رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. تعرف على حكاية نجيب الريحاني والطفل عزت السعدني

الكاتب الصحفي عزت
الكاتب الصحفي عزت السعدني

تحل اليوم، الثلاثاء، السابع من يونيو ذكرى وفاة الفنان الكبير نجيب الريحاني الذي غادر عالمنا في 7 يونيو من عام 1949، وفي مقال للكاتب الصحفي الكبير عزت السعدنى بجريدة الأهرام نشر بتاريخ 20 مارس 2021 يحكي السعدني حكايته مع فنان الشعب نجيب الريحاني وكذلك مع السيدة بديعة مصابني "زوجة الريحاني" ولم يكن قد تجاوز حينها العاشرة من عمره.

 

يقول الكاتب الصحفي عزت السعدني: "لقد كان من عادة العائلة السعدنية فى القناطر الخيرية أيام الزمن الجميل أن تسافر إلى القاهرة لتحضر عروض مسرح الريحانى فى شارع عماد الدين التى تتغير أول كل شهر، وكنا نذهب الوالد+ أخى صلاح+ أنا+ أمنا.. إذا كانوا يعرضون مسرحية: «لو كنت حليوة» بالذات التى كانت أمى مغرمة بمشاهدتها، والذى حدث أنه فى آخر يوم لعرض هذه المسرحية، وفى الاستراحة قال لنا الوالد: تعالوا يا ولاد نسلم على عمكو نجيب الريحانى فى أوضته؟"

 

ويواصل السعدنى حكايته مع الريحاني فيقول: "ذهبنا إلى حجرته وطرقنا الباب فوجدناه هو والسنيورة بديعة مصابنى التى فوجئنا بها فى غرفته، واستقبلنا عمنا نجيب بترحاب بالغ، وأذكر أن السنيورة بديعة وكنت أيامها فى نحو العاشرة من عمرى أخذتنى بين ذراعيها وقبلتنى وأنا فى منتهى الخجل، «وهى ولا هنا ولا هناك»، وتفتح أمامى علبة شيكولاتة بحالها، وقبل أن يرفع الستار عن الفصل الثالث دعا والدى عمنا نجيب والسنيورة بديعة لزيارتنا فى بيتنا العامر فى القناطر الخيرية".

 

يضيف السعدني في مقاله: "ولم يكذب عمنا نجيب والسنيورة بديعة خبراـ كما يقولون- وفوجئنا بهما يطرقان باب بيتنا الكبير فى القناطر الخيرية الذى يشبه دوار العمدة فى الريف المصرى زمان فى يوم اجازة الفرقة وهو يوم السبت ومعهما علبة شيكولاتة هائلة من الحجم الكبير، ودعاهما الوالد إلى نزهة نيلية باللنش الذى كان اسمه «بكاشين» والذى خصصته وزارة الرى أيامها لوالدى لكى يفتش على السواقى «الشغالة» فى وقت «التحاريق»، وهو الوقت الذى تحرم فيه وزارة الرى رى الحقول والحدائق بمياه نهر النيل، وحتى لا تعطش محاصيل القمح والذرة والقطن عماد حياة المصريين".

 

ويستعيد السعدنى ذكرياته فيسرد تفاصيل حواره وهو مازال في العاشرة مع الفنان الكبير نجيب الريحاني فيقول: "جلسنا عمنا نجيب وأنا على كنبة الصالون، وأخرجت من حقيبة المدرسة كراسة جديدة، وبحثت عن قلم لأكتب به، فلم أجد.. فمنحنى عمنا نجيب قلمه الخاص من جيب جاكتته وقالى لي: خد القلم ده منى.. يكتب حلو لانه قلم الست هانم اللى قاعدة جنبك دى.. وأشار بإصبعه إلى زوجته قمر الزمان التى أسمها بديعة مصابنى التى أحمر وجهها لا أعرف خجلا أم إطراء لم تتوقعه من زوجها عظيم الشان والشنشان الذى أسمه نجيب الريحانى..نظر إلى عمنا نجيب الريحانى نظرة المدرس إلى تلميذه وقال لي: والحديث ده.. إن شاء الله هيتنشر فين يا صحفى يا عظيم!

 

قلت له: فى مجلة المدرسة اللى احنا التلامذة بنطلعها كل شهر ونكتبها من الصفحة الأولى للصفحة الأخيرة والصور اللى فيها احنا اللى بنصورها ومن مصروفنا الخاص..!

 

صفقت قمر الزمان بديعة بديعة مصابنى بيديها وفوجئت بها تميل عليَّ وتقبلنى من جبينى وهى تقول لي: أهو ده شغل الولاد الجدعان بصحيح.. أنت إن شاء الله كده لما تكبر يا عم عزت حتبقى صحفى كبير قوى.. بس ساعتها ابقى افتكرنا!

 

يسألنى عمنا نجيب الريحاني: ومين رئيس تحرير المجلة دى.. ومين بيكتب فيها؟ قلت: المفروض أن المسئول الأول فى المجلة ومدير عام التحرير هو ناظر المدرسة اللى بتصدر المجلة. لكن مجلس تحريرها مكون من: زميلنا السيد حمدى منصور وكان بيصرف من جيبه على المجلة+ محمود كامل ـ وهو صحفى كبير جدا فى الأهرام ونفتقده الآن+ كمال غالب خليل الذى أصبح طبيبا مشهورا فيما بعد.

يسألنى عمنا نجيب: طيب ومين بس رئيس التحرير؟

 

قلت: إنه الشاعر الكبير عبد العليم عيسى مدرس اللغة العربية فى المدرسة وهو يراجع كل كلمة فيها.

 

تسألنى الأروبة بديعه: أمال فين جنس الحريم.. ألم يكن معكم أى جنس ناعم؟

 

قلت: يا ست هانم: لم يكن الاختلاط فى المدارس قد ظهر بعد.. الاختلاط أيامنا كان فى الجامعة فقط: من سوء حظنا!

 

تقاطعنى قمر الزمان بقولها بمكر: واللا يمكن من حسن حظكم!".