغربية الداعمة لذلك المشروع، ولتلك المرحلة تقارب الواقع اللبناني بحذر، فهي تريد أن تحافظ على نموذج النظام السياسي والاقتصادي الذي يحقق مصالحها، وهي التي ضغطت من خلاله على الواقع الاقتصادي في لبنان لتطويع المقاومة وليّ ذراعها، في إطار الخطة الواسعة لما سُمّي بحملة الضغط القصوى على محور المقاومة، وهي في الوقت نفسه تعلم أنّ هذا النظام هو الذي أدى الى الانهيار الاقتصادي، وأنها لا تستطيع تسويق الشخصيات نفسها لقيادة المرحلة المقبلة.

 

وحول  البديل خلال الفترة المقبلة، قال عبود: إما سيكون هناك حكومة انتخابات، أو تبقى حكومة حسان دياب تصرّف الأعمال وتشرف على الانتخابات النيابية القادمة في مايو المقبل 2022 .

 

وتابع عبود: من هذا اللحظة إلى حين الانتخابات سيدخل البلد في نفق مظلم ومن المزايدات الانتخابية والمعارك السياسية، وسيستمر الغرب في الضغط على لبنان ومحاصرته ومنع أي مساعدة قد تقدم له.