رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. ماذا قال صلاح أبو سيف عن المرأة في المناطق الشعبية؟

صلاح أبو سيف
صلاح أبو سيف

تحل اليوم، الثلاثاء، الثاني والعشرين من يونيو، ذكرى رحيل المخرج الكبير صلاح أبو سيف رائد الواقعية في السينما، وفي مذكراته التى صاغها الكاتب الصحفي عادل حمودة وصدرت مؤخرا عن دار ريشة للنشر والتوزيع، يستعيد “أبو سيف" ذكرياته مع وكالة الصوف والبنات اللائي كن يراقبهن، كما تحدث عن المرأة في المناطق الشعبية فيقول: "لا أنسى وكالة الصوف التي كانت تحت منزلنا، ولا أنسى البنات اللائي كن يعملن فيها، كانت أراقب من الشرفة أحاديثهن وأتأملها، ولا أكف عن التصنت، فكانت أحاديثهن لا تدور الا حول الحب والجنس والزواج.. لقد شممت رائحة المرأة مبكرة، ورائحة المرأة في المناطق الشعبية نفاذة، شهية، تفتح المسام، وتجعل الصبي يشعر بالرجولة قبل البلوغ".

ويضيف صلاح أبو سيف في مذكراته: "الجنس في هذه الأحياء هو المحرك الرئيسي للأشخاص، والتعبير عنه يكون بالرمز، بالكلام المستتر الذي يحمل أكثر من معنى، بالاشارات التي تبدو بريئة مثل تعمد سكب مياه الاستحمام أمام البيوت صباح يوم الجمعة. إنه مشهد يستحق التسجيل، حيث يحدث بصورة جماعية من نساء الحارة في وقت واحد تقريباً، من باب الدعاية لفحولة الزوج، فالجنس عند الفقراء والمتعة الممنوحة من السماء والتي لم يسرقها الأثرياء.. هو الشيء الوحيد تقريبأ الذي يملكونه ويؤكدون به وجودهم".

يذكر أن صلاح أبو سيف وُلد في يوم 10 مايو عام 1915م. في بني سويف بمركز الواسطي قرية الحومة، توفي والده باكراً فعاش يتيماً مع والدته التي تولت تربيته بشكل صارم، بعد الانتهاء من الدراسة الابتدائية التحق بمدرسة التجارة المتوسطة، كذلك عمل في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفي نفس الوقت اشتغل بالصحافة الفنية، لينكب على دراسة فروع السينما والعلوم المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق.

عمل أبو سيف لمدة ثلاث سنوات في المحلة من 1933 إلى 1936 وكانت فترة تحصيل مهمة في حياته وقام بهذه الفترة بإخراج بعض المسرحيات لفريق مكون من هواة العاملين بالشركة، وأتيحت له فرصة الالتقاء بالمخرج "نيازي مصطفى" الذي ذهب للمحلة ليحقق فيلماً تسجيلياً عن الشركة، ودهش نيازي مصطفى من ثقافة أبو سيف ودرايته بأصول الفن السينمائي ووعده بأن يعمل على نقله إلى ستوديو مصر.

بدأ صلاح أبو سيف العمل بالمونتاج في ستوديو مصر، ومن ثمَّ أصبح رئيساً لقسم المونتاج بالإستوديو لمدة عشر سنوات، تتلمذ على يده الكثيرون، كذلك التقى في الاستوديو بزوجته فيما بعد "رفيقة أبو جبل" وكمال سليم مخرج فيلم العزيمة. 

في بداية 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما عمل صلاح أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم العزيمة والذي يُعَدُّ الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية. 

في أواخر عام 1939 عاد أبو سيف من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية، وفي 1946 قدم تجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي وكان هذا الفيلم هو دايما في قلبي المقتبس عن الفيلم الأجنبي جسر ووترلو، بطولة عقيلة راتب و عماد حمدي و دولت أبيض.

وفي 1950 عندما عاد صلاح أبو سيف من إيطاليا حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم الصقر بطولة عماد حمدي وسامية جمال و فريد شوقي، تأثر بتيار الواقعية الجديدة في وأصرَّ على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية.

اشترك أبو سيف في كتابة السيناريو لمعظم أفلامه فهو يُعِدُّ كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم،كما أنه عين رئيساً لأول شركة سينمائية قطاع عام في الفترة من 1961 وحتى 1965 وتوفي في 22 يونيو 1996.