رخا حسن: التعاون الاقتصادي وإعادة إعمار العراق من أولويات القمة الثلاثية في بغداد
أشاد المراقبون وعدد من خبراء الشأن الدبلوماسي، بالقمة الثلاثية التي تُعقد اليوم الأحد، في العاصمة العراقية بغداد بمشاركة كلًا من؛ الرئيس عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وفي هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن القمة الأخيرة بين قادة الدول الثلاث هي القمة الرابعة، بعد انعقاد ثلاث قمم سابقة، مشيرًا إلى أن القمة الأخيرة كان من المقرر عقدها في مارس الماضي، إلا أنه تم تأجيلها عقب حادث القطار الذي وقع في مصر آنذاك، كما تم تأجيلها مرة ثانية بسبب الأحداث التي شهدها الأردن مؤخرًا.
وأضاف لـ «الدستور»، أن من أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة هي التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والمشاركة في عملية إعادة إعمار العراق، وهي عملية مرتبطة بتحقيق الأمن والاستقرار في العراق، فضلًا عن مكافحة الإرهاب والتطرف الذي تعاني منه الدول الثلاث خاصة العراق، ومن ثَمّ، ضرورة التعاون من أجل مواجهة هذا التحدي.
وأوضح السفير رخا أحمد حسن، أن التدخلات الخارجية ستكون على رأس الموضوعات إذ أن العراق من أكثر الدول التي تعاني من التدخل الخارجي سواء من جانب تركيا أو إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى ما طرحه رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، لاستعادة الثقة بين الدول العربية لمواجهة التحديات.
شام جديد
ونوه حسن إلى ما تم طرحه في أغسطس الماضي، حول «شرق جديد» أو «شام الجديد» ستكون نواته مصر والعراق والأردن، للدفع نحو العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي والمحافظة على وحدة الدول وأمنها واستقرارها.
وذكر، أن التدخلات الخارجية في شؤون العراق وارتباط الفصائل والمكونات السياسية العراقية بدول خارج العراق، بالإضافة إلى أمن واستقرار منطقة الخليج، كل هذه عوامل تدفع لمزيد من التعاون المشترك بين الدول الثلاث، إلا أن العراق يحتاج أولًا لاجتياز مرحلة الانتخابات، مؤكدًا أنه إذا تمت الانتخابات في أكتوبر القادم وأسفرت عن نتائج مقبولة وتشكيل حكومة مستقرة سيكون ذلك دفعة قوية نحو مزيد من التعاون، ذلك بالتوازي مع حدوث تقدم في حل الأزمة السرية والأوضاع في ليبيا.
وأكد السفير حسن، أنه كلما اندمج العراق في حاضنته العربية وفي العمل العربي المشترك سواء في منطقة الخليج أو الدول الأخرى، سيكون أكثرة قدرة على مواجهة التحديات، موضحًا أنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، سيكون ذلك بداية في تغير طبيعة العلاقات العربية مع إيران، وبداية لمرحلة جديدة وتحدي أكبر يقوم على المنافسة.
وفيما يخص التعاون الاقتصادي بن الدول الثلاث، أشار السفير رخا أحمد حسن، إلى أن هناك أملًا في تعظيم الاستثمار والتبادل التجاري والمشروعات المشتركة، وهو أمر مرتبط بالاستقرار، مضيفًا: «لا شك أن مصر سيكون لها دور كبير جدًا في إعادة ترميم وإنشاء البنية الأساسية والمرافق العامة سواء محطات الكهرباء والمياه، أو بالنسبة للطرق والكباري أو المطارات»، مؤكدًا أن العراق يحتاج لعملية كبيرة في هذا المجال، فضلًا عن فكرة مشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث.
