رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحركة الوطنية»: الأحزاب ينبغى أن تكون انعكاسًا لحاجات المواطنين

احمد رؤوف
احمد رؤوف

قال الدكتور أحمد رءوف، مستشار رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية للشئون السياسية والتنظيمية، إن الحزب سيشهد خلال المرحلة المقبلة تحركات واسعة على عدد من المسارات، مشددًا على أن التكليف الصادر له من قبل رئيس الحزب يستدعي مزيدًا من العمل والتواصل مع قواعد وكوادر الحزب سواء بالقاهرة أو بالمحافظات، بهدف الارتقاء بالأداء، وتحسين مستوى الممارسة السياسية، وفتح الباب لضم أعضاء جدد بما يسهم في تجديد الدماء، وإثراء التجربة الحزبية في مصر التي أرى أنها تجربة ما زالت في طور النشأة، وتحتاج الي الكثير من التجارب والقيادات والكوادر بما يصقلها بالخبرات.
 

أضاف رءوف أن الحديث عن الأحزاب ودورها في الحياة العامة وتطوير أدائها السياسي أمر لم يتوقف طوال السنوات الأخيرة، لكنه حتي الآن وللأسف ما زال حديث ينقصه كثير من الفعل بمعني ينبغي أن تخرج الأحزاب من الدوائر المغلقة، وتتحرر من حديث الصالونات إلى حديث الشارع بحيث يتم تطبيق الممارسة الفعلية على الأرض، بعيدًا عن أي قيود أو محاذير.

وفي إطار ما يحفظ للدولة وحدتها ومحدداتها وقوانينها واستقرارها وسيادة مؤسساتها الوطنية، لأن الدولة المدنية بحاجة ماسة الي ممارسة حزبية وسياسية سليمة ، بما يسهم في تطوير المجتمع، وبما يؤمن ديمقراطية الممارسة، ويحقق حالة من التوازن والعدالة بين الأطراف المشاركة، وذلك قطعًا يعد متنفساً حقيقيًا، يستوعب كل طاقة ترغب في أن تلعب دورًا سياسيًا وحزبيًا، بما يحميها أيضًا من السقوط فريسة في قبضة التنظيمات المتطرفة والجماعات السرية.

وتابع مستشار رئيس الحزب: “الدولة عليها دور مهم في هذا الشأن، وينبغي أن تسهم في إنجاح تلك التجارب الحزبية وتقدم دعمًا سياسيًا، بل وماليًا إذا ما تطلب الأمر؛ لأن الأحزاب الوطنية تعد جزءًا من مؤسسات الدولة، تعمل تحت عباءتها، وفي إطار ما تضعه الدولة من قوانين، وبالتالي فإن دعمها هو دعم للدولة ولديمقراطية العمل السياسي المتزن، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الانفتاح السياسي الذي يتيح ممارسة عادلة للجميع، بعيدًا عن سطوة ونفوذ المال الذي لا شك لعب دورًا مؤثرًا خلال المرحلة الماضية، دورًا أفسد جانبًا كبيرًا من حرية وعدالة المنافسة".

أوضح رءوف أن الحركة الوطنية ستعتمد خلال المرحلة المقبلة علي العمل القاعدي، لأن الطريقة الفوقية في إدارة وتأسيس الأحزاب أثبتت فشلها، فربما تنجح بعض الوقت، لكنها لا تنجح طول الوقت ولا يسفر عنها بنيان تنظيمي قوي، بل سيكون بنيانًا هشَّا، يتجمع فيه أصحاب المصالح الذين سرعان ما ينفضون عنك مع أول أزمة، لذا فعملية التواصل مع المجتمع، التواصل المنزه من أي غرض والمبني علي قناعة بمبادئ وأهداف الحزب، والمرتكنة إلى دستور وقانون الدولة، جميعها أسس وأطر تضمن تحقيق كيان حزبي صلب منبثق من قناعات الناس ومرتبط بأفكارهم واحتياجاتهم وآمالهم في غد أفضل.

أضاف مستشار رئيس الحركة الوطنية المصرية أن التجارب الحزبية الناجحة على مستوى العالم، تؤكد أن النجاح لم يكن سهلًا، وأن طريقها لم يكن مفروشًا بالرياحين، إنما عانت تلك التجارب في بدايتها كثيرًا ودفعت أثمانًا باهظة نتيجة إيمانها بمبادئ ديمقراطية الممارسة وبرامج الوطنية، وسياسات العدالة وقيم وقوانين الدولة ودستورها، قدمت تضحيات وجهدًا وعملًا وتواصلًا وانتشارًا ومشاركة إيجابية، كانت جميع ممارساتها انعكاسًا لحاجات الجماهير ومتطلباتها، لذا حظيت بشعبية كبيرة كانت تستحقها بما كتب لها سطور النجاح والاستمرارية فالقوة الحزبية لا تُمنح، ولا يمكن لكيان حزبي أن يكون قويًا ومؤثرًا، إلا إذا كان منبثقًا من حاجة الشارع، فمهما كانت قوة الدفع الفوقية التي يحظي بها أي كيان حزبي، إلاّ أنها لن تجعله الأقوى أو الأكثر نفوذًا وتأثيرًا، ولن تبقيه طويلًا في صدارة المشهد، البقاء فقط لصاحب المبدأ الذي يعمل من أجل صالح الوطن مجردًا من أي مصلحة ذاتية، حتى إن لم يحقق مكاسب أو ما يظنون أنه مكاسب، فالمكسب الحقيقي هو الإيمان بالفكرة وبقاء الوطن قويًا وصلبًا، نعيش جميعًا تحت ظله آمنين مستقرين.