رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

10 % من الأفاعي في مصر سامة.. وخبراء: يجب النظر في توزيع الأمصال على مستشفيات الجمهورية

لدغات الأفاعي
لدغات الأفاعي

تشتهر معظم محافظات الصعيد بقربها من المناطق الجبلية؛ التي تكثر فيها الحشرات والحيوانات والعقارب والثعابين ومع ذلك لا يتوخى الكثير الحذر في التواجد في مثل هذه الاماكن؛ أحمد عبد اللطيف ٣٨ عاماً ذهب مع أصدقائه لاكتشاف هذه المنطقة الجبلية بعد إلحاح أحدأصدقائه بأنها منطقة آمنة وهذه ليست المرة الأولى التي يذهب أليها؛ يحكي أحمد لـ"الدستور" ؛ كنت بالمرحلة الجامعية عندما ذهبت لأول مرة لهذه المنطقة بدافع الاستكشاف والفضول؛ ومرت أول رحلة بسلام وهو ما دفعني لقبول الدعوة الثانية خلال نفس الشهر لزيارة نفس المكان.

 

يستطرد أحمد؛ انطلقت وكأن هذه المنطقة ملكي أصبحت أجلس في كل مكان وأذهب دون ذظر اتفحص كل زاوية من الجبل وفجأة شعرت بعضة في ساقي اليسرى وعندما نظرت وجدته ثعبان؛ وخلال ١٠ دقائق ارتفعت حرارة جسمي وشعرت باقتراب الموت ولكن سرعة نقلي للمستشفى بواسطة أصدقائي وتوافر المصل المضاد للسم هو سبب إنقاذي من الموت المحقق؛ ويقول ظللت سنوات لا أصعد الجبل مرة أخرى حتى قررت خوض التجربة مرة أخرى منذ ثلاث سنوات ولكنها اتسمت بالحذر ولم تستغرق سوى نصف ساعة.

 

الأفاعي السامة بمصر

 

وعن أشهر الأفاعي السامة بمصر وأماكن تواجدها فهناك الكوبرا النوبية : وهي من أنواع الكوبرا البخاخة للسم عند شعورها بتهديد تقوم بالتشريع لإعطاء تحذير كما انها تستطيع بصق السم مما قد يسبب العمى للأشخاص. وتنتشر في حوض نهر النيل تنتشر في الصعيد من أسيوط وجنوبا حتى الحدود وايضا منطقة جبل علبة.

 

الكوبرا المصرية

 

ويؤثر سُم هذا الثعبان على الجهاز العصبى، عند شعورها بتهديد تقوم بالتشريع وينتج سُمّه بوفرة ويرسل سمه من خلال الأنياب اللدغوالعض.

 

وتنتشر في الدلتا وحول حوض نهر النيل وجميع الأراضي الزراعية المرتبطة بنهر النيل والساحل الشمالي.

 

 

وأسماها المصريون أم جنيب وهو ثعبان سام وقاتل وعادة لا يهاجم الإنسان بل يفر عند الإحساس بوجوده ولا يلدغ إلا إذا أحس بالخطر.

 

الصل الأسود أو الكوبرا السوداء

 

من أخطر أنواع الثعابين الموجودة في بر مصر، لونه أسود لامع بالكامل، يعيش في سيناء والمنطقة الحدودية معها من الصحراء الشمالشرقية وحتى طريق القاهرة السويس.

 

الأسود الخبيث أو الأبتر أو الحفار السيناوي

 

ثعبان صغير الحجم يستطيع العض وفمه مغلق وهو الثعبان الوحيد الذي لايمسك باليد لأن أنيابه خارج فمه، من الأنواع السامة جدا والنادر جدا و يعيش في جنوب ووسط سيناء.

 

الأفعى القرعاء

 

هي من الثعابين السامة وسمها دموي وليس عصبى، صياد ماهر لصيد الفرائس حيث انها تتميز بنصب الفخاخ للفرائس فتقوم بدفن نفسهابالرمل وتقوم  بتحريك ذيلها كالدودة لجذب ولإغراء الفريسة وتنتظر حتى تاتى ومن ثم تنقض عليها.

 

توجد في المناطق الرملية في سيناء والساحل الشمالي وجزء كبير من شمال الصحراء الغربية والشرقية وبعض التسجيلات في الواحات حوض نهر النيل في شمال الصعيد.

 

الأفعى المنشارية

 

هي أفعى سامة جدا شبه صحراوية و كثيرا ما تختبئ تحت الصخور وهي من الأنواع السامة جدا.

 

أفعى الأهرام

 

وهي الأفعى الأخطر في مصر وصاحبة أسوأ سمعة ويطلق عليها الحية الغريبة السوداء وتمتلك سم دموى من أخطر سموم الأفاع وتوجد بالمناطق الزراعية بمناطق محددة جنوب الدلتا حتى جنوب القاهرة وفي شمال الصعيد الصحراء الغربية وجبل علبة.

 

يقول سالم عبد الجليل شاب أربعيني من محافظة أسوان: ليس شرطاً أن نذهب للجبل او منطقة نائية للتعرض للدغات العقارب أو الثعابينولكن يمكن أثناء الحياة اليومية وأثناء العمل تشعر بلدغة عقرب أو ثعبان ولكن أغلب هذه اللدغات تكون من ثعابين غير سامة ولكن نصاببنفس أعراض السخونة والرعشة بالجسم؛ فهذه الأفاعي تزحف ببطء شديد بين الحشائش؛ ويساعدها لونها البني والأخضر في التخفيوسط العشب نهارا. ويستحيل رؤية هذه الأفاعي ليلا، وقد يدوس المزارع الذي يعمل في المزارع التي تغمرها المياه أو بين النباتات الكثيفةبرجله إحدى الأفاعي دون أن يدري أو يزعجها. وعندما تشعر هذه الأفاعي بالتهديد، تصبح عدوانية وتضرب الضحية بأنيابها بعشوائية.

 

ويعلق دكتور محمود محمد عمرو مؤسس المركز القومي للسموم ورئيسلجنة السميات بأكاديمية البحث العلمي أن مدة العلاج من لدغات الأفاعي أو العقارب تعتمد في الأساس على نوع الثعبان أو العقرب ولكنها لا تتعدى ٤٨ ساعة حتى يشعر المريض بتحسن في حالته الصحية وغياب الأعراض مثل التشنجات أو غيرها، مضيفاً أن وزارة الصحة توفر نوع واحد فقط من الترياق يسمى "الكومان" وهو مناسب وفعال لأنواع الثعابين والعقارب الموجودة في مصر .

 

وعن مدى نقص الأمصال المضادة للدغات العقارب والثعابين  في مصريقول دكتور محمود لا يمكن أن نقول إنها تشكل أزمة أو خطورة علىصحة المواطنين، خاصة وأن نسبة التعرض لمثل هذه الحوادث ليست بالكثافة مقارنة بدول جنوب أفريقيا، ولكن هناك سوء في توزيع الأمصالعلى مستوى الجمهورية فهي تتوافر بكثرة في المستشفيات المركزية ويندر تواجدها في المناطق الجبلية والمتطرفة التي تتزايد بها احتمالية الإصابة بين المواطنين مثل الوادي الجديد والبحر الاحمر وسيناء وغيرهامن المناطق الحدودية .

 

وأكد أن هذا التقصير قابل للحل ولا يشكل كارثة على المجتمع وذلك بتفعيل منظومة الحكم المحلي بمعنى أن تعمل الوحدة المحلية على توافرهذه الأمصال بالمستشفيات والوحدات الصحية التابعة لها، خاصة وأن الدول تقوم  بدورها في توفيرها بالمجان  مع ضرورة أن تسعىالمستشفيات الحدودية ذاتها في المطالبة بهذه المضادات .

 

وعن مدة العلاج يقول رئيس لجنة السموم أن المصاب قد يتحسن بعد الجرعة الأولى ولا يحتاج لأخرى خلال ٤٨ ساعة الأولى بعد الأصابة، فجسم الإنسان حباه الله بمناعة ربانية مقاومة للسموم  .

 

وأكد أن الشخص الذي يصاب مرة بلدغ ثعبان أو عقرب يكون بذلك قد حصل على مناعة ربانية تقلل من تأثير الإصابة الثانية وهو مانلاحظه  في الرفاعي   الذي قد يحصل على الترياق في المرة الأولى من الأصابة ولا يحصل في الثانية .

 

ونصح عمرو بضرورة رفع الوعي الثقافي للتعامل مع المصابين بلدغات عقارب وثعابين لأنها تشكل ٥٠ ٪؜من العلاج ولا جدوى من معرفة نوع الثعبان بمحاولة الإمساك به، موضحاً أن ١٠٪؜ فقط من الثعابين الموجودة في مصر سامة لذلك لا تشكل خطورة حيث يندر وجودها .

 

دراسة

 

وأشارت مبادرة "سنيكبايت" العالمية غير الربحية، إلى أن نحو 2.7 مليون رجل وامرأة وطفل على مستوى العالم يصابون بإصابات خطيرةجراء التعرض للدغات الأفاعي حيث يصاب نحو 400 ألف شخص سنويا بعجز دائم جراء التعرض للدغات الأفاعي وقد تؤدي لدغة الثعبانالسام إلى إصابة الناجين بعاهات مستديمة.

 

لمواجهة لدغات الأفاعي

 

يقول دكتور محمود أن مواجهة لدغات الأفاعي وإنتاج الأمصال الخاصة بها يكون من خلال استخراج السم من الثعبان وحقن كمية صغيرةمنها في الخيول ثم جمع الأجسام المضادة التي تنتجها أجسامها. وتنقى هذه الأجسام المضادة وتعطى لضحايا اللدغات لإبطال مفعول المواد السامة في أجسامهم؛ وفي بعض الأحيان يحتاج المصاب لجرعات أكبر من المصل .

 

استخدامات سم الأفاعي

 

يستخدم سم الأفاعي في العديد من الأدوية والعقاقير الطبية التي تعالج الكثير من الأمراض المختلفة وأهمها؛ النوبات والسكتات القلبية؛وعلاج إضطرابات المخ؛ وعلاج الأمراض المزمنة وإضطرابات الجهاز العصبي المركزي؛ وكذا علاج السرطانات وعلاج لخفض ضغط الدموالسكري كما يعمل العلماء على استخدام سم الأفاعي كمصدرٍ للمركبات المسكنة للألم كالمورفين وغيره.

 

أرقام

 

ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ 5 ملايين نسمة يتعرّضون، كل عام، للدغات الأفاعي ممّا يؤدي إلى وقوع نحو 2.5 مليون حالة تسمّم سنوياً.

 

تؤدي لدغات الثعابين، كل عام، إلى وقوع ما لا يقلّ عن 100000 حالة وفاة ونحو ثلاثة أضعاف ذلك من حالات بتر الأطرافوغيرها من حالات العجز الدائمة.

 

المزارعون والأطفال هو أشدّ الفئات تضرّراً من لدغات الثعابين. وكثيراً ما يعاني الأطفال من آثار أكثر وخامة، وذلك بسببانخفاض كتلة أجسامهم مقارنة بالبالغين.