رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإصابة بالسكر والتعرض للاغتيال».. أزمات فى حياة نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

كان ثروت أباظة يعتبر نجيب محفوظ أستاذه ويعده رائدًا في فن الرواية، ولم يترك حرفًا إلا وقرأه عن صاحب نوبل بإعجاب، وكان "أباظة" يذهب للقاء محفوظ كل يوم خميس في منزله، ثم يتوجهان لمقهى في العباسية للقاء الفنان أحمد مظهر، حسبما جاء في كتاب "زوجي ثروت أباظة" لعفاف عزيز أباظة.

 

في الحادية عشرة وأربعين دقيقة من صباح 16 أكتوبر 1994، التقى الكاتب ثروت أباظة وقت رئاسته لاتحاد أدباء مصر بأديب نوبل نجيب محفوظ في غرفة العناية المركزة.

 

أجهش ثروت أباظة بالبكاء، وتحشرجت في حَلْقه الكلمات، فضحك نجيب محفوظ قائلًا:"أنت جاي تطمّن عليا ولا أنا اللي حاطمّن عليك".

 

كانت محاولة الاعتداء على أديب نوبل نجيب محفوظ من الجماعات المتطرفة لها وقعها السيىء على ثروت أباظة الذي قال لجريدة "الأهرام" 1994: "كانت لحظة الاعتداء كارثة بالنسبة لي، بيني وبين نجيب محفوظ أخوة عمر وعشرة صداقة حميمية عمرها نصف قرن، ولكنني أقسم أننا سنظل وراء الإرهاب، ونعمل بكل ما نكلمه على مهاجمة الكفار الملحدين المتسترين وراء الدين، فمحاولة طعن نجيب محفوظ طعنة موجهة لكتّاب ومُفكري مصر ولن نتخلى عن موقفنا للقضاء على جذور الإرهاب، سيشفى نجيب وستبرأ مصر قريبا من الإرهاب".

 

وقفت زوجة الأديب نجيب محفوظ، وابنة شقيقه لتوزيع الشيكولاته احتفالًا بنجاته من الطعنة الغادرة، ووقف ثروت أباظة باكيًا، إلا أن نجيب محفوظ طلب نظارته وسماعته ومشطه وابتسم قائلًا لصديق عمره قائلًا:"هو أنت جاي تعيط هنا، هو أنت اللي انضربت، أنا كويس، أنا خرجت من منزلي الأول إلى منزلي الثاني مستشفى الشرطة".

 

الإصابة بالسكر 

تعرض الأديب الكبير نجيب محفوظ في حياته لعدد من السرقات الأدبية وغير الأدبية، فقالت ابنته "أم كلثوم" في حوار صحفي لها، إن والدتها اكتشفت أن هناك شخصًا كان يسرق نقود الوالد في آخر أيامه، عندما كان مرهقًا لا يقدر على الحركة بشكل جيد، ما أتاح لهذا الشخص أن يستولي على أمواله من المنزل أثناء وجوده، أو عندما يخرجون إلى أحد الأماكن، وهو ما أكده لنا عدد ممن شاهدوا وقائع بأعينهم، وأنهم تحدثوا مع والدهم بهذا الشأن لكنه استبعد حدوث ذلك، وأنه ظل حتى توفاه الله مستبعدًا حدوث ذلك، ولكنهم تأكدوا تمامًا بعد ذلك من الجريمة.

 

كما تسبب عملية النصب على الأديب الكبير في إصابته بمرض السكر، في فترة الأربعينات من عمره، حسبما قالت ابنته "أم كلثوم" لـ"الدستور"، فبعدما حصل نجيب محفوظ على إحدى الجوائز الأدبية، وكانت قيمتها المالية كبيرة وقتها، ففكر في شراء قطعة أرض لبنائها على كورنيش المعادي، وبالفعل اشترى من إحدى شركات الاستثمار قطعة الأرض بكل أموال هذه الجائزة، وعندما ذهب ليتسلمها من مقر الشركة، وجد المقر مغلقا بالكامل، واختفى أصحاب هذه الشركة، وذهبت كل هذه الأموال هباءً، وحزن عليها نجيب محفوظ حزنًا شديدًا، مما أصابه بمرض السكر الذي لازمه حتى وفاته.

 

كما صرحت ابنته، أن كل الوثائق والمخطوطات التي تركها والدها في منزل العباسية القديم، سرقت بالكامل، ولم يترك منها أي شيء، ولم يتبق من كتابات والدها إلا ما هو موجود بمنزله بالعجوزة الذي انتقل إليه في إحدى فترات حياته.