رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشهيد المنسي.. أسطورة بطل لا يُنسى

أحمد منسي
أحمد منسي

بمجرد أن تسمع اسم "منسي"، سرعان ما يوجهك ذهنك لتذكر أحداث موقعة البرث والتي مازالت خالدة في قلوب المصريين رغم مرور 4 سنوات، بل يتعلقون بها بشكل أكبر كلما مر الوقت وبالأخص حين تم عرضها في المسلسل الرمضاني "الاختيار"، والذي أيقظ الروح الوطنية من جديد، وجعل الشعب بأكمله يردد اسم "منسي".

إنجازات الشهيد أحمد منسي، كانت تتحدث عنه طوال الوقت، فقد تم تصنيفه من بين أقوى 100 قائد كتيبة صاعقة على مستوى العالم، نظرًا لكفاءته القتالية دون ترك موقعه، وهذا ما حدث في آخر معركة له حين رفض إسعافه وإنقاذه حتى لا يترك رجاله وأرضه دون قائد.

في السطور التالية نبرز كيف تم تخليد اسم الشهيد خلال السنوات الأخيرة، بداية من وضع اسمه على المدارس، وتعلق الأطفال بذكراه منذ مشاهدة قصته في العمل الدرامي، وصولًا لحفر جداريات تحمل صورته بالزي العسكري.

وُلد الشهيد "منسي" في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1988، والتحق بالكلية الحربية، وتخرج ضمن الدفعة ( 92 ) حربية ظابطًا بوحدات الصاعقة، وخدم الشهيد في الوحدة ( 999 ) قتال، وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستشكافية عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.

حصل على ماجستير العلوم العسكرية ( دورة أركان حرب ) من كلية القادة والأركان عام 2013، وتم اختياره خلال مسيرته الناصعة للعمل كملحق إداري بالملحقية العسكرية بدولة باكستان، ثم تولى قيادة الكتيبة (103) صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016.

استطاع "المنسي" إحباط 125 عملية ارهابية في سيناء، وحافظ علي حياة اكثر من 600 جندي خلال 4 شهور فقط، وكان قائدًا للمجموعه التي اقتحمت جبل الحلال قبل تطهيره ب 14 يوم، وقام برصد جميع تحركات واتصالات الجماعات المسلحة.

لم تقف إنجازاته عند الخدمة العسكرية فقط، بل كان شخصًا نادرًا الجميع يحبه ويتعلق به لمجرد سماع إسمه، لم يبغضه سوى الإرهابيين الذي وضعوا مبلغ قيمته مليون دولار لمن يستطيع قتله، نظرًا لما حققه من مداهمات ناجحة تمكن من خلالها القبض على أشرس عناصر التكفريين.

اُستشهد البطل أحمد المنسي في المعركة الشهيرة "موقعة البرث"، لكن إسمه لم يُنسى حتى يومنا هذا، فهو بيننا في أي مكان نتوجه إليه، نرى إسمه على لوحات المدارس، والرسومات الجدارية في معظم محافظات مصر.

ففي محافظة الشرقية، توجد مدرسة الشهيد العقيد أركان حرب "أحمد صابر المنسي" التجريبية للغات بالعاشر من رمضان، وكذلك في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية تم تغيير إسم إحدى المدارس الحكومية إلى إسم الشهيد أحمد منسي.

وفي الذكرى الرابعة لاستشهاده، تم تشييد صرحًا خيريًا يحمل إسم الشهيد، عبارة عن مركز ثقافي، يهدف إلى نشر الوعي بين المواطنين، كما ينوي أصدقاء ومحبي الشهيد المساهمة في بناء مسجد والصلاة فيه خلال شهر رمضان المقبل.