رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ملحمة عبور جديدة».. قصة افتتاح قناة السويس بعد توقف 8 سنوات

قناة السويس
قناة السويس

استطاعت قناة السويس بموقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين الشرق والغرب بأقصر طريق، أن تحتل أهمية كبرى ليس على مستوى مصر فحسب بل للعالم أجميع، إضافة إلى ما تمثله لمصر من أهمية كبيرة اقتصاديًا طوال شهور السنة.

ويوافق اليوم ذكرى إعادة افتتاح قناة السويس بعد إغلاق دام 8 سنوات منذ 1967؛ حيث أعاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات افتتاحها في 5 يونيو تحديدًا في خطوة لمحاولة ما سببتّه النكسة من أثر سيء في نفوس المصريين. 

في 5 يونيو من عام 1975، قرّر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إعادة فتح قناة السويس في نفس اليوم الذي أُغلقت فيه، وذلك بعد جلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها، حيث أدّى مهندسو الهيئة وضباط الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والقوات البحرية أداءً مبهرًا في ملحمة فريدة لإعادة فتح القناة، وكأن تلك الملحمة البطولية نصر يعادل نصر أكتوبر على الاحتلال الإسرائيلي.

ذكر وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمي أن السادات أبلغه بأنه يريد إعادة فتح القناة في 5 يونيو على أن يقود السادات بنفسه قافلة السفن التي تدخل قناة السويس، إلا أن "فهمي" اعترض؛ حيث كان يرى أنه من الأفضل توقيع اتفاق فك الاشتباك الثاني على الجبهة المصرية الإسرائيلية، إلا أن السادات لم يأخذ برأيه؛ ففي تمام الساعة العاشرة والثُلث صباح 5 يونيو 1975 وقف السادات على المنصة في سرادق ضخم أقامته هيئة القناة في بورسعيد، وكان على يمينه ولي عهد إيران الأمير رضا بهلوي، ويساره المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب وممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك، والفريق أول محمد عبدالغني الجمسي وزير الحربية فيما بعد.

ألقى "الجمسي"  كلمة، أعقبها تقديمه وثيقة تسليم قناة السويس إلى الإدارة المدنية بعد أن كانت تخضع إلى إدارة عسكرية، ووقع السادات على الوثيقة ثم سلمها الجمسي إلى مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس آنذاك، على أن يتم العمل بالوثيقة من صباح اليوم التالي 6 يونيو من عام 1975. 

أخذت المدمرة "6 أكتوبر" وضع الاستعداد، واستعرض حرس الشرف المدمرة على أنغام السلام الجمهوري، وبعد الانتهاء صعد السادات بصحبة ولي عهد إيران وممدوح سالم ورئيس هيئة القناة آنذاك إلى المدمرة، وبدأت في التحرك تجاه مدخل القناة في مقدمة أول قافلة تعبرها بعد إغلاق دام 8 سنوات، وظلت القافلة تسير وراء المدمرة داخل القناة حتى وصلت إلى الإسماعيلية، واستكملت طريقها بعد ذلك إلى البحيرات المرة.