رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تطهير عرقي وجرائم حرب».. أزمات الداخل الأثيوبي تكشف غرض بناء سد النهضة

سد النهضة
سد النهضة

وضعت الانتهاكات التي يشهدها إقليم تيجراي الإثيوبي منذ شهر نوفمبر الماضي، حكومة آبي أحمد في مأزق حقيقي قبيل الانتخابات العامة المقررة في 21 يونيو الجاري، خاصة في ظل الإجراءات المتشددة والعقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس بايدن على المسؤولين الإثيوبيين والإريتريين وعلى رأسها ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بفرض قيود على تأشيرات الدخول تستهدف أي مسؤولين حكوميين إثيوبيين أو إريتريين حاليين أو سابقين، أو أفراد من قوات الأمن، أو أفراد آخرين مسؤولين أو متواطئين في عرقلة حل الأزمة في تيجراي.

وفي السياق، قال الكاتب والباحث السياسي المتخصص فى الشئون الدولية جمال رائف، إن الاخفاق الاقتصادي الإثيوبي غير المسبوق وفشل فكرة تسويق سد النهضة كونه المنقذ التنموي مع إدراك الداخل الأثيوبي حقيقة فشل المشروع، الذي لن يفيد أديس أبابا تنمويا سواء على صعيد توليد الكهرباء لأنها لا تمتلك من الأساس شبكة توزيع للكهرباء المنتجة من السد وتوصيلها للأقاليم المختلفة، وكان من المزمع أن يتم إنشاء تلك الشبكة والانتهاء منها بحلول 2024 إلا ان تدهور الأوضاع في الداخل حال بين إمكانية الحكومة الأثيوبية وتنفيذ المشروع.

وأضاف «رائف» في تصريحات لـ«الدستور» أن هناك أزمات آخرى مثلا على صعيد الزراعة في المنطقة الحدودية المتاخمة للسودان ولا تصلح للزراعة وبالتالي العوائد الاقتصادية من هذا القطاع صفرية، وهي الأسباب التي جعلت الداخل الأثيوبي يدرك أن أبي أحمد كان ينشأ هذا السد بغرض تصدير الكهرباء إلى الخارج وهو الأمر أيضا الذي لم يعد مربحا مع ظهور بدائل تصديرية أخرى في المنطقة.

وتابع: «أبي أحمد فشل بشكل قاطع في إدارة شؤن أثيوبيا السياسية والاقتصادية منذ توليه الحكم وهو الأمر الذي دفعه لاختلاق الأزمات الإقليمية في محاولة يائسة لحشد الرأى العام الأثيوبي وراء خدعة العدو الخارجي بما يضمن له البقاء في الحكم وهو ما فشل فيه خلال الفترة الماضية مما أدى إلى اشتعال الموقف بإقليم أوروميا عقب اعتقاله للمعارض جوهر محمد ومحاربة المعارضة بشكل واضح مما أدى إلى صراع كبير داخل هذا الأقليم، ارتكب خلالها أبي أحمد ما يصل إلى جرائم حرب لشعب الأوروميو ثم تصاعد الموقف في الداخل الأثيوبي، وانتقلت الفوضى إلى أقاليم أخرى عقب عرقلة أبي أحمد للمسار الديموقراطي وتأجيل الانتخابات بحجة جائحة كورونا مما جعل غضب إقليم تيجراي يتصاعد، حيث أصروا على إجراء انتخابات، الأمر الذي قوبل بشن حرب ضدهم في محاولة لإحداث تطهير عرقي انتهت بهزيمة الجيش الأثيوبي وأسر آلاف من الجنود وخسائر في العتاد والمعدات».