رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فيلم فاشل ومسرحية».. مأساة في حياة الفنان فؤاد المهندس

فؤاد المهندس
فؤاد المهندس

سُئل الفنان فؤاد المهندس عن الأفلام التي ندم على المشاركة فيها، لكنه حكى عن الفيلم صاحب الحكاية الغريبة.

وقال "المهندس" في حواره بجريدة "الأحرار" 1999، إن أحد الأشخاص غير المعروفين بالنسبة له التقى به وقال له إنه عائد من هوليوود وسأل عنه وعن الفنانة شويكار، ويريد التعاون معهما في صناعة فيلم سينمائي يجمعهما سويًا.

واستعرض هذا الشخص الذي يدعى إبراهيم لطفي الشهادات الضخمة التي يحملها، وبعدها بأيام توجه إلى الفنان الراحل فؤاد المهندس ومعه سيناريو الفيلم، لكن فؤاد المهندس لم يفهم منه شيئًا، وعلى الرغم من ذلك وافق على التصوير، لكنه تعطل في منتصف أيام التصوير وصرخ "المهندس" في إبراهيم لطفي قائلًا: "إما أنهم يغيروك أو يغيروني".

كان إبراهيم لطفي بالنسبة للفنان فؤاد المهندس حسبما وصفه، أحد المغامرين، لأنه لم يكن متمكنًا من أي شىء في صناعة السينما، لم تكن لديه أية خبرة، لذا توجه "المهندس" ليشكوه في مؤسسة السينما وطلب منهم عدم إكمال تصوير الفيلم، لكن الفيلم خرج للجمهور وعرض لمدة يوم واحد.

ومن خلال الأفلام السينمائية التي أنتجها إبراهيم لطفي، كان فيلم "نحن رجال طيبون" هو الفيلم الوحيد الذي جمع بين الفنان فؤاد المهندس و"لطفي" وشاركت فيه الفنانة شويكار، وكان الفيلم أيضًا من إخراج إبراهيم لطفي، وتأليف أحمد لطفي، وإبراهيم الورداني، وعُرض في 15 نوفمبر 1971.

وتدور أحداثه حول شاب يدعى "حمدي" الذي يقع في غرام "فاتن"، وبعد محاولات من الاقتراب منها، يدعي أنه قد فقد بصره، فتشفق عليه "فاتن" فتقترب منه لتحاول مساعدته على الخروج من الأزمة، وتساعده في الذهاب إلى طبيب متخصص لإجراء جراحة، لكنه يماطل في الأمر، إلى أن تكتشف حقيقته فتدبر له مكيدة، لكن تنقذه منها إحدى صديقاته، ثم يتم الصلح بينهما ويتزوجان.

مأساة 

اعترف الفنان فؤاد المهندس أن المسرح له الفضل الأول في حياته الفنية رغم الأزمات الصحية التي مر بها أثناء عمله في المسرح.

في حواره مع صحيفة "الأحرار" عام 1999، حكى المهندس عن تلك الأزمات، وقال إنه عانى من أزمة قلبية وبالتحديد جلطة ومكث على إثرها داخل مستشفى القلب بإمبابة 21 يوماً بالإنعاش، وذلك أثناء بروفات مسرحية "إنها حقاً عائلة محترمة"، ونصحه الأطباء بعدم إكمال البروفات، لكنه رفض هذه التعليمات، لأنه لا يشعر بالراحة إلا وهو على خشبة المسرح.

وحكى المهندس أنه اعتاد في حياته على بعض الأمراض اليومية مثل البرد والسعال وغيرها، لكن بمجرد دخوله في العمل على مسرحية جديدة يختفي كل ذلك تمامًا، ففي إحدى المرات عانى من الشرخ والبواسير التي سببت له آلاماً قوية، كان ينزف بسببها في كواليس المسرح وكان يحتفظ معه بقطن طبي وميكركروم ومطهرات، لكن بمجرد صعوده لخشبة المسرح تختفي هذه الآلام.

ومن ضمن الصعاب التي مر بها الفنان فؤاد المهندس في حياته، حكاها لـ"الأحرار" وهو يبكي، أنه كان أستاذًا لأحد الفنانين ووقف بجانبه وسانده، لكنه للأسف "مش مظبوط"، وكان المهندس يتمنى أن يعامله هذا الفنان لم يذكر اسمه، مثلما عامل هو أساتذته فكان ينتقي له الإفيهات كي يقولها بجواره وكان يسانده تمامًا، لكنه لم يكن على مستوى ما فعله معه، وكان جاحدًا.

كما وقعت أيضًا بين المهندس وعبد المنعم مدبولي خلافات على صفحات الجرائد بسبب فوازير عمو فؤاد".

حكى محمد ابن المهندس عن هذا الخلاف في عدة حوارات صحفية، بأن والده كان مرهقًا ولم يستطع إكمال فوازير "عمو فؤاد" إخراج محمد رجائي، واعتذر عنها فاستأذنه المخرج لاستكمالها ببطل آخر، وكان هو الفنان عبد المنعم مدبولي الذي استكملها باسم "فوازير جدو عبدو"، لكن عبد المنعم مدبولي رفض استكمال الفوازير مع مخرجها محمد رجائي.

الفنان عبد المنعم مدبولي قال في تصريحات لجريدة الجمهورية 1987، إن الفنان فؤاد المهندس عندما علم أن المسؤولين في التلفزيون سَيتعاقدون معه على الفوازير اتصل به هاتفيًا، فنصحه أن يعود للمسؤولين ويحل مشاكلهم معهم.

أما الخلافات بدأت بعد أن علم مدبولي أن الفنان فؤاد المهندس تدخل في اختيار مخرج الفوازير وتمسك بالمخرج محمد أباظة، واعترض على عودة المخرج محمد رجائي لها، يقول مدبولي: "نصحته بالابتعاد عن لعبة المخرجين، وأخبرته أنني لو وجدت الفوازير على نفس نمط ما كان يقدمه في السنوات الماضية، فسوف اعتذر عنها، وأن ما سَاقدمه يختلف عنها تمامًا من ناحية الإطار والشكل".

لكن الفنان فؤاد المهندس لم يعاود الاتصال بالفنان عبد المنعم مدبولي مرة أخرى، بعد أن استقبله المسؤولون في التلفزيون بجفاء، ووجه له مدبولي رسالة قال فيها: "عيب يا فؤاد لأنني باق على الصداقة والأخوة التي كانت بيننا وكفاية أنني لم أرد عليه طول الفترة الماضية، وأن الخطأ الذي وقع فيه لا يقع فيه إنسان في عمره".