رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته

«ورثته أضاعوا الإرث.. وهذه قصته مع صفعة الريجيسير».. حكايات نجيب الريحاني

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

على الرغم من أن رواية "محدش واخد منها حاجة"، والتي قدمها نجيب الريحاني على المسرح كانت تدور حول الموت والحانوتية والجنازات وخلافه، فإن الريحاني كان يقوم فيها بدور الرجل الذي يتظاهر بالموت والانتقال للحياة الآخرة نزولا على حكم الفن.

ولكنه مع ذلك ولرغبته في الابتعاد عن كل ما يذكره بالموت فلم يكن يقدم هذه الرواية الناجحة إلا في مناسبات متباعدة ولم يكن يخفي خوفه وتبرمه منها كلما اضطر إلى تمثيل دوره فيها.

ولكن خوف الريحاني من الموت ومن مجرد ذكر اسمه لم يحل بينه وبين القبر في سن تعد مبكرة بالنسبة لفنان مثله، قلبه يمتلئ بالشباب، ورأسه تمتلئ بالعبقرية.

ونجيب الريحاني يتحدث عن الموت في أحد مشاهد المسرحية بعد أن ينشر خبر موته الكاذب ويرى بعينيه دموع التماسيح من حوله والتي تذرف على رحيله فيقول:" لو كان الميت يعرف إيه اللي بيحصل في جنازته مكانش مات".

ويتابع:" الحمد لله.. المرة دي جات سليمة، الواحد يبقى يعمل حساب الموت الكبير"، ومات نجيب الريحاني دون أن يعمل حساب الموت الكبير، فبعد وفاته اعترك ورثته على ما تركه من مال فأضاعوه.

كان الريحاني يثق في رجل واحد ثقة عمياء، هذا الرجل هو طلعت حسن، والذي كان مديرا لإدارة فرقة الريحاني، وكان الاخير يستشيره في كل شئ بسبب إخلاصه وتفانيه في خدمته وفي صحبته في الأيام السود والبيض على السواء.

والتقت مجلة الكواكب في تقريرها الذي نشرته بعد وفاة الريحاني مباشرة بطلعت حسن مدير إدارة الفرقة فقال:" حدث ذات يوم أن طلب أحد كبار ممثلي فرقة الريحاني من ريجيسير الفرقة، وأهمل الريجيسير طلبه لانشغاله بعمله في المسرح، واغتاظ الممثل حين علم بأن الريجيسير لم ينفذ طلبه، فاستدعاه وصفعه أمام الجميع، وأعقب الصفعة بشلوت من النوع الثقيل.

وذهب الريجيسير ليشكو للفنان نجيب الريحاني، ونزل الريحاني من غرفته وتوجه إلى الممثل الكبير وطلب منه أن يعتذر للريجيسير، ولكن الفنان رفض الاعتذار لـ"حتة عامل"، فما كان من نجيب الريحاني إلا أن هوى بكفه على وجه الفنان الكبير في صفعة مدوية أذهلت الجميع، وأعقب الصفعة بشلوت أشد.

وتكهرب الموقف ولكن نجيب الريحاني أمر مدير المسرح بكل هدوء أن يسند دور الممثل الكبير إلى ممثل آخر من الممثلين الاحتياطيين، ثم صعد إلى غرفته وكان الستار على وشك أن يرفع، وتدخل الممثلون في الموقف فأزالوا الخلاف قبل ان يستفحل، وعاد الممثل الكبير لتقديم دوره بعد أن اعتذر للريجيسير واعتذر إليه نجيب الريحاني ردا على اعتذاره.