رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاد حنا.. «السادات» حوّلنى من أستاذ جامعى إلى مناضل سیاسی رغم أنفی

ميلاد حنا
ميلاد حنا

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والمفكر السياسي وأستاذ الهندسة الإنشائية ميلاد حنا الذي ولد في نفس اليوم من عام 1924، ورحل في السادس والعشرين من نوفمبر عام 2012، وقد جاء الدور على ميلاد حنا ليروي للصحف الأجنبية- كما نقلها الكاتب عبدالرحمن فهمى في 7 أغسطس 1999 في جريدة "الوفد"- أسرار اعتقالات 5 سبتمبر كشاهد عيان.. فيقول ميلاد حنا إن أنور السادات حولني من أستاذ جامعي أكاديمي إلى مناضل سیاسی رغم أنفی!

يقول ميلاد حنا للصحف الأجنبية: "كنت أستاذًا للهندسة وكان طبيعيًا أن أعرف الطلبة الذين استخدمهم السادات كأداة في محاولة للقضاء على ما تبقى من الناصريين، ورأيت بنفسي كيف كانت السلطات تدعمهم حتى بدأ الوجه الفكري لطلاب في الاتجاه المعاكس، بعد أن كان ميثاق العمل الوطني الذي وضعه عبدالناصر عام 62 هو المرشد، ثم سيطرت شعارات الجماعات الدينية بعد أن راح أصحاب يفرضونها بالقوة كما حدث في جامعتى أسيوط والمنيا، وتوالت الأحداث إلى أن ظهرت جماعة التكفير والهجرة وغيرها من الجماعات". 

وأدت هذه السياسات القائمة إلى مزيد من حمی هذا العنف، والعنف المضاد حتى وصلت المأساة ذروتها في 14 مایو ۱۹۸۰ بحدوث الاشتباكات المعروفة بين الأقباط والمسلمين في بعض المناطق.. وصادف أن يكون هو اليوم الذي صدرت فيه الطبعة الأولى من كتابی "أقباط نعم ولكن مصريون".

ويضيف ميلاد حنا: "كان هذا الكتاب بداية للصدام المباشر بینی وبين السادات، الذي ألقى خطابًا قال فيه ردًا على ما كتبته بأنه لن يسمح بأية زعامة دينية تحاول استغلال الدين لأغراض سياسية وشن في هذا الخطاب هجومًا ضاريًا على البابا شنودة.. وتوالت الأحداث بعد ذلك حينما قمت بإجراء حوارات صحفية أهمها حواری مع "الجارديان" البريطانية، وأذكر أن موسي صبري اتصل بي يومها ليخبرني أن الرئيس السادات تأثر من هذا الحديث بشدة.. ورغم هذا الاتصال قمت في حوار آخر بشن هجوم على وزير الداخلية، وسخرت من أجهزته التي تزور الانتخابات.. وزاد هذا من سخط السادات على شخصي.. ولكن في هذا الوقت تحولت البلاد إلى ساحة لتبادل الاتهامات وانتشار الفوضى!".

يذكر أن الدكتور ميلاد حنا كاتب ومفكر سياسي وأستاذ الهندسة الإنشائية، والذي يعد واحدًا من أبرز الكتاب والمفكرين السياسيين، وكان واحدًا من بين المشاهير الذين شملتهم اعتقالات سبتمبر 1981، قبيل اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مع رموز الحركة الوطنية. 

وحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية جامعة القاهرة عام 1945، وحصل على الدكتوراة في هندسة الإنشاءات من جامعة «سانت أندرو» في أسكتلندا عام 1950، ثم عين معيدًا بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وتدرج في عدة مناصب حتى عُين أستاذًا متفرغًا بهندسة عين شمس عام 1984. 

وألف الراحل العديد من الكتب المهمة، منها: «أريد مسكنًا» (1978)، و«نعم أقباط لكن مصريون» (1980)، و«ذكريات سبتمبرية» (1987)، و«قبول الآخر» (1998). 

كما حصل الراحل على عدة جوائز دولية من بينها: جائزة «فخر مصر» من جمعية المراسلين والصحفيين الأجانب بمصر عام 1998، ووسام «النجم القطبي الذي لا يخبو» بدرجة كوماندوز، من ملك السويد عام 1998، وجائزة «سيمون بوليفار» من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» عام 1998، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1999. كان أيضًا عضوًا في المجلس الأعلى للثقافة المصري. توفى عن عمر يناهز 88 عامًا.