رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجاح الموجى.. أخف دم

نجاح الموجى
نجاح الموجى

 

قد يوحى شكله بأنه «رجل غلبان وبسيط على باب الله»، أو أنه لم ينل حظًا وافرًا من التعليم، ولكنه بالعكس، كان يحمل درجة وكيل وزارة، وفنان شديد الموهبة. الحقيقة ما يميز نجاح الموجى عن غيره من الفنانين أن نجاحه كان بمجهوده الشخصى وأفكاره، كان يصنع الدور والشخصية بنفسه، ويضع الإفيهات وملابسها وشكلها وحركاتها ولزماتها بنفسه، لدرجة جعلت صلاح السعدنى يقول: «صنع نجاح الموجى نجوميته من الهواء، لم يكتب له فى بداياته أى أدوار، كان يصنعها بنفسه». 

يحكى نجاح الموجى أن دوره فى مسرحية «المتزوجون» مع سمير غانم كان عبارة عن ١٤ جملة فقط، ولم تكن الشخصية ذات أبعاد، بل كانت هامشية، فقرر مع نفسه أن يبحث عن إفيه، ولزمة تعلق مع الناس، ونجح بالفعل فى ذلك.. وأصبحت شخصية الواد «مزيكا» من أشهر الشخصيات التى قدمها على المسرح. 

عانى نجاح الموجى كثيرًا فى حياته.. لأن المخرجين لم يعتبروه ممثلًا، بل مجرد كاركتر ظريف وكان يشكو دائمًا فى حواراته الصحفية من استهانة المخرجين به، وإسناد الأدوار الصغيرة الكوميدية فقط له، لدرجة أنه صرح فى مرة بأن أحد المخرجين تراجع عن ترشيحه فى أحد الأفلام بحجة أنه ليس ممثلًا.. بل كوميديانًا.. لا يجيد أداء الأدوار ذات البُعد الإنسانى. 

عافر كثيرًا من أجل الوصول وإثبات ذاته، لأنه حسبما قاله كان لا يجيد التودد للمخرجين والمنتجين ولا يذهب لسهرات أو عزومات، أى أنه كان مُقلًا فى علاقاته العامة والاجتماعية.. وهذا له ثمن كبير.. وأثر بشكل مباشر على عمله ونوعية الأدوار التى تسند إليه.

 قال مرة: «تنقصنى مسرحية جيدة.. وسأنافس عادل إمام.. عادل يعرف قدراتى التمثيلية جيدًا منذ دورى معه فى فيلم الحريف.. والجمهور يعرف ذلك أيضًا.. لكنّ المخرجين لم يعرفوا ذلك حتى الآن.. ولم يكتشفونى بعد».