رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث سياسي: «سد النهضة» ورقة آبي أحمد الأخيرة لتغطية جرائمه

الباحث محمود سلامة
الباحث محمود سلامة

قال محمود سلامة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن إدارة آبي أحمد مازالت تستخدم ورقة "سد النهضة" للفت الانتباه عن انقسامات الداخل الإثيوبي وجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإثيوبية الإريترية في إقليم التيجراي، مشيرا إلى أنه لم يمضِ أسبوع واحد على جلسة مجلس الأمن التي عُقدت بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة الأوضاع الإنسانية الكارثية في إقليم التيجراي، إلا وخرجت علينا الإدارة الإثيوبية بخطاب رسمي يخطرنا ببدء الملء الثاني لخزان السد، والذي لن يتجاوز أربعة مليارات متر مكعب زيادة عن مخزون العام الماضي.

وتابع في تصريحات لـ«الدستور»، أنه يبدو أن سيطرة جبهة تحرير التيجراي على الإقليم من جديد، وقتل وأسر الآلاف من جنود الجيش الإثيوبي أربكت حسابات آبي أحمد، مؤكدا أنه بعد أن تصور أنه أمسك بزمام الأمور وقضى على أقوى جبهات معارضيه، وجد نفسه في موقف صعب بعد عودتهم من جديد وهروب الإدارة التي عينها لإدارة الإقليم، ولم يتوقف الأمر عند فقدان السيطرة على "تيجراي"، ولكن قد يمتد إلى حرب جديدة مع الجارة التي لم يمر على اتفاق السلام معها أكثر من عامين، أو صراع دموي بين قوميتي الأمهرة والتيجراي، حيث أكد قائد جبهة تحرير التيجراي على نيته الذهاب إلى "أمهرة" و"إريتريا" إذا تطلب الأمر للحفاظ على أمن إقليمه.

وفي ظل تلك التطورات الداخلية، وضغط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإلقاء مزيد من الضوء على ما ارتكبه رئيس الوزراء وحكومته من انتهاكات بحق مواطني التيجراي وموظفي الإغاثة الدوليين، أوضح الباحث أنه لم يجد آبي أحمد مفراً سوى لفت الانتباه لقضية أكبر وذات بعد دولي، وهي قضية سد النهضة، التي أقنع شعبه من خلالها أن مصر هي العدو الذي يقف عائقاً أمام التنمية التي ينشدونها، وبالتالي يمكن أن يحافظ على تماسك هذه العرقيات المتصارعة بعد ظهور دعوات للانفصال عن إثيوبيا بسبب تردي الأوضاع والسماح للإريتريين بالدخول إلى أراضيهم واحتلالها.

وتابع تصريحاته أن رئيس الوزراء الإثيوبي يدرك أن الصراع مع مصر والسودان سيحظى بأهمية أكبر عند الدول الكبرى ومجلس الأمن بما يضمن عدم محاسبته على ما ارتُكب من جرائم في "تيجراي"، وهو ما لجأ إليه سابقاً عندما اجتاحت التظاهرات إقليم أوروميا وقُتل المئات، حيث اتهم مصر بأنها المدبر لهذه الاحتجاجات، ونجح وقتها في شن حملة اعتقالات موسعة ضد معارضيه سمحت له بخوض الانتخابات الأخيرة دون معارضة تقريباً.