رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تحصل على السعادة وتبتعد عن الكآبة؟

السعادة
السعادة

ما أكثر ما نرغب فيه في الحياة؟ السعادة بالطبع، أو هكذا نظن جميعًا ولكن في الحقيقة يعاني كثير من الناس من انجذابهم لا شعوريًا للتعاسة وهم عاجزون عن توقع المكان الذي تقودهم إليه أفكارهم وأعمالهم، ومن العجيب أن كثيرًا من الناس يسمحون للتفكير السلبي بالسيطرة على عقولهم مع أنهم يملكون القدرة على تغييره ويرجع ذلك إلى أن عقولهم أصبحت معتادة على الأنماط الفكرية التي تمارس جاذبية مغناطيسية لظروف تشاؤمية إضافية.
في السطور التالية يقدم لنا الكاتب الياباني ريوهو اوكاوا مجموعة من الأنماط العقلية المخربة للذات والتي أطلق عليها اسم متلازمة التعاسة، وإذا كان لدينا أحد هذه الأنماط فهو كفيل بإفساد سعادتنا وعدم استمتاعنا بالحياة:
الأنماط الشائعة لمتلازمة التعاسة: 
 فقدان الحماس: إذا فقدت حماستك فعليك أن تولد حماستك بنفسك، في البداية لا بد أن تفهم لماذافقدت حماسك؟ وعلى الأغلب يكون ذلك نتيجة تكرار لفشل مررت به في حياتك.
من أفضل الطرق لتجديد الحماسة هو أن تضع أهداف بسيطة وواقعية يمكنك تحقيقها بسهولة  فأنت في وضعك الحالي بحاجة إلى تذوق الإحساس بالانجاز وتذكر طعم النجاح.
 الخوف من التعرض للأذى نتيجة تجربة مريرة في الماضي: على سبيل المثال يعتبر الأشخاص الذين عايشوا تجربة انفصال مع عدة شركاء أكثر عرضة لتكوين اعتقاد راسخ أن أي شريك محتمل سيرحل في النهاية، والأشخاص الذين يتعرضون للخيانة يميلون إلى معاناة الألم لفترة من الوقت،إذا وجدت نفسك في أوضاع كهذه أنصحك باستخدام التفكير الإيجابي، ومن الأشياء التي تولد لديك طاقة إيجابية هي إضافة شئ جديد على روتينك اليومي كأن تشتري ربطة عنق جديدة عالية الجودة أو تتناول طعام في أحد المطاعم.
 الشعور بأنه لا أحد يثق بك: من الأسباب الأكثر شيوعاً التي تدفع الناس إلى عدم الثقة بنا هو سلوكنا المخادع أو اعتقاد الناس أننا بوجهين.
• وسبب آخر قد تكون من الأشخاص الذين يبدلون آراءهم وأفكارهم مرارًا وتكرارًا،وإذا كنت من هذا النوع فمن الحكمة أن تفرق بين المسائل المهمة أو الأقل أهمية واحرص على أن تشرح  قراراتك بشأن المسائل المهمة للناس المعنيين أما بالنسبة للمسائل الأقل أهمية فعليك أن تطلع الآخرين على شخصيتك المزاجية وافعل ما بوسعك لكي تشرح للآخرين أنك ميال إلى تغيير آرائك بشكل متكرر لكنك في الأساس شخص حسن الطباع.
• قد تكون عدم ثقة الآخرين سببها عدم الكفاءة في العمل وميلك إلى تكرار الأخطاء عندما يسند اليك عمل ما فيتجنب الناس تكليفك بمهام خوفًا من ارتكابك أخطاء أو إخفاقك في التنفيذ ولكي تعالج هذه المشكلة ادرس أساليب عمل زملائك ورؤسائك المعروفين بكفاءتهم أو اطلب منهم المشورة المباشرة وتجنب إطلاق الوعود الزائفة التي لا تستطيع الوفاء بها وبدلًا من ذلك ركز على ما تستطيع فعله ونفذه بشكل جيد بدلًا من ان تدان على قله كفاءتك.
•  السبب الرابع لعدم ثقة الناس هو عدم الحفاظ على سرية المعلومات فبعض الناس يعجزون عن كبح ألسنتهم ويسربون المعلومات خلال أحاديثهم فإذا كنت من هؤلاء الاشخاص فنصيحتي لك أن تتعلمكيف تحدد المعلومات التي ينبغي أن تبقى خاصة أو طي الكتمان وإن أتاك صديق ما لمناقشة مشكلة شخصية وطلب منك الاحتفاظ بها لنفسك لكنك تشعر أنك قد تبو ح بها بغير قصد فانصحك بتحذير هذا الشخص مسبقًا وتطلب منه ألا يخبرك شيئًا لا ينبغي إطلاع أحد عليه، وإذا كنت تميل إلى الاكثار من الحديث عن أمورك الشخصية وأسرار حياتك فهذا الأمر قد يدفع الناس إلى عدم الوثوق بك وخاصة أنك لست مضطرًا إلى البوح بكل خصوصياتك لبناء صداقات موثوقة، فالصداقات تحتاج إلى درجة معينة من الاحترام المتبادل والمهم دائمًا أن تظهر لأصدقائك صفاتك الإيجابية.
 الحسد: لكي تتغلب على مشاعر الحسد عليك قبول حقيقتين أولهما أن الحسد يشير إلى مكامن اهتمامك فأنت لن تفكر في حسد شخص إلا إذا كان ما يملكه يمثل أمرًا مهمًا بالنسبة لك ، تفهم أن الناس الذين تحسدهم ليسوا أعداءك أو خصومك بل يمثلون ذاتك العليا وأنت في أعماقك تريد أن تكون مثلهم وتنجح على غرارهم ولا يجدر بنا ان نحسد الأشخاص الناجحين أو ننتقص من قيمتهم بل يجب أن ننظر إليهم كقدوة نتعلم منها أسرار النجاح.
 من المصادر الأخرى للتعاسة هي العيوب الجسدية سواء كانت ملحوظة أو غير ملحوظة للآخرين فإن كنت تملك عيبًا جسديًا يمكنك تحسينه بالجهد فابذل هذا الجهد لتحسينه بكل الوسائل الممكنة لكن في معظم الأحيان تكون هذه المساعي عبثية لذا من الأفضل أن تنفق طاقتك على تطوير نقطة قوة تساعدك على تعويض عن احساسك بالنقص،بما أننا لا نستطيع تغيير هذه العيوب الجسدية بعض النظر عن الجهود التي نبذلها في سبيل ذلك فلا جدوى من القلق حيال التعرض للسخرية من الآخرين أو التفكير في كيفية تأثير هذه العيوب على فرصنا في الزواج فالعيوب الجسدية ليست خطأك ولا خطأ أي شخص وكل السنوات التي تمضيها في القلق بشأنها لن تجدي نفعًا والأمر نفسه ينطبق على أولئك الذين فقدوا أحد الأطراف أو المصابين بإعاقة جسدية نتيجة لحادث.
 العثور على شريك حياه أشبه بالعثور على وظيفة ، فحين نبحث عن وظيفة علينا تلبية شروط معينة تتطلبها الشركة من أجل المنصب كالخبرة أو التعليم أو اللياقة البدنية أو  المهارات اللغوية ولا أحد يحصل على عروض عمل جميع الشركات في العالم فبغض النظر عن مدى كفاءتك بعض الشركات لن تجدك مناسبة فالوظيفة عبارة عن تطابق بين العرض والطلب وسواء كنت مدركة لذلك أم لا ، ثمة دائماً شخص يريد توظيفك . 
 فكري في الزواج كفرصة محدودة، فكري بكفاءتك وخلفيتك وأفضل توقيت للزواج واحذري من أمر هام هو رفع مستوى طموحاتك. اعتبري زوجك المستقبلي الشخص الذي يقدم لك الوظيفة والذي سوف يعطيك إحساسًا بالرفاهية لبقية حياتك فإذا تم رفضك من قبل خيارك الأول لا تشعري باليأس واعتبري الأمر ببساطة مثل واحدة من مقابلات العمل العديدة التي يذهب إليها الباحث عن وظيفة معينة، وإذا قال لك صديقك أنه لا يخطط للزواج منك أو رفضت صديقتك عرضك للزواج فقل في نفسك إن الشركة التي أجريت معها المقابلة ليست مناسبة لك، ولا تدع الأمر يزعجك بل انتقل للبحث عن شريك آخر فرفض احدي الشركات لا يعني على الإطلاق أنك غير كفء أو غير مناسب.
 علاقتنا بأبنائنا قد تكون أحد مسببات التعاسة فقد نتوقع منهم مستوى أداء دراسي لا يستطيعون تحقيقه أو مجالات قد لا يرغبون في العمل بها ، على الآباء أن يفكروا بصدق وأن يسألوا انفسهم ما إذا كانوا يعيشون حقًا بطريقة تمثل قدوة لأبنائهم فالأبناء يتعلمون اكثر بالقدوة وليس عن طريق إخبارهم بما يجب فعله أو تأديبهم على أخطائهم كما أن مراقبة سلوك المراهقين بدقة، كقراءة مذكراتهم في الخفاء هي علامة على انعدام الثقة وغالبًا ما تسبب العديد من المشاكل ويجب على الآباء الوثوق دائمًا بابنائهم والحرص على جعلهم يشعرون أنهم موضع ثقة عبر اخبارهم أننا مقتنعون بقدراتهم.
 الميل إلى التفكير بطريقة سلبية يعد من أهم مسببات التعاسة ولكي تتحرر من التفكير السلبي نقدم لك بعض النصائح:
• قلل من مقدار الوقت الذي تمضيه في الانغماس في الأفكار السلبية وكلما دخلت فكرة سلبية عقلك تخلص منها على الفور وكف عن التفكير فيها ومع الممارسة يصبح الأمر سهلًا .
• استيقظ كل صباح وأنت  تشعر بالحماسة للحياة وتتوقع أن تحدث لك أشياء جيدة بانتظارك.
• يعاني معظمنا من الإرهاق وقلة الطاقة نتيجة الإجهاد في العمل وقلة النوم وقلة الرياضة ولكي تعرف ما إذا كنت سعيدًا أم لا ؟ تحقق أنك لا تزال قادرًا على الشعور بالحيوية ليس على المستوى الخارجي فقط بل في داخل أعماقك وإذا وجدت صعوبة في ذلك فأنت بحاجة الى البدء في استعادة حيويتك وحماستك.
• حاول أن ترى الجوانب الرائعة لجميع من حولك وهذا يشير إلى أنكتملك قلب إنسان رائعلديه القدرة على الاحساسبالسعادة.
• اغرس في عقلك أفكارًا إيجابية ،عليك أن تعثر على بذور الفرح ولو عثرتكل يوم على بذرة واحدة فبمرور الوقت ستفتح لك سبل السعادة والنجاح.
• عندما تعتقد أنك موجودفي هذا العالم لخدمة غرض أبعد منك كالمساهمة في إسعاد الآخرين وجعل العالم أفضل ستكون أكثر سعادة.
• علينا أن نبذل الجهد لكي نفتح الأبواب الممكنة أمام أحلامنا وتطلعاتنا إذ يعتبر بذل الجهد الشرط الأساسي لتحقيق أحلامنا وتطلعاتنا،  بالطبع سنواجه طرقًا مسدودة في بعض الأوقات وبعض النظر عن حجم التعب الذي نبذله يعتمد نجاحنا على الوقت الذي سنتمكن فيه من المثابرة والصبر، ومن النادر جدًا الا نكافأ على جهدنا، وإن لم نحصل على المكافأة في حياتنا فأنا على يقين من أن الأجيال القادمة ستعترف بنا على سبيل المثال يحظي بعض الكتاب القدماء والرسامين بتقدير كبير في جميع أنحاء العالم ولكنهم لم يكتسبوا هذه الشهرة إلا بعد وفاتهم.
• يمكننا أن ننظر إلى الحياة على أنها كتاب تحديات علينا التغلب عليها . فنحن نعطى سلسلة من المشاكل لحلها فالحياة ليست سلسلة من الاجابات إذ يفترض بنا أن نتغلب على التحديات بأنفسنا لكي نصبح أقوى لذا ليس مفيدًا بالضرورة أن نطلب من شخص آخر حل مشاكلنا الخاصة.

 النزاعات الصراعات: تعد أحد مسببات التعاسة فعندما نشهد نزاعات في علاقاتنا ، من الجيد دائمًا أن نفكر ما إذا كنا نحن أنفسنا نساهم في هذا النزاع.
 جميعنا نواجه نكسات في الحياة لكنها تشكل أيضًا أوقاتًا لإعادة شحن طاقتنا وبناء وتحسين أنفسنا.
 أحيانًا تكون وظيفتك أحد أسباب معاناتك ولكي تقرر ما إذا كان يجب عليك تغيير وظيفتك ، ابحث في داخلك عن رغبة قوية في ذلك ، أو انظر حولك لترى ما إذ كنت في وضع يجبرك على ترك وظيفتك، وإذا كانت لديك رغبة في ترك وظيفتك وبدء مشروعك الخاص فأعلم أن من بين العديدين الذين يحلمون بترك وظيفتهم يومًا ليصبحوا مستقلين لا ينجح سوى 20% فقط، لذا فالافضل ان تنتبه لما يلي:

 تعتبر الروح الاستقلالية العنصر الأكثر أهمية لنجاح المشروع فامتلاك قوة الإرادة لإنجاز المهمة الصعبة المتمثلة في تأسيس وإدارة مشروع تجاري بمفردك من دون أي مساعدة من الآخرين هو الشرط الأول لتكون صاحب مشروع ناجح.
قد يبدو تأسيس مشروعنا الخاص مثل حلم أصبح حقيقة لكن الأمر يتطلب التزامًا كبيرًا وتصميمًا قويا وحيوية هائلة للنجاح بمفردنا، إذ يظن كثير من العاملين في الشركات خطأ انهم يدينون بانجازاتهم لقدراتهم فقط في حين أنهم يدينون بالكثير للشركة التي يعملون من أجلها لذا من الصعب معرفة مدى قدرتهم على النجاح عندما يعملون بمفردهم فإذا كنا نرغب في اختبار قدراتنا الخاصة عبر استقلالانا في العمل يجب علينا أن نتحلى بالتصميم على فعل كل شئ بمفردنا من دون ان نتوقع الدعم من أي شخص آخر 
 الصفة الثانية هي معرفة قيمة المال: ويمكنك قياس ذلك بالنظر إلى مقدار المال الذي ادخرته خلال السنوات التي كنت موظفًا فيها فإن لم تكن قد نجحت في ادخار ما استطاع زملاؤك في وظائف مشابهة ادخاره في المتوسط فعلى الأرجح أنك ميال للانفاق وهو أمر يعيق نجاح أصحاب المشاريع الجدد والأشخاص الذين يحبون الانفاق يميلون إلى التفاؤل بشأن نجاحهم ويعتقدون أن الحظ سيحالفهم ولكن طريقة التفكير هذه لن تؤدي سوى إلى الفشل.
 الصفة الثالثة : امتلاك شخصية جذابة ومحبوبة وذات طباع جيدة، فإذا كنت شخصًا غير محبوب من زملائك في العمل أو عملائك ومديرك فمن الصعب أن تحظى بنجاح في مشروعك الخاص.
إذا كنت ترغب في بدء مشروع تجاري، اطرح على نفسك الاسئلة التالية
1. هل أملك روح المساعة الذاتية؟ هل أنمصمم على النجاح بجهودي الخاصة؟
2. هل تمكنت من ادخار المال؟هل أملك حسًا قوياً بالمال 
3. هل أتمتع بشخصية محببة تجذب اللآخرين؟ هل أنا من الأشخاص الذين يقدمون الدعم والمساعدة في الحالات الطارئة؟
إذا كانت جميع اجاباتك على هذه الاسئلة " نعم" فأنت تملك فرصة جيدة لتصبح واحدة من خمسة اشخاص سيحققون النجاح في تأسيس مشاريعهم الخاصة أما إن كانت إجاباتك بلا على اثنين أو ثلاثة منها فأوصيك أن تحافظ على وظيفتك الحالية أو تبحث عن وظيفة في شركة أخرى.

نصائح لمن يرغب في جمع الثروة
 يجب ألا تنفق أكثر مما تكسب .
 تعلم أن تدخر جزءًا من دخلك مهما كان صغيرًا
 جرب أشياء جديدة لتحسين عملك 
 تخلص من رغبتك اللاواعية في الفقر والمعاناة 
 القدرة على موزانة الايرادات والنفقات سر الإدارة الجيدة


ثلاثة أسرار لتحسين مستقبلنا :
يمكننا أن نفتح أبواب مستقبل جديد وأكثر إشراقا من خلال اتباع هذه الاسرار الثلاثة:
• الأول يتمثل في النظر باستمرار داخل عقلك وتصحيح الأخطاء التي تجدها . إذا وجدت أفكارًا خاطئة ، اطلب الغفران وصححها فورًا ،لا يمكننا نحن البشر تجنب ارتكاب الأخطاء لكن ليس المهم تجنبها بل تصحيح تلك التي نرتكبها .
• الثاني عندما تعتنق أفكار حب الآخرين وتتمنى جلب السعادة لكثير من الناس ، خلال حياة الانسان قد يظهر خصوم يعرقلونه لكن الأعوان يظهرون أيضًا لمساعدته.
• الثالث الاعتقاد أن الكائنات البشرية جيدة في جوهرها فالاعتقاد أن الطبيعة البشرية شريرة في الأساس لن يساعدنا على جعل العالم أفضل بل سيقودنا إلى حياة بائسة ولذا فالاقتناع بطيبة النفس البشرية يعد أساسًا لجلب الحظ السعيد الى حياتنا وجعل العالم مثاليًا.