رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متى المسكين.. 15 عامًا على رحيل أشهر رهبان العصر الحديث

الأب متي المسكين
الأب متي المسكين

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم؛ ذكري رحيل الاب متي المسكين الـ15، وتزامنا مع رحيله تستعرض "الدستور" أبرز المعلومات عنه في السطور التالية.

ولد الأب متى المسكين "يوسف إسكندر " يوم 20 سبتمبر عام 1919 في أسرة كبيرة عددًا فقيرة معيشةً، التحق بمدرس شبين الكوم الثانوية 1935، ثم تخرج من كلية الصيدلة عام 1944، وبعد تخرجه تعيَّن بالتكليف العسكري في المستشفيات الحكومية، ثم بعدها انخرط في العمل الحر، فقام بإدارة صيدلية في الإسكندرية، ثم فتح صيدلية في دمنهور، ونجح في عمله حتى 1948.

- انطلاقه إلى دير الأنبا صموئيل 

وانطلق إلى دير الأنبا صموئيل بصحراء القلمون في مايو 1948، وتم اختياره لكونه الأفقر والأبعد عن العُمران، وقضى في الدير ثلاثة سنوات، حيث ترهّب فيه على يد القمص مينا الصموئيلي رئيس الدير.

نزل بعد ذلك إلى دير السريان للعلاج إثر مرض أصاب عينيه في مارس 1951، فرسمه أنبا ثاؤفيلس قسًا رغمًا عنه باسم "القس متى المسكين"،  بسبب وجود راهب آخر في الدير باسم متى، فاختار اسم القديس متى المسكين من القرن الثامن.
 

- خدمته بالإسكندرية 

 وفى عام 1954، دُعِيَ للذهاب إلى الإسكندرية ليخدم بعد انتدابه لدرجة إيغومانوس "قمص" كوكيل للبطريركية للبطريرك الأنبا يوساب الثاني، فرفض مرتين وقبل في الثالثة، وفي الإسكندرية قام بتنظيم الخدمة وضبط المالية وطرق إجراء الخدمات الطقسية.

ولكن رفض البعض أسلوبه وقراراته، فحاول ترك الخدمة مرتين، ثم تمت إقالته وإعفائه من الوكالة بواسطة البابا يوساب الثاني عام 1955، فعاد إلى المغارة بوادي النطرون وتكاثر حوله بعض الرهبان، ثم بعد ذلك عاد معهم إلى دير الأنبا صموئيل وظلوا هناك ثلاثة سنوات.
 

- ترشيحه للبطريركية 


وفي عام 1957 رشح للبطريركية ضمن مجموعة من الرهبان، ولم يتم ذلك بسبب لائحة 1957، وفي عام 1958 أنشأ القمص متى بيتًا للمكرسين من الشباب المتبتل الذين يرغبون في الخدمة- دون الرهبنة- وكان مقره المؤقت في حدائق القبة، ثم انتقل في أوائل عام 1959 إلى حلوان، زتوجه أبونا متى من دير الأنبا صموئيل في 27 يناير 1960 مع 12 راهبًا إلى بيت التكريس في حلوان، وأقاموا فيه بصورة مؤقتة لحين صدور توجيهات البابا كيرلس السادس لاختيار الدير الذي يناسبهم.
 

 - عزله من قبل البابا كيرلس من الرهبنة 


ولكن صدر قرار بطردهم من القاهرة، حيث عزله البابا كيرلس السادس من الرهبنة والكهنوت لمدة 9 سنوات، فتوجهوا إلى صحراء وادي الريان وحفروا مغائر عاشوا بها لمدة تسع سنوات، وكان بعض المعارف يرسلون لهم طعامًا كل شهرين على قوافل جِمال، وفي تلك الفترة أعلن الأنبا ثاؤفيلس أسقف دير السريان في جريدة الأهرام تجريد هؤلاء الرهبان من رتبهم وأسمائهم الرهبانية.
 

- قصة إلحاقه بدير أبو مقار


وبعد ستة سنوات، أرسل البابا كيرلس السادس خطابًا له يطلب منه إرسال ثلاثة رهبان لدير الأنبا صموئيل، فتم ذلك، وبعد ثلاثة سنوات أخرى طلب البابا كيرلس لقاء مع القمص متى عام 1969 لإجراء المصالحة وإعادته للرهبنة، يوم 9 مايو 1969، وتم إلحاقهم بدير القديس أنبا مقار، وذلك في حضور الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير.
 

- إعمار دير أبو مقار 


وبدأ الراهب متى في مسؤولية إعادة إعمار الدير وإعادة تخطيطه، وإدارة شئون الدير والرهبان والعمال والزراعة والإنتاج الحيواني في سنة 1971، ورشح مرة أخرى للبطريركية ضمن 9 من الآباء، ولكن ذلك لم يتم.
 
ورحل عن العالم الأب متى المسكين يوم الخميس الموافق 8 يونيو 2006 عن عمر يناهز 87 عامًا، ودفن في مغارة في صخرة ضمن الأسوار المحيطة بأرض الدير، كان قد اختار مكانها قبل نياحته بثلاث سنوات، حيث نشر رهبان الدير في بعض الجرائد أنه ترك وصية بأن لا تصلي عليه أية قيادات كنسية، إنما يصلي عليه رهبان الدير فقط.