رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق إلى 30 يونيو «1».. قراءة فى سنوات ما قبل الثورة

٣٠ يونيو لم تكن ردًا على حكم الإخوان وإنما ردٌ على سيناريو إسقاط المنطقة العربية الذى بدأ فى ٢٠٠٣

قبول الإخوان الاشتراك فى حكومة الاحتلال الأمريكى للعراق كان إشارة القبول بين الطرفين 

مبادرة تشينى قدمت مائة مليون دولار سنويًا لخلق نخبة موالية لأمريكا ونجحت فى ذلك

٢٠٠٥ كان إشارة البدء لإسقاط الدولة فى مصر وتفجيرات شرم الشيخ نقطة البداية 

الإخوان كانوا اللاعب الرئيسى وحرَّكوا كل عرائس الماريونيت التى ظهرت على المسرح

الدعاة الجدد عناصر إخوانية تم إطلاقها لاختراق نخبة الحكم والاقتصاد وحققوا نجاحًا فى ذلك

القضاة الإخوان رفعوا شعار استقلال القضاء وكانوا إحدى أدوات هدم الدولة المصرية

 

متى بدأ الطريق إلى ٣٠ يونيو ؟.. هذا سؤال إجابته فى رحم التاريخ.. تتعدد الإجابات عليه حسب فَهْم «٣٠ يونيو» نفسها.. وأنا أفهم ثورة ٣٠ يونيو على أنها ليست ثورة ضد استيلاء الإخوان على الحكم فقط، لكنها أيضًا ثورة ضد عوامل الوهن فى الدولة المصرية التى أدت لاستيلاء الإخوان على الحكم.. لذلك فإن نتيجتها هى «الجمهورية الثانية»، وهى تكاد تختلف مائة وثمانين درجة عن الجمهورية الأولى باستثناءات بسيطة.. ليست هى موضوع هذه الحلقات. 

وفق اجتهادى فقد بدأ الطريق إلى «٣٠ يونيو» منذ ٢٠٠٥، وهو الوقت الذى بدأ فيه تنفيذ سيناريو تفكيك الدولة المصرية، وكان ذلك عاملًا من خارجها.. فى الوقت نفسه كانت هناك عوامل الرخاوة، والشيخوخة، والاستعداد للتوريث، وروائح الفساد التى تفوح من صفقات الخصخصة، وعدم حسم الرئيس مبارك سؤال مستقبل مصر، ومراوغته فى الإجابة عن سؤال مستقبل الحكم بعده.. كانت هذه هى أيضًا عوامل داخلية، تكاملت مع المؤامرات الخارجية، لكى تؤدى لسقوط الدولة المصرية.

الإخوان كانوا حاضرين فى المشهد بكل تأكيد.. لقد نفذ تنظيم القاعدة، الخارج من عباءة الإخوان، هجمات الحادى عشر من سبتمبر، لكنّ المسئولين الأمريكيين توصلوا لإجابة خاطئة تقول إن عليهم تفكيك النظم القديمة فى المنطقة، وبالتحديد تلك التى تملك جيوشًا قوية وتجاهر بالعداء لأمريكا وإسرائيل، لقد كانت هذه النظم بطبيعتها أكبر عدو للإخوان المسلمين، لكن الأمريكان الذين ألمتهم الصفعة فى ١١ سبتمبر قرروا أن يتجنبوا شر الإخوان.. وأن يصاهروهم.. وأن يمكنوهم من ركوب المنطقة العربية.. نتيجة اعتقاد تافه وخائب أن هذا يمنع كراهية المتطرفين لأمريكا.. هكذا قررت إدارة بوش الابن أن تحتل العراق، وروجت لادعاءات كاذبة تمامًا بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وصمم الأمريكان على تفتيت الجيش العراقى، رغم النصائح التى تلقوها بالحفاظ على الجيش وإسناد مسئولية الدولة العراقية له، كان ذلك بكل تأكيد كفيلًا بالحفاظ على وحدة العراق.. وهو ما لم يكن مطلوبًا.. تم تسريح الجيش وتحول عدد كبير من ضباطه إلى مقاتلين فى صفوف القاعدة وداعش.. نُهبت متاحف العراق وثرواته.. وأصبح أكبر مركز للحركات الإرهابية التى ترفع راية المقاومة.. قبلها شكل الجنرال الأمريكى «بول بريمر» حكومة احتلال عسكرى.. وكان اللافت مشاركة جماعة الإخوان المسلمين فى العراق فى هذه الحكومة مشاركة فعالة.. فى مصر بدأ السيناريو فى ٢٠٠٥.. وقد شهد هذا العام مجموعة من الحوادث المثيرة، والتى لا يمكن إغفال دلالتها.. لقد ظهر الإرهاب فى سيناء لأول مرة، وعبّر عن نفسه بتفجيرات ضخمة فى شرم الشيخ، اختار لها الإرهابيون يوم ذكرى ثورة يوليو أو العيد الوطنى لمصر، وكانت لذلك دلالة لا تخفى على أحد.. أما طريقة التفجير نفسها فكانت على نمط جديد على الإرهابيين المصريين الذين كانوا حتى التسعينيات يكتفون بعمليات فردية بالمدافع الرشاشة.. وعمليات اغتيال للمسئولين.. أو إطلاق النار على حافلات سياحية.. وفى الوقت الذى ظهر فيه الإرهاب كخطر يهدد الدولة المصرية.. كان هناك نوع من الرخاوة فى التعامل مع الوضع فى سيناء، وكان محامو المنظمات الحقوقية يحضرون التحقيقات مع المتهمين بالإرهاب هناك، ويطالبون بمحاكمتهم أمام محاكم مدنية.. ويتهمون الشرطة بتلفيق الاتهامات لهم!

على المستوى الداخلى كان هناك نوع من «الرخاوة» يميز أداء الدولة المصرية، وتعبير الدولة الرخوة هو تعبير علمى أطلقه عالم اجتماع سويدى هو «ميردال» وترجم د. جلال أمين كتابًا كاملًا عنه.. وهو تعبير يصف الدولة التى تصدر القوانين ولا تلزم الناس باتباعها.. تتراخى فى جمع الضرائب مثلًا.. تغض النظر عن مخالفات البناء والكهرباء والاعتداء على أراضيها.. وقد كتب الكاتب الراحل وحيد حامد عن نفس القضية، وقال وقتها إن الدولة تتغاضى عن مخالفات الناس كرشوة سياسية وانتخابية كى يقبلوا بوجودها.. كانت أسباب التغاضى عن تطبيق القانون مختلفة.. وكان منها ضعف الدولة وقتها، وكان الفساد موجودًا أيضًا.. وبدأت قصصه فى التزايد والانتشار.. مع سيناريو تفكيك المنطقة ظهر متغير آخر.. وهو تضاعف رقم الاستثمارات الأجنبية فى مصر بعد ٢٠٠٤.. وكان ذلك لافتًا للغاية.. كان ذلك أيضًا مرتبطًا بتشكيل حكومة جديدة عام ٢٠٠٤ عرفت باسم حكومة رجال الأعمال.. وضمت عددًا من الوزراء الذين يديرون شركات لها استثمارات بالمليارات.. فى إهدار واضح لمبدأ تضارب المصالح الذى تعرفه كل بلاد العالم وتطبقه بصرامة.. مع هذا السيناريو كان هناك تسارع فى ملف الخصخصة.. وكانت هناك دعاوى قضائية تشكك فى نزاهة إجراءات بيع بعض الشركات.. أو فى عدالة السعر الذى بيعت به.. كان الانطباع العام أن عوامل الوهن قد استبدت بالدولة المصرية.. وكان ذلك باعثًا على الوهن لدى المصريين الذين يعيشون على ضفاف النيل والذين تعلموا من التاريخ أن الدولة القوية هى صمام الأمان للتحكم فى النهر وما يرتبط به من أسباب الحياة.. شهد نفس العام ٢٠٠٥ إجراء أول انتخابات رئاسية تعددية، وخاضتها مجموعة من المرشحين كان أشهرهم أيمن نور.. الذى كان قد بدأ حياته صحفيًا فى الوفد بفبركة مجموعة من الصور لأشخاص قال إنهم ضحايا التعذيب.. ثم أذاعت له الداخلية تسجيلًا اعترف فيه بأنه فبرك الصور.. وأنه كان يأتى بأشخاص عاديين ويستخدم قطعة عملة معدنية يمر بها على ظهورهم فتحدث أثرًا يشبه أثر سياط التعذيب!! وكان الغريب أن أحواله ازدهرت للغاية بعد هذا الاعتراف الكفيل بالقضاء على أى صحفى.. ودخل فى عالم البيزنس واشتهر بأنه يمتلك عوامة فى الكيت كات يقيم فيها حفلات يوفّق فيها الرءوس بين عالم البيزنس وعالم السياسة، لكنه مع الغزو الأمريكى للعراق قرر أن يقدم نفسه كسياسى معارض موالٍ للغرب.. وأخذ يرتدى كوفية برتقالية على نمط زعماء الثورات البرتقالية فى أوروبا الشرقية التى رعتها المخابرات الأمريكية.. وأسس حزبًا سياسيًا.. وراح يمارس الدعاية السوداء ضد الرئيس الأسبق.. وكان يوجّه إهانات شخصية مباشرة للرجل يعاقب عليها قانون العقوبات.. وكان اللافت أن بعض المرتزقة من مشاهير الصحفيين والمتمولين ارتبطوا به وقدموه على أنه بديل سياسى.. فى حين كان كل ذو بصيرة يعرف أنه ليس كذلك.. كان الإخوان يراقبون الوضع.. وفى الخلفية كان هناك هذا الصعود الأسطورى للدعاة الجدد.. وهم أعضاء فى جماعة الإخوان.. قدموا أنفسهم على أنهم وعاظ دينيون.. وأنهم لا يهتمون بالسياسة.. كان دورهم اختراق الصفوة المصرية، وضمها للاحتياطى الاستراتيجى للإخوان ولصفوف المؤيدين الصامتين.. وكانوا يشكلون جسرًا للتفاهم بين الجماعة وبين رجال الأعمال.. وبعض كبار المسئولين فى دولة مبارك.. حيث دخل بعضهم فى شراكات مالية مباشرة وغير مباشرة مع رجال أعمال مبارك.. ومسئولين كبار فى دولته.. ولا شك أنهم قدموا خدمات جليلة للإخوان.. سواء بإقناع ملايين الشباب والشابات بأن حياتهم حرام، وأنه لا بد من تغييرها.. أو بطرح بعضهم نفسه أمام المخابرات الغربية كبديل شاب، يجمع بين الإسلام والولاء للرأسمالية العالمية.. وهو النمط الذى كان قد تم تجريبه فى تركيا عام ٢٠٠٢ ولاقى قبول الغرب.. وكان جزءًا من خطة الخداع أن يدّعى هؤلاء الدعاة أنهم هجروا الاهتمام بالسياسة، وأن علاقتهم بالإخوان قد انقطعت لسبب أو لآخر.. وما أن قامت ثورة يناير حتى كان عمرو خالد مثلًا محمولًا على أكتاف المتظاهرين، وكان أول من سبقه فى ذلك صفوت حجازى الذى كان فى عام ٢٠٠٥ يلقى دروسًا عن «آداب الخطبة فى الإسلام»، ويقسم لى إن بينه وبين الإخوان كل مشاكل العالم، وكان الغريب أن الداعية الثالث، الذى ادعى نفس الادعاء وكان يتحدث فى نفس الموضوعات الاجتماعية، هو حازم صلاح أبوإسماعيل الذى قدم نفسه بعد ذلك كمرشح رئاسى، وخرج من حركته «حازمون» نصف المتهمين فى قضايا الإرهاب بعد ٣٠ يونيو.. كان السماح لكل عوامل الهدم هذه بالعمل نوعًا من أنواع الغفلة والضعف من دولة أصابتها الشيخوخة وبالغت فى ثقتها فى نفسها.. واجتهادات خاطئة من مسئولين كانوا يتخيلون أنهم يستخدمون هؤلاء الدعاة كأوراق لعب.. ثم اتضح أنهم هم الذين تم اللعب بهم.

كان أحد المتغيرات التى ظهرت فى المنطقة هو مبادرة «ديك تشينى»، وهو نائب الرئيس الأمريكى بوش.. يصفه البعض بأنه سياسى غامض.. ويصفه آخرون بأوصاف أكثر قسوة.. وقد أعلن عن مبادرة لدعم التغيير فى الشرق الأوسط، ميزانيتها مائة مليون دولار، والحقيقة أن لفظ «التغيير» وقتها كان يُستقبل استقبالًا عاديًا، وكان يُمرر على أن المقصود منه تغيير المفاهيم الثقافية والاجتماعية تجاه المرأة مثلًا.. والحقيقة أن البنود المعلنة فى المبادرة لا غبار عليها.. لكن الحقيقة أيضًا أن غير المعلن عادة ما يكون أهم من المعلن بكثير.. لقد ارتبطت مبادرة المسئول الأمريكى بظهور صحيفتين مصريتين مستقلتين.. كانت ملكية إحداهما لمجموعة من رجال الأعمال الذين ارتبطوا بالولايات المتحدة الأمريكية بروابط مختلفة.. مثل الدراسة فى أمريكا، أو إدارة عدد كبير من توكيلات الشركات الأمريكية، أو الاستثمار فى بلاد يتواجد فيها الجيش الأمريكى.. وقد تميزت هذه الصحف بذكاء مهنى عالٍ.. فهى مثلًا لم تكن تروّج لجماعة الإخوان بشكل مباشر، ولا تقول مثلًا إن شعار الإسلام هو الحل شعار جميل أو إن الإخوان يجب أن يحكموا مصر.. ولكنها تقدم للناس مادة ما على أنها خبطة صحفية.. حوار مع مستشارة أشرفت على انتخابات دمنهور مثلًا.. قاضية استيقظ ضميرها فقررت أن تروى للناس وقائع تزوير الانتخابات لصالح مسئول كبير قريب من مبارك.. ضد مَن؟ ضد قيادى إخوانى كبير.. قصة مثيرة.. يرتفع بعدها توزيع الجريدة عشرات الأضعاف «لأن الإخوان اشتروها بالأمر».. وقصة محبوكة على النمط الأمريكى.. فى الخلفية يتضح أن المستشارة صاحبة الشهادة هى نفسها عضو فى جماعة الإخوان.. وأن والدها سبق الحكم عليه فى قضية الإخوان عام ١٩٥٤.. وأن ما تم تسويقه على أنه انفراد للصحيفة هو معلومات مباشرة قدمتها الجماعة للصحيفة.. لكن الجزء الآخر من القصة التعيسة أن هذا العام ٢٠٠٥، والملىء بالتناقضات، كان قد شهد تغيير الوجوه المسئولة عن الصحف القومية وجىء بوجوه وُصفت بأنها موالية لأمانة السياسات.. هذه الوجوه كان كثير منها يفتقر للثقافة السياسية اللازمة.. وكان بعضها يفهم الولاء للدولة على أنه العمل فى خدمة رجال أعمال أمانة السياسات والتمول منهم، وكان معظمها لا يعرف قيمة مؤسسات الدولة الوطنية، ولا تاريخها ولا دورها الوطنى، وقد استطاعت وسائل الإعلام الممولة أمريكيًا أن تكسبها بالضربة القاضية، وقيل إن أداء بعضها كان سببًا فى كراهية الناس مخطط التوريث.. وفى سقوط نظام مبارك.. وأنا ممن يؤيدون هذا الرأى.

وهكذا كانت ملامح الصورة فى ٢٠٠٥.. ضغوط أمريكية معلنة وغير معلنة من أجل مفهوم غامض يسمونه «التغيير»، وتمويلات معلنة وغير معلنة من أجل خلق نخبة موالية لأمريكا تتعدد شرائحها ما بين المنظمات الحقوقية، واليسار المتأمرك، وبعض الناصريين الذين انتقلوا للعمل فى خدمة السفارة الأمريكية، ورجال أعمال سافر بعضهم لأمريكا وهو لا يملك ثمن التذكرة وعاد مليارديرًا لا تعد أمواله ولا تحصى.. وفى خلفية هذا كله جماعة الإخوان، التى تختبئ خلف الستار، وتحرك مجموعة من عرائس الماريونيت.. منها مثلًا تنظيم القضاة الإخوان، الذين قدموا أنفسهم على أنهم حركة استقلال القضاء، وكان على رأسهم المستشار الخضيرى، وهو إخوانى من رأسه حتى أخمص قدميه.. وقد كان دوره الظهور فى قناة «الجزيرة» لمهاجمة أى انتخابات تجرى بعد ٢٠٠٥ ووصفها بالتزوير.. رغم أن الدولة لم تكن تزور الانتخابات وقتها.. وكانت لديها رغبة فى أن تثبت للعالم تمتع مسئوليها بثقة الناس.. وكان من أوراق اللعب الإخوانية أيضًا الإعلام.. وقد تواجدوا فى صحيفة خاصة شهيرة صدرت يومية بعد ٢٠٠٥، كان رئيس تحريرها وما زال يقدم نفسه على أنه صحفى تنويرى.. لكنه أجّر صحيفته مفروشة للإخوان.. وراح ينشر المقالات لقيادييها.. ويدافع عن رجال الأعمال فيها.. ويقول إن القبض على خيرت الشاطر وحسن مالك ليس سوى رغبة فى إخلاء السوق أمام رجال أعمال أمانة السياسات!، وإن الإخوان أبرياء من الإرهاب، أو أى تهمة أخرى، براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. وكان أحد أدوار هذا الصحفى أن يُشوِّه الكُتّاب الذين يتخذون موقفًا نقديًا من جماعة الإخوان، وأن يمارس ضدهم عمليات الاغتيال المعنوى.. وأذكر أنه كان يجتهد فى تشويه المؤرخ والسياسى د. رفعت السعيد بشدة.. وما إن سقط الإخوان وتغيرت المصالح حتى راح هذا الصحفى يسرق كتب رفعت السعيد عن الإخوان وينتحل ما جاء بها.. ويقدمها فى برامج عن الجماعة يحصل فى مقابلها على الملايين.. وهو نموذج لنخبة مرتزقة.. أكلت على كل الموائد.. وأنقذتنا منها ثورة ٣٠ يونيو.. ولو جزئيًا.. ولم يمر عام ٢٠٠٥ إلا وقد جرت انتخابات ٢٠٠٥، ولم يكن أخطر ما فى الانتخابات هو فوز ٨٨ من أعضاء الإخوان المسلمين، ولا حالات التحالف الانتخابى التى ظهرت بين بعض كبار مرشحى «الوطنى» وبين مرشحى الإخوان.. ولا فى التشهير الإعلامى المبالغ فيه باستخدام قضاة إخوان، مثل نهى الزينى.. وبدلًا من أن تشيد المنظمات الدولية بالنظام الذى منح الإخوان كل هذه المقاعد، راحت تهاجمه، وتقول إنه تراجع عن الانفتاح الذى بدأ به العام.. ثم وقعت حادثة العبارة السلام.. وهى حادثة قدَرَية.. وقد تكون نتيجة للإهمال.. لكن السماح لصاحب العبّارة بالهروب قبل التحقيق معه ضاعف من سخط الناس، ومنح الإخوان فرصة للتشهير بالنظام، وإطلاق الشائعات.. وكان من بينها شائعة عن رشاوى ضخمة تم دفعها لصحفيين من العاملين فى خدمة رجال الأعمال مقابل عدم إثارة القضية فى صحفهم.. وقد ضاعف هذا من إحباط شباب الصحفيين وتشويه صورة النخبة المصرية.. وجعل الجميع مستعدًا لقبول التغيير حتى ولو كان يعنى سقوط الدولة المصرية والقفز نحو المجهول.. وهو ما حدث بالفعل.. لولا وجود مسئول مصرى وطنى.. كان يجلس فى مكتبه ويراقب ما يحدث ويجهز لهجمة مصر المرتدة.