رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توتر في فيينا: كيف ترى إسرائيل مباحثات الاتفاق النووي الإيراني؟

منشأة نووية إيرانية
منشأة نووية إيرانية

أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن هناك خلافات كبيرة بين واشنطن وطهران حول تفاصيلالعودة للاتفاق النووي الإيراني، معتبراً أن القرار يعود إلى "القائد الأعلى" الإيراني، علي خامنئي، لكن في الوقت نفسه، في إسرائيل يجدون صعوبة في تقدير ما إذا كانت إيران والدول العظمى قريبة من توقيع اتفاق نووي جديد، أو الاتصالات قريبة من الانهيار وهو ما يعني تقدُّم مشروع طهران نحو إنتاج سلاح نووي متقدم.

مراوغات إيران

رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي قال مؤخراً إن الوكالة تجد صعوبة في التفاوض مع إيران على تمديد الرقابة، وعندما سُئل ما هي فرص أن يمدد الطرفان الاتفاق مرة أُخرى قال: "اعتقد أن هذا أصبح أصعب أكثر فأكثر"، الاتفاق المؤقت يسمح لمراقبي الوكالة الدولية بالوصول إلى الكاميرات التي وُضعت في منشآت إيران النووية، لكن وصولهم إلى المنشآت نفسها أصبح مقلّصاً.

 لقد سمحت إيران باستمرار عمل الكاميرات في المنشآت، لكنها تصر على الاحتفاظ بالأفلام حتى التوصل إلى اتفاق جديد مع الدول العظمى. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية في الشهر الماضي أن طهران ستشارك الوكالة الدولية الأفلام فقط إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي فرضها عليها الرئيس السابق دونالد ترامب.

العقوبات الأمريكية

من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى رفع العقوبات- جزء منها عقوبات شخصية فُرضت على مسؤولين رفيعي المستوى في الحرس الثوري- وعدم استخدامها كأداة ضغط في المفاوضات بين الطرفين، وقال “ظريف” في تغريدة على حسابه على تويتر:"رفْع العقوبات التي فرضها ترامب هو واجب قانوني وأخلاقي وليس أداة للتفاوض"، وأضاف: “هذا لم ينجح مع ترامب ولن ينجح معكم”.

فيما تداولت تقارير إيرانية أنباء حول رفع بعض العقوبات الأمريكية، ولم يأت تأكيد من واشنطن على ذلك، فيما علق "بلينكن" في كلمته في الكونجرس: "مئات العقوبات الأخرى ستبقى سارية المفعول حتى بعد التوقيع، إلى أن تغير إيران سلوكها السيئ".

إسرائيل من جانبها، تتابع عن كثب سير المفاوضات في فيينا، ولديها تقدير بأن معظم الموضوعات الاقتصادية قد اتفق عليها منذ الآن بين الطرفين، والعقوبات التي سترفع ترتبط في معظمها بصناعة النفط. ويتبين من التقارير التي تصل من إيران بأن الايرانيين ضاعفوا في الأشهر الأخيرة إنتاجهم من النفط، وأن العديد من الناقلات حملت وتنتظر فقط الضوء الأخضر كي تتحرك.

تحركات تل أبيب

في هذا التوقيت الحساس لاتفاق مُرتقب، تتحرك إسرائيل في كل اتجاه، وتبذل كل جهد، لتعطيل التحرك الإيراني نحو تصنيع القنبلة.

ووفقا للتقارير الإيرانية، فإن "جهة ما"حاولت أن تخرب في منشأة نووية لديهم على مسافة بضع عشرات الكيلومترات غربي طهران. وهم يدعون بأنه لم يلحق ضرر بالمنشأة، ولكن هكذا أدعوا أيضا بعد التخريب الكبير في المنشأة في نطنز، ثم اعترفوا بالأضرار الجسيمة.

الإيرانيون يعرفون، وكثيرون يعرفون أن إسرائيل، هي من تقف خلف تلك الهجمات، والجميع يعرفون ظليضاً أن هذه التحركات لن توقف البرنامج النووي، ولكنها ستنجح فقط في إبطائه. 

3 سيناريوهات الإسرائيلية

بلورت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ثلاثة تقديرات تتعلق بمستقبل المحادثات حول الاتفاق النووي: بحسب التقدير الأول، إيران معنية بتوقيع الاتفاق، لكنها تريد الانتظار حتى استلام رئيسي منصبه في أغسطس المقبل، كي يكون له الفضل في تنفيذ هذه الخطوة والحصول على شرعية دولية.

التقدير الثاني هو أن الاتصالات بين إيران والدول العظمى أوشكت على الانهيار، إذ سيسبب انتخاب "رئيسي" طرح مطالب متطرفة في المفاوضات لن يرب المجتمع الدولي في الاستجابة لها.

التقدير الثالث، وهو الذي يحظى بتأييد كثيرين، هو يحذر من مناورة تضليل إيرانية، إذ أنه من المتوقع أن تخفف إيران عن قصد وتيرة الاتصالات بالدول العظمى، الأمر الذي يؤدي إلى المراوحة عدة أشهر في المحادثات، خلال تلك الفترة تنوي إيران تسريع جهودها لتحقيق أهداف مهمة في المجال النووي، وستستخدم هذه الإنجازات كأدة ضغط في المفاوضات.

من الجهة الأخرى، فإن احتمال أن يوافق الإيرانيون على التوقيع على اتفاق مرافق يقيد تطوير الصواريخ الباليستية ويوقف تدفق السلاح إلى الميليشيات، بما في ذلك المسيرات المسلحة، إلى فروعها في المنطقة – يقترب من الصفر، وهو ما يعني أن ثمة عقبات أخرى في طريق الاتفاق.