رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بكتاب «العشر الأعلى».. مي عادل توثق رحلتها من الانكسار لتسلق قمم الجبال

مي عادل
مي عادل

رحيل الأم كان لحظة الفراق التي ابتعدت فيها مبرمجة الكمبيوتر، ابنة محافظة الفيوم، مي عادل، عن الحياة، وقررت الانزواء بعيدا عن الناس، وبمرور الشهور بدأت تتلاشى معالم كل شئ، ثم اكتشفت عن طريق الصدفة، سر تسلق الجبال التي وجدت بين صخورها نفسها رغم حياتها الصاخبة، لتبدأ في دفن ألم الرحيل بين أحجار تسلقتها عبر سنوات، حتى أصبحت أول فتاة مصرية تتسلق أعلى 10 قمم للجبال في مصر خلال السنوات الأخيرة.

عندما توقفت عن الذهاب للجبال كتبت مي عادل كل شئ، لتعرض رحلتها وما مرت به ، وفي نهاية الكتابة نشرت ما كتبته، عن سقوطها في ألم الفراق، وعودتها مرة أخرى عن طريق تسلق الجبال، ليصدر الكتاب بعنوان «العشر الأعلى»، عن دار مقام للنشر والتوزيع،  للمشاركة في الدورة الـ 52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر إقامته نهاية الشهر الجاري.

 

مي عادل في أثناء تسلق الجبال 

ففيعام 2015 قررت مي عادل تأسيس مكتبة لبيع الكتب في مدينتها الفيوم، يدفعها الطموح في اختراق عالم الثقافة الذي تحبه بعد أن تحطم طموحها في الحصول على درجة الدكتوراه في نظم المعلومات بعد الانتهاء من رسالتها، وبعد دراستها للعلوم السياسية، ومقارنة أديان،  ثم توقف كل ذلك الطموح فجأة برحيل الأم بعد رحلة معاناة مع المرض، عاشتها مي لحظة بلحظة إلى جوار الأم.

 - عزلة شديدة لأكثر من سنتين

وقالت مي لـ "الدستور":"دخلت في عزلة شديدة جدا لأكثر من سنتين تقريبا، وقطعت علاقتي بكل شئ في الحياة، من أول المكتبة للأصحاب للحياة العامة، اختفيت عن الناس، تجربة فراق الأم أصعب تجربة ممكن يمر بيها أي إنسان، ولد أو بنت، مهما كانت قسوة الشخص دا، رحيل الأم يكسر أي حد".

واستكملت:"سافرت الى واحة سيوة بعد ضغط من الأسرة، وهناك شاهدت الشروق من منطقة مرتفعة لأول مرة، فذهبت لتسلق أول جبل في حياتي، وهناك وجدت نفسي"، مضيفة "اكتشفت مع الجبال أن هناك ما يمكن مساعدتي على التخلص الألم، ليس نسيان حزني على الأم، لكن تناسي الحزن وتحويله إلى طاقة دفع تعطيني القدرة على الاستمرار.

غلاف كتاب العشر الأعلى 

من جبل إلى جبل انتقلت مي، في بعض الأوقات كانت تظل بالأيام بين الجبال دون مرافق، هي والدليل فقط، من أجل ذلك مارست الرياضة بشكل محترف حتى يتمكن جسمها الذي كان ضعيفا من تسلق 52 قمة، هم عدد الجبال التي تسلقتها مي حتى الأن، من بينهم أعلى عشر قمم جبال، وهي أول من يتسلقهم في مصر.

  وتابعت مي عادل: "لم تكن ممارستي للرياضة مجرد تمارين عادية، قررت تعلم القفز بالمظلات من الطائرات حتى أبحث عن الخوف و أواجهه لكنه كان دائما ما يبتعد، تسلقت قمم جبال حتى  تجاوزت الـ 2600 متر فوق سطح البحر، ما يعادل ارتفاع برج القاهرة 16 مرة".

و انتهت من تسلق جبال مصر فسافرت إلى تنزانيا، وتسلقت كليمنجارو أعلى قمة في أفريقيا والرابعة من القمم السبع، وتحلم حاليا بتسلق قمة ايفرست، وقبل أن تبدأ رحلتها الجديدة سطرت كتابها، عن الفقد وألمه، عن العزلة، عن الجبال وقوتها، عن الإنسان وضعفه، عن الحلم وتحقيقه، عن السعي،عن العالم من حولنا، في كتابها الأول، الذي قررت أن يتبعه كتب أخرى مستقبلا.