رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مَن يؤتمن على العرض يمكنه الخيانة.. زيجات مأساوية بسبب العاطفة الوهمية

زواج
زواج

صورة لعقد منقولات زوجية انتشرت على صفحات التواصل بين ليلة وضحاها، تعددت الآراء حولها هناك مَن اتفق معها وشجع على الأمر فيما بعد، وهناك مَن اعترض بشدة على عدم التفريط في حقوق الزوجة، خوفًا من المواجهات المستقبلية التي يقف فيها الزيجان أمام عتبات محكمة الأسرة.
رد الفعل الكبير الذي لاقته الصورة في الساعات القليلة الماضية، جعل "الدستور" تبحث عن زيجات تمت بذات الطريقة من قبل، والمصير الذي واجهته الزوجة بعد الاستغناء عن جميع حقوقها في بداية الزواج، ظنًا منها ومن ذويها أن المعروف يُرد بالمعروف.

قصة حب شهدت عليها جامعة القاهرة منذ 9 أعوام، حين التقت الفتاة الثلاثينية، مها صبري، بالرجل الذي خطف أنظارها من اللحظة الأولى، وكان يُبدي إعجابه الشديد بجمال روحها ومثابرتها في الدراسة، ليجذبها بكلماته الرقيقة، ويجعلها تقع في حبه الذي لم تتردد لثوانِ في التفكير بشأنه.
أيام قليلة منذ تعارفهما الأول كانت كافية لاعترافه لها بحبه، ونيته للزواج منها، واتفقا سويًا على إجراء مقابلة مع ذويها للتعارف، وبالفعل اصطحب الشاب والده وذهب لمقابلة ذويها، الذين لما يمانعوا الأمر، بل تعلقوا بالشاب كما تعلقت به إبنتهما، وفي المقابلة الثانية كانوا قد اتفقوا على موعد الخطوبة، على أن تتم الزيجة بعد تخرجهما من الجامعة. 
وبعد مرور ثلاث سنوات من الخطوبة، جاء وقت الزواج وكان قد اقترب الشاب من الفتاة وذويها بشكل أكبر عن بداية الأمر، فهم يعلمون ظروفه المادية جيدًا، كونه من الخريجين الجدد، والوظيفة التي كان يعمل بها كمحاسب في شركة عقارات، لا يتقاضى منها أجر كافي لشراء جميع مستلزمات الزواج.
"كان بيعاملني أنا وأهلي بلطف شديد، والدي اتعلق بيها واطمن عليا معاه"، تلك كانت بداية الخدعة التي وقعت فيها الفتاة، ووالدها أيضًا الذي شجع الزيجة، وتطوع للمساعدة في إتمامها بشكل أسرع، متغاضيًا عن جميع الأزمات المادية التي تسببت في تعطيل الزيجة، قائلًا: "أنا هسيبلك أغلى حاجة عندي وعارف إنك هتراعي ربنا فيها".
العرض الذي أعلن عنه والد الفتاة كان شيقًا للغاية بالنسبة للشاب، فقد أقدم على زيجة لا تلزمه بأي منقولات مادية، بل أن المؤخر أيضًا كان "جنيه"، تعبيرًا منهم على ثقتهم الكبيرة في الشاب، بناءً على السنوات الثلاث التي قضوها سويًا، وعرفوه فيها جيدًا، ليؤتمنوه على إبنتهم الوحيدة.
"من يؤتمن على عرض يمكنه خيانته"، ذلك كان تعليق الفتاة على الصورة التي تداولها رواد مواقع التواصل مؤخرًا، مشيرة إلى تجربتها المريرة في ذلك الأمر، حين فعلته مع شريك حياتها، وغدر بها بعد 4 سنوات من الزواج، حين تعرف على فتاة أخرى من خلال عمله، واستغنى عن زوجته بسهولة، كونه يدرك جيدًا عدم التزامه بأي حقوق مادية عند اتخاذ قرار الطلاق.
مأساة كبيرة تعيشها "مها" حاليًا بسبب فشل زيجتها، وعدم حصولها على حقوقها المادية التي استغنت عنها بكامل إرادتها، حين غمى الحب عينيها، وتغاضى عقلها عن التفكير في أي سوء يمكن حدوثه في المستقبل، لكنها لم تكن الضحية الوحيدة للزيجات الفاشلة، التي تغلبت عليها العاطفة الوهمية.
بكتابة جملة "من يؤتمن على العرض" في محركات البحث بموقع "فيسبوك"، وجدنا العديد من الشكاوي الخاصة بذلك الأمر، يحذرون أي فتاة مقبلة على الزواج من تكرارها، والتخلي عن حققوها المادية الزوجية بكل أريجية، لمجرد تعلقها بالزوج، واقتناعها بمدى الحب الكبير الذي يكنه لها.
كانت أبرز التعليقات المحذرة من الأمر، واردة من فتيات تعرضت لتلك المأساة، تعايشت معها لسنوات طوال، لذا أثارت غضبهم هذه الصورة بشدة حين شاهدوها تطوف صحفات التواصل الاجتماعي، ويتفاعل معها العديد من المتابعين، بل وأيضًا يشجعون علىها في إتمام أي زيجة.
"الدستور" تواصلت مع إحداهن، للتعرف على القصة التي جعلها تبوح عن المشاعر المكبوتة بعد رؤية الصورة المذكورة، لكنها رفضت الحديث في البداية، مكتفية بالصراخ على منصات التواصل الاجتماعي، تعبيرًا منها عن الخداع الذي عاشته سنوات عدة، وانتهى بسلب حقوقها المادية بكامل إرادتها.
حاولنا إقناعها بالحديث عن الأمر، ووافقت في النهاية ممتنعة عن ذكر إسمها، فقط سردت حكايتها في سطور قليلة، قائلة: "كنت متعلقة بيه جدا، وعاندت أهلي علشان أتجوزه"، فقد تبين أن ذويها كان يرفضون إتمام الزيجة كونه غير مستعد ماديًا، ولا يملك شقة سكنية من الأساس، ليقنعها بالتأجير فقط.
بالفعل وافقت الفتاة على عرضه، بعد أن وقعت في حبه لسنوات طوال، وكانت تنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر، لذا حاولت مرارًا وتكرارًا إقناع ذويها على إتمام الزيجة، في لحظة غلب فيها قلبها على عقلها، لتستغنى بكل سهولة عن أي حقوق مادية، فقط مكتفية بالزواج من حبيب عمرها.
بالرغم من رفض والدها القاطع لذلك القرار، إلا إنها صممت على اتخاذه، معلنة عن اختيارها الحر في تحديد مستقبلها، لكنها لم تتوقع أن الضربة القاضية قد تأتي من أعز حبيب، لتكتشف ذلك بعد مرور 7 سنوات من الزيجة، أنجبت فيهم طفلين، جميعهم يعيشون حياة مأساوية حاليًا بعد أن هجرهم الزوج، واختفى من حياتهم تمامًا.