رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المجلات القبطية» لـ روبير الفارس يشارك في معرض الكتاب 2021

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يقدم الكاتب روبير الفارس في كتابه "المجلات القبطية - دراسة تاريخية ومختارات"٬ الصادر عن دار روافد للنشر والتوزيع٬ ويشارك به في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب٬ إطلالة ورصد توثيقي تاريخي لأهم المجلات القبطية التي ظهرت في مصر. 

ويتناول في الفصل الأول تحت عنوان "مدخل إلى الصحافة القبطية"، في مدخل مهم تمهيدًا لذلك كتب الفارس جدولًا بستة وسبعين مجلة وجريدة قبطية بيَّن فيه الاسم، وتاريخ الإصدار، وجهة الإصدار، ثم تناول دور المشرِّع المصري في التشريع لملكية وإصدار الصحف، وفرَّق كذلك بين نظامي الترخيص والإخطار المقيد.

وذكر الفارس أنها: "وفقًا للمُلابسات، حيث استمر العمل بنظام الترخيص الحكومي من عام 1881 حتى عام 1931 ليحل محله الإخطار المقيد حتى صدور قانون تنظيم الصحافة رقم 156 لسنة 1960 الذي أعاد نظام الترخيص مرة أخرى، وإن تعددت السلطات المانحة له بدءًا بالاتحاد القومي، ثم الاتحاد الاشتراكي والمجلس الأعلى للصحافة، وانتهاءً بمجلس الوزراء الذي منح مؤخرًا سلطة الترخيص للشركات المساهمة الصحفية".

وذكر كذلك أن المجلات الدينية القبطية تحتاج إلى نوعين من الموافقات، حيث كان لا بد من استصدار موافقة من القيادة الدينية سواء البطريركية أو المطرانية وإصدار طرس البركة (أي فرمان أو خطاب مباركة والتصريح بالعمل)، ومثل ذلك صدر من البطريركية للأرشدياكون حبيب جرجس لعمل مجلة الكرمة 1904م، وأيضًا من الأنبا توماس للقس منسي يوحنا لعمل مجلة الفردوس 1926م، وتنوع القائمون على الإصدار من جمعيات وكنائس وأفراد من أساقفة وكهنة وشمامسة وعلمانيين وكذلك النساء، اللواتي أصدرن مجلات وبعضهن قامت المجلات على أكتافهن من خلال مقالاتهن أو دراساتهن أو إسهاماتهن المادية.

كما أشارت الدراسة إلي أن المجلات القبطية تنوعت في مضامينها وأهدافها بين المجلات الإصلاحية، والأدبية، والسياسية، والاجتماعية، والنسائية، ولم تغفل الصحافة القبطية السياسية والإعلامية والطبية، وكذلك الجغرافية، وإن كان في الحقيقة أن المجلات الدينية الروحية لم تخلُ إطلاقًا من المقالات التاريخية والأدبية والاجتماعية، وكذلك السياسية وغيرها، حيث كانت مجلاتنا القبطية أيًّا كانت ينشر فيها العديد من تقاريظ الكُتب الصادرة، وقد أعددت ثبتًا لذلك من خلال مجلة الكرمة الغراء، والكتب التي قُرِّظت في السبعة عشر مجلدًا.


ويتناول الفارس كذلك سرد وعرْض مواقف وأحداث خاصة ببعض المجلات القبطية وتأثير القرارات السياسية والدينية في المضمون والأهداف أحيانًا وفي خط سير المجلة أحيانًا أخرى، وكذلك مصادرة بعض الأعداد من بعض المجلات أو غلقها نهائيًّا.

 

كما يتناول الكتاب مشاكل التوزيع من حيث اقتصارها على الاشتراكات، وهذا مثل مجلة مرقس، ورسالة المحبة، ومجلتي مدارس الأحد، إما عن طريق التوزيع في قلة صغيرة من مكتبات الكنائس، وهذا لا ينطبق إلا على مجلة الكرازة وجريدة وطني، وإما مع باعة الصحف، وهذا لا ينطبق إلا على جريدة وطني، ولكن لم تذكر الدراسة أن توزيع المجلات القبطية في بعض الأحيان يخضع لهوى موزع البريد، وأيضًا لهوى مسئولي المكتبات في الكنائس بل لهوى بعض الكهنة والخدام، مما يؤثر سلبًا في توزيع تلك المجلات.

 المجلات القبطية غير الأرثوذكسية

لم تقتصر دراسة الفارس على المجلات القبطية الخاصة بالكنيسة الأرثوذكسية، وإن كانت تحتل النسبة الأكبر من الصحف والمجلات القبطية وتتجاوز الـ85% تقريبًا منها، ولكن لا يمكن بالفعل إغفال الصحف والمجلات القبطية الكاثوليكية والبروتستانتية، والتي جاءت في الكتاب باسم الإنجيلية؛ ولذلك جاءت الدراسة التوثيقية التي للأب إسطفانوس دانيال راعي الكاثوليك بطهطا عن الدوريات القبطية الكاثوليكية تحت عنوان: "المجلات القبطية الكاثوليكية (1899-1949)"، والتي صدرها بمقدمة أُغرق فيها عن المطابع وجهود مطبعة مجمع انتشار الإيمان بروما (البروباجندا)، والمطابع الأجنبية، ثم بعد قرابة منتصف المقال يبدأ بالكلام عن الدوريات الكاثوليكية حسب تاريخ تأسيسها، بدأها بمجلة "الأسد المرقسي"، تبعها بصحيفة الأقباط الكاثوليك، ثم مجلة الصلاح، ثم صديق الكاهن.

جاء ذلك بجانب ذكر عابر لأربع مجلات أخرى في مجال النشاط الصحفي للكاثوليك في مصر، ثم عرض لدراسة توثيقية للدكتور القس عيد صلاح راعي الكنيسة الإنجيلية بعين شمس القاهرة عن الصحافة الإنجيليَّة وهو باحث قدير وعضو لجنة أصدقاء التراث العربي المسيحي، إضافة لروحه التقوية والبحثية، فقد تحدث فيها عن الصحافة البروتستانتية، ولكن مما يُؤخذ عليها أنها أفردت للكلام عن الصحافة الإنجيلية فقط دون الصحافة البروتستانتية في مجملها، تحدث فيها عن الصحافة الإنجيليَّة في مصر وتاريخها الطويل.

كما ذكر تاريخ صدور "النشرة الإنجيليَّة المصريَّة" في سبتمبر 1864، وكان هذا هو التاريخ الفعلي لبدء الصحافة الإنجيليَّة في مصر، وعلى نسقها صدرت "النشرة الأسبوعيَّة" في بيروت في عام 1865م، وتحدث عن التكوين والمصادر التاريخية، ثم تحدث بإسهاب عن مجلة المرشد، ومجلة الهدى، أورد افتتاحية مجلة الهدى، وكيفية الاعتماد على الصحافة بوصفها مصدرًا من مصادر التاريخ، وكذلك اعتبارها المجلة الرسمية للكنيسة الإنجيلية ودورها الصحفي.

وفي الفصل الثاني من كتابه "المجلات القبطية - دراسة تاريخية ومختارات"٬ يتناول باقة من بين الموضوعات العديدة التي اطلع عليها الكاتب في المجلات القبطية، ولقد برع الفارس في هذا الفصل في اختيار كنوز قبطية ومختارات ومقالات من مجلات قبطية أو المجلات المسيحية في مصر، وبدءًا من ذكر بعض الافتتاحيات لأعداد أولى من بعض المجلات، منها: مجلة مدارس الأحد القبطية الأرثوذكسية، وكذلك مجلة الأقباط الكاثوليك، وكذلك مجلة الهدى للأقباط الإنجيليين، ثم مختارات من عدة مجلات جاءت نسبة المقالات المأخوذة من المجلات الأرثوذكسية 87.87% من المقالات، وعددها تسع وعشرون مقالًا، وهذا قد يتناسب بعض الشيء مع عدد المجلات التي أصدروها من مجلات: العائلة القبطية، واليقظة، ومدارس الأحد، ونهضة الكنائس، ومرقس، احتلت مقالات المجلات الكاثوليكية 6.06%؛ مقالان من مجلة كاثوليكية، وهي مجلة صديق الكاهن، واحتلت مقالات المجلات البروتستانتية 6.06%؛ مقالان من مجلة الشرق والغرب.

وتنوعت المختارات ما بين تاريخ وأدب وفن وأخبار عامة، لقد جاءت الاختيارات مُعبِّرة عن مجالات قد تفتقر إليها بعض المجلات اليوم، وإن كانت ترد، ولكن ليست بقوة تلك المقالات المختارة: ففي التاريخ القبطي 
من مجلة اليقظة: رجال القبط العظام كيرلس أبو الإصلاح القبطي؛ عبادة الحية في التاريخ، ومن مجلة نهضة الكنائس اجتماع بالقصر البطريركي، ومن مجلة صديق الكاهن أوريجانوس، ومن مجلة مرقس: عيد أنبا شنودة رئيس المتوحدين، الأنبا أنداروس، القديس مكاريوس الكبير للبابا شنودة، في عيد أبو مقار للأب متى المسكين؛ ومن مجلة مدارس الأحد: كيف أسهمت المدارس القبطية في خدمة التعليم الديني؛ الكنيسة في مائة عام المجلس الملِّي؛ مدرسة الأقباط الكبرى والتعليم في مصر الحديثة.

وفي أدب الحرب: من مجلة مرقس: اختبارات جندي مسيحي في حرب أكتوبر 1973. من مجلة الشرق والغرب: الأدب المسيحي في نظر أديبة فلسطينية، من مجلة صديق الكاهن: النتاج الفكري المسيحي في مصر، من مجلة مرقس: مدرستان للتفسير في الإسكندرية وأنطاكية، ومن مجلة مدارس الأحد: قبطيات، كنيسة الغد،  تراثنا القبطي، خطوات على طريق الفكر القبطي.

في العائلة والأسرة٬ مقالات من مجلة اليقظة: الأخلاق، المدنية الحديثة والدين. وفي الرواية والقصص القصيرة:من مجلة اليقظة: المشعوذ، اعتراف، إلهي رجائي، ليلة الميلاد، من مجلة مرقس: توبة فيلسوف. 

عن الدور البارز للكنيسة القبطية في الفكر وفي أفريقيا: من مجلة مدارس الأحد: كيف أسهمت المدارس القبطية في خدمة التعليم الديني؟ تقويم وأمل في لقاء مع البابا شنودة، الأصالة المصرية للكنيسة القبطية، ليس حب أعظم من هذا، الكنيسة والتفرقة العنصرية في أفريقيا جنوبي الصحراء. وفي التفسير: تفسير أبانا الذي في السماوات أهم صلاة مسيحية.

استطاع الكاتب أن يعبر بنا في لمحة مهمة عن الصحافة القبطية مما يوضح دورها في الحياة الروحية والتقوية من جانب والثقافية والتاريخية من جانب آخر.

كذلك استطاع الباحث جمع نحو50 مقالًا من كنوز المجلات القبطية وتقديمها لجمهور القراء بدلًا مما كانت قاصرة على القراء الأقباط فقط، وتنوعت المختارات من باقة منتقاة للعلوم والمعارف والآداب المسيحية والقبطية.

أفرد الكاتب جانبًا مهمًّا من الصحافة القبطية الأرثوذكسية والحث على دراستها، أيضًا لم يغفل دور الصحف القبطية الكاثوليكية والبروتستانتية.