رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إعادة شبكة علاقات مصر الدولية».. 7 سنوات من الإنجازات في عهد السيسي

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

علي مدار 7 سنوات من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، تكونت لدي مصر شبكة علاقات خارجية مع كبري دول العالم، وشهدت العلاقات تطورا كبيرا على جميع المستويات والزيارات، حيث نجح الرئيس في إعادة شبكة علاقات مصر الإقليمية والدولية، والارتقاء مع الدول الكبرى كالولايات المتحدة والصين وروسيا إلى مستوى مأمول من التوازن والندية والاحترام المتبادل.

 العلاقات المصرية الأمريكية

فقد شهدت العلاقات المصرية الأمريكية الفترة الماضية مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم والتنسيق في جميع المجالات خاصة السياسية والعسكرية حيث نجح الرئيس السيسي والدبلوماسية المصرية في إعادة الثقة بين البلدين ووضع إطار مؤسسي يتسم بالاستمرارية وهو ما يطلق عليه الحوار الاستراتيجي كما تم وضع قاعدة للمصالح المشتركة تقف عندها الدولتان على قدم المساواة دون أي تمييز لتحقيق مصالحهما دون الإضرار بمصالح طرف على حساب الآخر.

فضلا عن استمرار التنسيق والتشاور واللقاءات بين البلدين وضرورة التوصل إلى حلول متفق عليها في قضايا المنطقة خاصة الفلسطينية والسلام في السودان، والتصدي للإرهاب، والاستقرار الاقليمي وغيرها بالإضافة إلى تطابق الرؤى المصرية الأمريكية خاصة في التصدي بحزم وقوة لخطر الإرهاب، وحرص الإعلام الأمريكي على الإشارة إلى ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من آفاق جديدة.

وتأتي أهمية العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وضرورة العمل على تعزيزها في محاورها المتعددة، بما يصب في صالح الأمن القومى لكلا البلدين، مشيرًا إلى أن السياسة المصرية تتسم بالتوازن والحرص على الانخراط الجاد مع دوائر صنع القرار الأمريكى المختلفة.

وظهر ذلك في تطلع الولايات المتحدة  لدعم التجربة التنموية المصرية وطموحها في تحقيق نهضة اقتصادية شاملة، والتي من شأنها أن توفر فرصًا أمام زيادة وتنمية الاستثمارات الأمريكية في مصر تحقيقا لمنافع متبادلة للجانبين فضلًا عن أن السوق المصرية تُعد مدخلًا أساسيًا أمام الشركات والمصالح الاقتصادية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأيضا ظهر ذلك في محادثات الرئيس الأمريكي جو بايدن الهاتفية مع السيسي وإشادته بالدور المصري في غزة في عدة مناسبات، وزيارة وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن إلى القاهرة، فضلا عن تصريحات جيرالدين جريفيث المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية، بالدور المصري في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، مؤكدة أن أمريكا لديها علاقات تاريخية قوية مع مصر، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أثنى على الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضافت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية، أن أمريكا ستقدم 360 مليون دولار للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الولايات المتحدة تقوم بالتنسيق مع مصر من أجل تقديم المساعدات لقطاع غزة، ولفتت إلى أن إدارة بايدن تؤمن بضرورة حل الدولتين، وضرورة حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية من أجل إحلال السلام للشعبين، لكن الآن نركز على كيفية إيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن أمريكا ستسعى لإنعاش الشراكة بين فلسطين وإسرائيل.

العلاقات المصرية الصينية

كما تشهد العلاقات المصرية الصينية، تطورا كبيرا وهو ما أكده لياو ليتشيانج سفير الصين في مصر أن العلاقات المصرية الصينية متنوعة وتمتد لمجالات مهمة كالتجارة والفضاء والبنية الأساسية والمنسوجات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والصحة، خاصة في إطار مواجهة جائحة كوفيد ١٩، والسياحة، وأن مستوى التعاون في تلك المجالات مبهر ومثمر.

وتابع في تصريحات الأسبوع الماضي أن التعاون التجاري مع مصر استراتيجي فمصر من اكبر الشركاء التجاريين للصين منذ عام ٢٠١٣.

وقال إنه في العام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري مع مصر ١٤,٥مليار دولار، كما بلغ خلال الربع الاول من العام الجاري ٤،١٨٠مليار دولار بزيادة ٣٢,١٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وبالنسبة لحجم الاستثمارات الصينية في مصر، أشار لياو ليتشيانج إلى أن حجمها قد بلغ ١,٢مليار دولار وبلغ خلال الربع الاول من العام الجاري ٨٣ مليون دولار بزيادة قدرها ١٣٤٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وبالنسبة لمشروعات التعاون الجارية بين الجانبين المصري والصيني، لفت لياو ليتشيانج إلي مشروعات الصين في منطقة "تيدا" في خليج السويس وحي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، والقطار الكهربائي بمدينة العاشر من رمضان وتنفيذ الشركات الصينية لخمس أبراج سكنية بمدينة العلمين الجديدة، كما تناول سفير الصين العلاقات السياسية مع مصر والتي تشهد تقاربا في وجهات النظر.

العلاقات المصرية الروسية

وتشهد العلاقات المصرية الروسية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين حافز كبير للتقارب بين البلدين، فالتعاون بين البلدين عميق الجذور وله تاريخ طويل في تطوره ونتشارك وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية ونتعاون في إطار المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة.

وتعد مصر أحد شركاء روسيا الرئيسيين في مجال التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالرغم من الجائحة العالمية لفيروس كورونا المستجد كوفيد -19 فإن هناك تنسيقا مستمرا ووثيقا على مختلف المستويات بين القاهرة وموسكو.

كما تعد أيضا الشريك الإقليمي الأساسي لروسيا في مكافحة الإرهاب.

وعلي مستوي التعاون الاقتصادي، بلغ حجم التبادل التجارى 6.2 مليار دولار عام 2019 مما جعل موسكو من أكبر 10 شركاء تجاريين لمصر إلا أن هذا التبادل تراجع بسبب وباء كورونا ليبلغ مليار دولار فقط في الربع الأول من هذا العام، وأهم الصادرات الروسية لمصر القمح والمعادن والنفط والغاز و سيارات وعربات السكك الحديدية والأخشاب والدهون والزيوت بينما تشمل الصادرات المصرية لروسيا، المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية والكيمائية .

العلاقات المصرية الألمانية

كما تتمتع مصر وألمانيا بمكانة كبيرة ومهمة فكل منهما له ثقل سياسي واضح في المحافل الدولية داخل المنطقة الإقليمية والجغرافية التي تنتمي إليها الدولتان، فالقاهرة مفتاح الشرق والمؤشر لاستقرار وأمان المنطقة وبرلين هي الرابط لشمال أوروبا بجنوبها وشرقها بغربها وإحدى القوى الاقتصادية الكبرى في العالم لذلك تتسم العلاقات بينهما بالقوة والصداقة، فضلًا عن كون مصر تشهد طفرة إيجابية مؤخرًا بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم البلاد.

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا إلى ديسمبر 1957 كما تربط بين البلدين اهتمامات ومصالح مشتركة ثنائية ودولية منها عملية السلام بالشرق الأوسط.

 كما ان زيارة الرئيس السيسي الأولى لبرلين في 2015 مثلت اللبنة الأولى لإحداث تحول في الموقف الألماني السلبي تجاه ثورة 30 يونيو ووضعت الأسس التي أدت لإتمام زيارة ميركل للقاهرة في مارس 2017 وما أعقبها من زيارة أخرى للرئيس السيسي لبرلين في يونيو 2017 بشكل أحدث نقلة نوعية في طبيعة العلاقات بين البلدين أعادتها إلى مسارها الطبيعي الذي يتسق مع العلاقات التاريخية بين البلدين.

وجاءت زيارة الرئيس السيسي إلى برلين في أكتوبر 2018 لتعبر عن مستوى النضج الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، وما أصبحت تقوم عليه من ركيزة للتعاون المشترك والمصالح المتبادلة.

 وفي التوقيت التي تسعى مصر لجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية ونقل وتوطين التكنولوجيا في عدد من المجالات في مقدمتها صناعة السيارات والارتقاء بمستوى التعليم استنادًا إلى الجودة الألمانية سواء فيما يتصل بالتعليم الجامعي أو الفني.

كما أن ألمانيا أصحبت تمثل أكبر مصدر للسياحة الأوروبية لمصر فإنها تهتم بتطوير العلاقات مع مصر لإدراكها لحجم ومكانة مصر بالمنطقة باعتبارها الركيزة الرئيسية لاستقرار الشرق الأوسط والخط الأول للتصدي للإرهاب والهجرة غير الشرعية فضلًا عن كونها نقطة انطلاق للصناعات والصادرات الألمانية لمنطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتشهد الفترة الراهنة انطلاقة كبيرة للعلاقات بين البلدين تبنى على الزخم الذي ولدته زيارات الرئيس السيسي لألمانيا، وعلى الطفرة الكبيرة في العلاقات الثنائية خلال السنوات الثلاث الأخيرة نتيجة العلاقات المتميزة بين قيادتي البلدين سواء في قطاعات السياحة أو الاقتصاد أو الاستثمار أو التعليم والتدريب الفني.

كما يشهد التعاون مع ألمانيا في قطاع السيارات خاصة بعد عودة شركة مرسيدس إلى الأسواق المصرية، طفرة نتيجة جهود مصر أن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا في صناعة السيارات ليس فقط التقليدية ولكن تكنولوجيا المستقبل فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية ووسائل التنقل الكهربائية الحديثة وهو ما شجع الجانب الألماني على الاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة في مصر .