رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ترشحها للبوكر..

«نازلة دار الأكابر» لـ أميرة غنيم ترصد تاريخ تونس المعاصر

نازلة دار الأكابر
نازلة دار الأكابر

تترشح الكاتبة التونسية أميرة غنيم بروايتها "نازلة دار الأكابر"، التي صدرت لأوّل مرة عام 2020 عن دار مسعى في البحرين، ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2021، المعروفة باسم "جائزة بوكر العربية".

تلتقط هذه الرواية ببراعةٍ منعرجاتٍ مهمّةً من تاريخ تونس المعاصر، بل تاريخها الراهن أحيانا، وفيها يغدو البحث عن السُّلالة وأسرار "البَلْدِيّة" إيذانًا بالبحث عن الذات ومعنى الوطن وتاريخه، بيد أنّه تاريخٌ آخر يكتب من خلال حكايةٍ مُتخيَّلة بطلُها المصلح الكبير الطاهر الحدّاد. وعلى الرغم من أنّ المراجع التاريخيّة لا تذكر شيئًا عن علاقة الحدّاد بالنساء عدا دفاعه المستميت عنهنّ فإنّ صاحبة الرواية تجزم، بقوّة الخيال، أنّه عشق “للاّ زبيدة”.

لذلك لن يرى القارئ في المستقبل سيرةَ الحدّاد من غير حبيبته زبيدة. وهذا من سحر التخييل الروائيّ وعلى المؤرّخين أن يكذّبوا الروائيّين إن وجدوا سبيلًا إلى وثيقةٍ أو شهادة وأنّى لهم ذلك.

لقد شبّهتُ مرّاتٍ قصّةَ تونس غير المكتوبة بالفسيفساء البديعة لثرائها وفرادتها. وأكبر ظنّي أنّ رواية أميرة غنيم هذه، إذ تروي ببراعةٍ ومعرفةٍ عميقة شيئًا من قصّتنا التونسيّة، ستحتلّ، ولا ريب، موقعا ممتازًا ضمن مدوّنة السرد العربيّ، وهي إذ تعرض علينا قصّتنا تمنح النساء الصوت الأعلى لروايةِ فصولٍ من تاريخ البلاد السرّيّ، أَفَلَسْنَ هُنّ حافظات الذاكرة الحقيقيّة وفاضحات الذكوريّة البائسة؟.

وبحسب موقع الجائزة العالمية للرواية العربية؛ فإن رواية "نازلة دار الأكابر" تروي فصولا مهمة من تاريخ تونس المعاصر السري من خلال حكاية متخيلة بطلها المصلح الكبير الطاهر الحدّاد. وعلى الرغم من أن المراجع التاريخية لا تذكر شيئا عن علاقة الحدّاد بالنساء عدا دفاعه المستميت عنهن فإن صاحبة الرواية تجزم بقوة الخيال أنه عشق "للاّ زبيدة"، وتمنح النساء الصوت الأعلى لرواية الأحداث، كونهن حافظات الذاكرة الحقيقية وفاضحات الذكورية البائسة.