رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قنديلة» الخال.. تفاصيل الرواية الوحيدة للشاعر عبدالرحمن الأبنودي

عبد الرحمن الأبنودي
عبد الرحمن الأبنودي

نشر الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي رواية واحدة في حياته بعنوان "قنديلة"، والتي وقع الخال عقد نشرها مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، وصدرت بعد رحيله.

وسبق للأبنودي الكتابة النثرية من خلال كتابه "أيامنا الحلوة" وهو الكتاب الذي ضمن فيه حكايات الطفول وظهر فيه ذلك الارتباط الكبير والعظيم بين الأبنودي ووالدته فاطمة قنديل، ويناقش حياة عبدالرحمن الأبنودي حينما كان طفلًا ثم شابًا بقريته يحكي فيها عن أمه كما يحلو له مناداتها بلهجته الصعيدية ولا يخجل من سرد سيرة أمه وما حدث معها قبل زواجها من أبيه، وهو كتاب صدر في أكثر من 700 صفحة عن هيئة الكتاب، وأتبعه بكتابة الرواية، ونشرت الرواية أولًا على شكل حلقات في جريدة الأهرام خلال حياة الأبنودي، وذكرت نهال كمال خلال ندوة بمعرض الكتاب أن الرواية صدرت ضمن أجزاء الأعمال الكاملة التي عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

"أنا ابن أمي فاطمة قنديل وجدتي ست أبوها"، هكذا كان يردد الشاعر عبدالرحمن الأبنودي طوال الوقت، كان يحتفي بأمه وجدته "ست أبوها"، ودائمًا ما يعبر عن ثرائهن الكبير بالأغاني الفلكلورية، وممارستهن لتقاليد وطقوس تمتزج بين القبطية والفرعونية والإسلامية.

كما عبر "الخال" عن حظه السعيد بأنه عايش هاتين المرأتين اللتين ساعدتاه على رؤية الحال من خلالهن. لذا كتب الشاعر عبدالرحمن الأبنودي روايته الوحيدة "قنديلة"، وأهداها لوالدته فاطمة قنديل قائلًا: "إلى فاطمة قنديل التي أنثوا القنديل إكرامًا لها".

قنديلة هى فاطمة قنديل، وهكذا عنون الأبنودي الرواية تخليدًا لذكرى الأم العظيمة كما خلدها سابقًا في شعره "جوابات حراجي القط"، كانت قنديل كأي ست صعيدية في ذلك الوقت لا تعرف من الشهور إلا الشهور القمرية كأمشير وبؤنة وغيرها، وتؤمن بالخرافات والأساطير والمشاهرات والكثير من الأمور التي تنطبق على كل امرأة صعيدية في حقبة الستينيات وما قبلها.

يقول الكاتب الصحفي محمد توفيق، صاحب كتاب"الخال": "رواية قنديلة لم تنشر في حياة الأبنودي، كان قد اتفق على طباعتها مسبقًا مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، لكن حين طبعت كان قد توفاه الله، ولم تكن حديثة الكتابة فقد كتبها منذ أعوام كثيرة، حتي من قبل كتابتي لكتاب الخال، ولكنه تريث عليها ولم ينشرها، وحين اعادت الهيئة طباعة أعماله وقع عقد الأعمال الكاملة بما فيها روايته الوحيدة، والأعمال نشرت تباعًا خلال حياة الخال وبعد وفاته.

أضاف توفيق: "قنديلة لم تكن بالنسبة للأبنودي عمل روائي بقدر ما هو ذكرى لوالدته، وحقيقي هو لم يتعامل معها بمنطق الروائي، كتبها ووضعها بجواره، والخال لم يكن هناك شيئًا مهما بانسبة له إلا الشعر، والشعر فقط، حتى الأغاني كان ينزعج حين يقول له أحدهم أحب لك أغنية فلان، فيكون رد الأبنودي: "أنت تحب فلان المطرب"، ولكن الأبنودي هو الشعر والشاعر، وحين كتب أيامنا الحلوة كتبها تحت ضغط هجر الشعر، لأن الإلهام توقف، هو لا يكتب الشعر بشكل يومي وتوقف الشعر يعني تجربة كتابات وأشكال أخرى، والمقالات هي البديل المتاح واليس الأنسب، كان يقول على حد تعبيره "الشعر مخاصمني"، وحين استرد الشعر توقف عن كتابة النثر.

وتابع: "لأن الشعر عن الأبنودي حالة شعورية فلك أن تعلم أنه كتب جوابات حراجي القط مرتين، كتبها وضاعت منه وحين كتبها في المرة الثانية كانت مختلفة تمامًا عن الأولى، وهذا يعني أن الأبنودي لم يكن يحفظ أشعاره كما يجب، وإلا لأعاد كتابتها كاملة كما ضاعت وبدون اختلاف.

في الأخير قال: “الشعر عند الأبنودي لا يكتب بحسابات مقالية وهو يأتي- كما ذكرت- دفقة شعورية وكان قد كلمني عن قصائد لا يعرف كيف جاءت، ويشعر بتوتر في كل قصيدة، وكان الأبنودي يتوتر في كل قصيدة، وكان يقول أيضًا: "الشعر يأتي في حجري ولا أذهب إليه"، والقرار للشعر وليس له، وفي تعاملي معه عن قرب عرفت أن القصيدة تأتي للأبنودي ولا يعرف كيف جاءت كيف تكتمل لكنه ينتظر حتى يفرغ منها ثم يقوم بتنقيحها وتهذيبها بالشكل الذي سوف تنشر به.