رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيدة قرية تونس.. «ذا ناشيوال» تنعى السويسرية إيفلين بوريه

إيفلين بوريه
إيفلين بوريه

سلطت صحيفة "ذا ناشيونال" الضوء على وفاة السيدة إيفلين بوريه، ووصفتها بأنها سيدة قرية تونس.

يأتي هذا فيما أعلنت هيئة السياحة بالفيوم، وفاة الفنانة السويسرية إيفلين بوريه، إحدى أكثر سكان المحافظة المحبوبين، عن عمر يناهز 81 عاما.

كانت بوريه مقيمًة منذ فترة طويلة في قرية تونس بالفيوم، وهي إحدى الوجهات السياحية الأكثر شعبية في المحافظة، حيث زارت القرية لأول مرة في أوائل الستينيات عندما كانت في مصر لرؤية والدها، في زيارتها الأولى للفيوم، رافقها الشاعر المصري الشهير سيد حجاب، الذي انتهى بها الأمر بالزواج به لاحقًا.

ووفقا لـ"ذا ناشيونال": بعد أن انخرطت بوريه في صناعة الفخار في الوطن، قامت بزيارات منتظمة إلى ورش السيراميك والخزف في جميع أنحاء مصر خلال الستينيات والسبعينيات، قبل أن تطلق "جمعية بتاح" لتدريب الأطفال في المناطق الحضرية والريفية على أعمال الخزف، والتي لا تزال أكبر مدرسة الفخار بالفيوم.


وقال حسين السعداوي ، 34 عامًا  عن بوريه: "كانت واحدة من أقوى وأشجع النساء اللواتي قابلتهن في حياتي، وتابع: إن مغادرة الوطن والاستقرار في مكان آخر ليس بالأمر السهل، لكنها أخبرتني دائمًا أن حبها الشديد للناس والقرية هو ما جعلها تبقى، السيد السعداوي يعرف بوريه منذ 20 عامًا، حيث كان أحد طلابها عندما كان عمره 10 سنوات فقط.

وقالت "ذا ناشيونال": منذ الإعلان عن وفاتها يوم الثلاثاء، كان هناك فيض من الحزن على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من كبار الفنانين في البلاد عن تعازيهم وسردوا تفاعلاتهم الإيجابية معها بالإجماع.

وتابعت "ذا ناشيوال" لقد بنت بوريه منزلها الريفي في الفيوم بسقف مقبب مميز مصنوع بالكامل من مواد صديقة للبيئة ويقال إن التصميم مستوحى من حسن فتحي، المهندس المعماري المصري البارز.

كما حاولت بوريه تعليم السكان الآخرين بناء منازل بهذه الطريقة، وتعريفهم بمبادئ حماية البيئة، وأضافت "ذا ناشيونال": خلال أيام بوريه الأولى في الفيوم، كانت تشاهد الأطفال المحليين يلعبون في الوحل، الذي يتواجد بكثرة في التربة الرطبة للقرية التي تقع على ضفاف بحيرة قارون، مستوحاة من كيفية تشكيل الأطفال للطين بأصابعهم، قررت بوريت إطلاق أول مدرسة للفخار في القرية والتي ستواصل تعليم الآلاف من السكان المحليين كيفية كسب لقمة العيش من خلال صقل مهاراتهم في صناعة الفخار وبيع أعمالهم لزوار القرية.

وقالت ذا ناشيونال: الفيوم هي واحدة من أفقر محافظات مصر، وقد أدت جهود بوريه إلى انتشال الآلاف من الفقر، حيث تحولت قرية تونس خلال حياتها هناك من منطقة فقثرة إلى وجهة شهيرة لقضاء العطلات لدى القاهريين الأثرياء، الذين بنى العديد منهم منازل ثانية هناك، كما أدى الاهتمام المتزايد بالقرية أيضًا إلى إنشاء عدد من الفنادق البوتيك الراقية.

وعلى الرغم من أن الحرف اليدوية لم يتم استكشافها إلى حد كبير في الفيوم، إلا أن جهود بوريه على مدار عقود من العيش  في الفيوم  جعلت مهرجان الحرف اليدوية السنوي في القرية أحد أكثر الأحداث شعبية من نوعها على مستوى البلاد.

تم بث مراسم دفن بوريه، التي حضرها العديد من أصدقائها وأحبائها بما في تلك سكان القرى والمغتربين، على الهواء مباشرة من قبل عدد من وسائل الإعلام المصرية.