رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسماعيل ياسين.. المطحون فى الأرض

إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين

رغم نجوميته التى وصل إليها، واسمه الذى بلغ عنان السماء، إلا أنه ظل حتى آخر لحظة فى حياته واحدًا من المطحونين فى الأرض، حمل فى حياته ميراثًا كبيرًا من القهر، إلى أن وجد لنفسه فى النهاية مكانًا تحت الشمس لتواتيه الفرص ويغزو القلوب، ويكتب اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ السينما.

يظل إسماعيل ياسين النموذج الاستثنائى الأول الذى ألغى مفهوم الشخص الذى لا يملك أى مميزات فى شكله، ومع ذلك استطاع أن يحقق الثروة ويتزوج جميلة الجميلات، ويتربع على عرش الكوميديا. لقد حقق ذلك بمنحة إلهية من الصعب تفسيرها أو الوقوف على أسبابها، لقد كان إسماعيل يضحك الناس من أجل الضحك، أضحكهم منه وعليه، بداية من الأطفال وانتهاءً بأكبر شخص من الممكن أن يجلس ليشاهده. 

فى قصة طريفة يحكيها المخرج كمال عطية، قال: بدأت مع إسماعيل ياسين عندما كان ملك الأدوار الثانية، فيلم باسم «حبايبى كتير»، كان إسماعيل يريد فرض أسلوبه علىّ، كان يفتح فمه طوال الوقت ليضحك الناس، فحذرته، فقال لى: «بكرة تعرف إن بوقى ده هو اللى بيجيب الإيرادات»، وقد كان فعلًا. 

لقد صال وجال فى الحياة، ساخرًا من نفسه ومن كل شىء حوله، ليحقق ذاته وليعرف معنى السعادة، فهل عرفها؟

هو نفسه رد وأجاب وقال: «دى كانت أونطة بلمصوجرة، مش بإخلاص أو إرادة، أى ضحكة أو ابتسامة عليها أجرة، تبقى فين هى السعادة؟ قوللى يا صاحب السعادة قوللى». 

عاش إسماعيل ياسين ومات باحثًا عن السعادة، مطحونًا فى الأرض، يحلم بحياة أكثر نبلًا وعدلًا. 

رحم الله إسماعيل ياسين الذى ما زال حتى هذه اللحظة يملك قلوب الجميع.